إحصائيات وزارة الصحة كشفت 1% فقط من طلاب المدارس تم تطعيمهم.. وبعض الأطباء وأطقم التمريض رفضوا التطعيم! د.أحمد خالد توفيق: الخوف من المصل سببه انعدام الثقة بالحكومة والشائعات التي تروج ثقافة الفزع حاتم الجبلي لماذا يرفض المصريون التطعيم ضد إنفلونزا الخنازير؟ سؤال فرض نفسه في الأيام الأخيرة بعد رفض أولياء أمور تلاميذ المدارس تطعيم أبنائهم، حتي إن الإحصائيات «الرسمية» لوزارة الصحة كشفت عن رقم مذهل وهو 1% فقط من إجمالي تلاميذ المدارس تم تطعيمهم.. الأكثر من ذلك أن بعض الأطباء وأطقم التمريض رفضوا أيضاً التطعيم؟ السؤال: هل المصل الذي استوردته وزارة الصحة غير آمن فعلاً وله آثار جانبية خطيرة مما دعا أولياء الأمور إلي رفض إعطائه لأبنائهم وإجبارهم علي عدم الذهاب إلي المدارس؟ لاحظ أن التطعيم مجاني!! أم أن الأمر كله لا يتعدي كونه حرباً بين شركات الأدوية للحصول علي المزيد من المكاسب واستغلال فزع الناس! وربما يكون السبب له علاقة بانعدام ثقة الناس في الحكومة وتصريحات مسئوليها الذين أكدوا مراراً وتكراراً أن العقار آمن وآثاره الجانبية عادية لا تتعدي ارتفاعاً طفيفاً في درجة الحرارة. الدكتور أحمد خالد توفيق - أستاذ طب المناطق الحارة بكلية الطب جامعة طنطا - يشير إلي أن عدم ثقة المواطنين باللقاحات سببه في المقام الأول ضعف ثقة المواطنين بالحكومة وبالتالي كل ما يصدر عنها من إجراءات فضلا عن إثارة الشائعات المتعلقة بعدم أمان اللقاحات المضادة لإنفلونزا الخنازير بشكل محكم للغاية وتناقلها عبر البريد الالكتروني مع إضفاء بعض الأهمية علي الرسائل بالإشارة إلي أن مصدر المعلومات باحثة صحفية غربية تدعي سارة ستون والتي تناقل المواطنون حول العالم رسالتها التي تحذر من خطورة المصل، ولفت توفيق إلي مفاجأة من العيار الثقيل بقوله إن أغلب ما يشاع عن المصل مصدره غير دقيق مشيرا إلي ما نسب من تصريحات لوزيرة الصحة الفنلندية السابقة التي تثبت عدم أمان اللقاح المضاد لإنفلونزا الخنازير كان مصدره في واقع الأمر لمراقبة صحية عادية، فيما أشار توفيق إلي أن الخبير الذي اعتمدت عليه قناة الجزيرة في تفسير نظرية المؤامرة حول صناعة إنفلونزا الخنازير مجرد طبيب أسنان وليس خبيراً في الأمراض المعدية ولديه العديد من المؤلفات حول الأطباق الطائرة واختطاف الكائنات الفضائية للبشر وهو ما يثبت عدم اتسام مصدر المعلومات بالمصداقية فضلا لما يمثله ذلك من انفلات إعلامي رهيب صاحبه نشر لرسائل إعلامية تحتوي علي العديد من المعلومات المغلوطة وذلك بهدف جذب الانتباه خاصة أن ترويج ثقافة الفزع تبيع أكثر. في المقابل لم يستبعد توفيق أن يكون المرض مخلقاً بالمعامل إلا أنه في الوقت ذاته أكد أنه من غير المعقول أن تعرض شركات الأدوية العالمية لمخاطر دفع تعويضات كبيرة للمرضي تصل للمليارات حال تعرضهم لمخاطر الحقن باللقاح. ولفت د. أحمد خالد توفيق إلي أن الذين تعرضوا لمخاطر المصل بالإصابة بمرض جيلان باريه لم يتعد ال 12 شخصاً من ضمن مئات الملايين الذين تم تطعيمهم وجميعهم حالات مشتبه في إصابتهم بالمرض وليست حالات مؤكده وهو مالا يستدعي حالات الهلع التي أثيرت حول مخاطر المصل علي الرغم من أنه ليس إجباريا وإنما