«ميل جيبسون»، ممثل أمريكي موهوب؛ إذ إنه يُخضع كل موهبته لما ينوي القيام به؛ سواء أكان مخرجاً، أو منتجاً، أو كاتباً للسيناريو، أو حتي ممثلاً، كانت بدايته المتواضعة في مسلسل تليفزيوني، لكن يمكن القول بأن سلسلة الأفلام التي صورها في أستراليا كانت فاتحة خير عليه، فقد كانت بدايته الحقيقية كبطل للفيلم المتميز «ماكس المجنون»، وهو من أفلام الخيال العلمي المصنفة تحت اسم: ما بعد المحرقة، ويبدو أن نجاحه قد شجع لأن يكون بطلاً لفيلم رومانسي يحمل اسم «تيم»، وتواصلت أفلامه ذات الإنتاج الأسترالي، بما فيها تمثيله لجزءين آخرين من «ماكس المجنون»، وهو ما قاده لأن يقوم ببطولة سلسلة الحركة الشهيرة «السلاح القاتل»، وقد حقق نجاحاً ساحقاً بأسلوبه الخاص في التمثيل الذي يجمع بين الهزل والجد، وبما أنه قد دشن نفسه كممثل حركة تتهافت عليه أستديوهات هوليوود لموهبته ووسامته، فقد وجد «جيبسون» أن اختيار المخرج الإيطالي الكبير «فرانكو زيفريللي» له لكي يقوم بدور «هاملت» فرصة لا تعوّض، وكان أداء «جيبسون» عبقرياً، ويبدو أن مذاق هذا النجاح قد شجعه لكي يبدأ خوض مغامراته الخاصة، فبدأ فيلمه «شباب إلي الأبد»، ثم أتبعه بالفيلم الدرامي «رجل بلا وجه»، وقد كانت التجربة الأولي له كمخرج وممثل في الوقت نفسه، وفي الوقت نفسه كان يقوم بمواصلة «السلاح القاتل»، في أجزاء جديدة. الملاحظ هنا أن «جيبسون» يحرص علي التميز والتنوع، ويرسم خطاً متوازناً يتيح له أن يرضي موهبته الخاصة، وفي الوقت نفسه أن يغدو واحداً من أغلي نجوم هوليوود. بعد أن قام بدوره الكوميدي الجميل في فيلم «مافريك»، جاءت أولي تجارب «جيبسون» العملاقة في السينما، وهو فيلم « القلب الشجاع» عن قصة حياة المناضل «ويليام والاس» وكفاحه من أجل الحرية، وبالإضافة إلي التمثيل قام بإخراجه أيضاً، وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً، وحصد العديد من جوائز الأوسكار، ثم يعود لأفلام الحركة مرة أخري، مع فيلم «نظرية المؤامرة»، و«العودة»، ومع بداية الألفية الجديدة، قام ببطولة الفيلم الدرامي الحربي «الوطني» ثم فيلمه الكوميدي «ما تريده النساء»، ثم فيلمه الحربي «كنا جنوداً» ثم فيلمه الخيالي «إشارات»، والغريب أن «جيبسون» منذ ذلك الحين كانت أدواره قليلة، غير لافتة للنظر، ربما لأنه كان مشغولاً بمغامرتين كبيرتين تحتاجان لجهده كمنتج ومخرج، وهما «آلام المسيح»، والذي كان الحدث الرئيسي في عام 2004، ثم فيلمه المتميز «أبوكاليبتو»، والذي حصد نجاحاً نقدياً وجماهيرياً كبيراً. مدة الفيلم: 140 دقيقة. النوع: حركة، مغامرات، دراما. بطولة: رودي يونجلبود، داليا هيرنانديز، جوناثان بروير، موريس بيرديلهويد. يعرض: الأحد القادم الساعة 12 بعد منتصف الليل، علي قناة MBC2.