اختياري مرهون بإرادة الشخص. وما بين مؤيد ومعارض ومتشكك بدأت وزارة الصحة في تطعيم طلاب المدارس ضد إنفلونزا الخنازير باستخدام مصل «باندميركس» الذي تنتجه إحدي الشركات متعددة الجنسيات التي تعاقدت الحكومة معها علي شراء 5 ملايين جرعة منه تسلمت مصر منها مليون جرعة حتي الآن. ويصنع اللقاح المضاد لإنفلونزا الخنازير من نفس سلالة الفيروس المسبب للمرض وتتم إضافة بعض المواد عليه لقتله أو إضعافه ليتم بعدها حقنه وزرعه مخبرياً في بيض الدجاج كوسط لإكثاره، فيما تقوم بعض المعامل بحقنه ببعض الخلايا الحية في وسيط حي كالقرود. وفور الانتهاء من ذلك تتم تعبئته وإضافة مادة حافظة عليه تسمي«thiomersal» ثيميروسال وهي مادة تحتوي علي نسبة ضئيلة جدا من ايثيل الزئبق في المعدلات الآمنة والمسموح بها دوليا وعلي الرغم من ذلك نشرت عدة تقارير تدعي تسببها في إصابة الأطفال بالتوحد وهو ما لم يثبت صحته حتي الآن. وفي الوقت ذاته تتم إضافة مادة أخري محفزة للطعم لتضمن زيادة فعاليته تسمي السكوالين وهو ما أشيع عن تسببها في إصابة بعض الجنود الأمريكيين بمتلازمة حرب الخليج (شلل طرفي مؤقت) أو مرض جيلان بريه عقب تلقيهم لجرعات من لقاح الجمرة الخبيثة الذي يحتوي علي المادة ذاتها إبان حرب الخليج إلا أنه حتي الآن لم يثبت بالشكل القاطع مسئولية تلك المادة عن الإصابة بالشلل. وتتعلق أغلب الانتقادات الخاصة باستخدام المصل في المرضي بخلاف مكوناته إلي قصر فترة اختباراته السريرية التي لم تجاوز 6 أشهر إلي أن المعلومات الواردة من منظمة الصحة العالمية وتشير إلي أن طريقة صنع لقاح إنفلونزا الخنازير وإنتاج مكونات اللقاح مماثلة للقاح الإنفلونزا الموسمية وبالتالي فإن فترة التجارب كانت كافية وقد أسهمت مأمونية وفعالية لقاحات الإنفلونزا الموسمية وتشابه طريقة إنتاجه مع في الإسراع بتسجيل وترخيص واعتماد اللقاح في الكثير من الدول «h1n1» لقاح إنفلونزا الخنازير panflu 1. وكانت أولي الدول التي أنتجت اللقاحات بالعالم هي الصين حيث قامت شركة «سينوفاك الصينية بإنتاج اللقاح لتتبعها فيما بعد كل من الشركات الأوروبية والأمريكية حيث أعلنت 3 من كبريات الشركات العالمية إنتاج اللقاحات في القارة الأوروبية في أكتوبر الماضي حيث أعلنت كل من شركات باكستر وجلاكسو ونوفارتيس إنتاج اللقاحات حيث أنتجت شركة جلاكسوسميث الموردة المصل لمصر اللقاح باستعمال بيض الدجاج كوسيط لإكثار الفيروس وبالتالي يحظر تطعيم الأشخاص الذين يعانون من حساسية للبيض، فيما أنتجت باكستر لقاح يدعي كيلفابان باستخدام فيروس حي ضعيف فيما قامت شركة «نوفارتس بإنتاج لقاح يدعي فوسيتريا» لتتبعها باقي الشركات الأمريكية مثل سي اسي ال المحدودة وميديمون ونوفارتس وسانوفي باستير وتراوحت أسعار الجرعات مابين 2 و9 يورو للجرعة الواحدة فيما بلغ سعر الجرعات المتعاقد عليها في مصر ما يقرب من 40 جنيها للجرعة الواحدة. وعلي الرغم من تخطي عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم حاجز ال 180 مليون فرد حول العالم إلا أنه لاتزال توجد العديد من المخاوف حول استخدام الطعم خاصة بالنسبة للحوامل والأطفال. في المقابل أكد الدكتور مصطفي أوروخان المدير السابق لمركز الإنفلونزا بمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالقاهرة أن حالة الخوف الخاصة بالمصل سببها ترويج بعض المعلومات التي قد تكون غير دقيقة حول المادة المحفزة للأمصال «adjuvant» ولفت أوروخان أن المادة المحفزة للمصل والتي تسمي بالسكوالين أشير إلي تسببها في إصابة المواطنين الأمريكيين بمتلازمة جيلان باريه أو شلل الأطراف بعد حقنها للمواطنين في عامي 1976وعام 1990 إبان حرب الخليج، لافتاً إلي أن الولاياتالمتحدة حظرت استخدامه في اللقاحات هناك بينما يتم استخدامه في أوروبا علي الرغم من مادة السكوالين مادة طبيعية مستخرجة من زيت كبد الحوت وأوضح أوروخا أنه تم استخدام تلك المادة المحفزة للمصل وذلك لإنتاج أكبر كمية من المصل في أقصر وقت ممكن مشيرا إلي أنه كان من الأجدر قيام الحكومة بتطعيم الحوامل وذوي الأمراض المزمنة بدلا من تطعيم طلاب المدارس خاصة أن نسبة الوفيات بين طلاب المدارس ضئيلة للغاية. الدكتور مدحت الشافعي أستاذ المناعة الإكلينيكية بجامعة عين شمس يقول إن التطعيم تعم فوائده ضرره لافتا إلي أن احتمال تسببه في الوهن العصبي الطرفي أو مرض حيلان بريه ضعيف جدا وقد يحدث لعدة أسباب غير التطعيم لافتا إلي أن الحالات التي أصيبت عام 1976 بالشلل نتيجة الحقن باللقاح المضاد لإنفلونزا الخنازير لم تتعد نسبتها 1 في المليون، وأوضح أن التطعيم آمن لدرجة كبيرة وأوضح انه أصبح من الضروري تطعيم الحوامل واللاتي يعتبرن من أكثر الفئات المعرضة للخطر خاصة أن الحمل يؤدي إلي ضعف مناعة الأم الحامل حتي لا يلفظ الجسم الجنين لاختلاف أنسجته عن أنسجة الجسم وبالتالي فإصابة السيدة الحامل بالفيروس تكون شديدة للغاية، وأشار الشافعي إلي أن ما أشيع عن احتواء المادة الحافظة للأمصال الثيرموسال لكميات سامة من عنصر الزئبق غير صحيح لافتا إلي أن تلك المادة تحتوي علي الزئبق في حدود آمنة مشيرا إلي أنه من غير المسموح إعطاء الطعم للأطفال الأقل من 6 أشهر لعدم تكون جهازهم المناعي مشيرا إلي أن الأشخاص الذين لديهم حساسية من البيض يمنع تطعيمهم بالمصل المستخدم في مصر يمنع التطعيم باستخدام اللقاح الذي يحتوي علي الفيروس الحي المستخدم بالأنف بالنسبة للمرضي بنقص المناعة وكذلك المرضي الذين يخضعون للعلاج الكيماوي ومثبطات المناعة الأخري. د. ناصر قلفيلة مستشار وزير الصحة لعلاج حالات الإنفلونزا بالأطفال أكد أن ما يقال عن عدم آمان التطعيم عار تماما من الصحة مشيرا إلي أن أي تطعيم يحتمل تسببه بآثار جانبية لمتلقيه وأوضح قلفيلة أن أولاده الثلاثة أصيبوا جميعاً بإنفلونزا الخنازير مشيرا إلي انه إذا كان هناك تطعيم آنذاك لكان قام بتطعيمهم وفجر قلقيلة مفاجأة من العيار الثقيل بقوله إن اللقاحات الخاصة بالثلاثي واللقاح المضاد للالتهاب الكبدي الوبائي بي تحتوي علي نفس المادة الحافظة التي يثار الجدل حولها وعلي الرغم من ذلك لا يعترض أي شخص علي تلقيهم وأوضح قليقلة إن أي أعراض جانبية للمصل تظهر في غضون أسبوعين من تلقي المصل ولا تمتد لسنين كما يقال ونصح قلقيلة الحوامل بالحصول علي التطعيم الخالي من السكوالين بعد مرور 20 أسبوعا من الحمل إلا إذا كانت تعاني أي أمراض مزمنة كالقلب والسكر فينصح بتعاطي المصل بشكل فوري.