كل سنة وأنت طيب.. اليوم هو أول أيام عيد الفطر.. من حقك وحقي أن نستمتع به لأن لحظات السعادة والسرور في حياتنا أصبحت قليلة جدا.. لكن للأسف أود تذكيرك أن شياطين الجن قد تم فك أسرهم بدءا من اليوم.. ليبدأوا عملهم بهمة ونشاط ضد عباد الله طوال 11شهراً كاملاً.. وسوف يضاف إليهم شياطين الإنس.. فما معني هذه العيشة التي نعيشها والمملوءة بكل هؤلاء الأبالسة الملاعين من شياطين الإنس والجن؟.. لكن رغم ذلك كل سنة وأنت طيب. ولأن النفس يجب أن تكون صافية وفي حالة تسامح.. فإننا نود تهنئة حكومتنا الذكية بالعيد مثل بقية خلق الله من المسلمين.. لكن كيف نهنئ من لا يهتم بنا أو بأحوالنا.. بل يتخذ من أبسط الأشياء ما يعكر به صفو حياتنا. وفي هذه الأيام المفترجة نود سؤال الدكتور أحمد نظيف عن الحكمة التي ستعود علينا جميعا من لخبطة حياة المواطنين مع قراره إعادة العمل بالتوقيت الصيفي ابتداء من اليوم ولمدة أسبوعين اثنين فقط.. ولماذا لم تستجب الحكومة لنداء المواطنين والكتاب والإعلام بإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي؟!.. ثم ألا تدرك حكومتنا أن الناس قد استقرت أحوالها خلال شهر رمضان بعد العمل خلاله بالتوقيت الشتوي الطبيعي الذي خلفه الله.. فلماذا العكننة علي الناس ولخبطة نظام حياتهم لمدة أسبوعين فقط؟!. د.نظيف.. عاوزين نقول لحكومتك كل سنة وأنت طيبة بس نعمل إيه وهي لا تريد أن تساعدنا حتي نهنئها. قلت للأستاذ حمدي قنديل.. السجن للجدعان.. والعيش والحلاوة جاهزان منذ الآن.. بطبيعة الحال كنت أمزح معه بعد قرار إحالته إلي الجنايات بتهمة السب والقذف في حق وزير الخارجية.. ضحك قنديل وقال: ونحن أيضا مستعدون بأوراقنا وأدلتنا. حتي هذه اللحظة لم أفهم الدوافع التي جعلت وزير خارجيتنا يلجأ إلي القضاء في تلك الواقعة.. فقد كنت أود أن يقارع الوزير الرأي بالرأي والحجة بالحجة.. فما كتبه قنديل كان رأيا يمثل وجهة نظره.. فلماذا لم يبادر وزير الخارجية بالرد عليه كتابة وإلزام الصحيفة والكاتب بالنشر إعمالا للقانون.. كما أن الوزير لا ينقصه الوقت أو القدرة علي التعبير.. بعد أن طالعتنا كتاباته الممتدة علي صفحات الأهرام.. المؤكد أن الوزير كان سيضرب مثالا طيبا في إعلاء فضيلة الحوار والتسامح بدلا من التقاضي والمشاحنة. ورغم أن هذه الزاوية تقسو بالنقد أحيانا علي بعض المسئولين أو الشخصيات العامة.. لكن كنت أفاجأ بهذا المسئول أو ذاك وهو يبادرني بالاتصال والتوضيح وشرح وجهة نظره.. لكن يظهر أن المسئولين في مصر أنواع.. نوع يتصل ويرد والثاني يشتكي ويقاضي.. كفارة يا حمدي بك. نشرت صحف الأسبوع الماضي خبرا عن قيام أحد رجال الأعمال بسداد الغرامة المالية الموقعة علي اللاعب عماد متعب لصالح ناديه البلجيكي وتبلغ أربعة ملايين جنيه.. يمكنك أن تسأل.. من أين اكتسب رجل الأعمال تلك الأموال حتي ينفقها بهذا السفه.. ثم هل هذا اللاعب ممن يطلق عليهم الغارمين في الإسلام والذي وجب علي المسلمين سداد دينه.. ولماذا أصبح السفه عيني عينك هكذا وبكل جرأة؟!. في الأسبوع نفسه صادفت نموذجا مثاليا لأحد رجال الأعمال.. عندما دعاني الصديق الأستاذ سليمان القلشي- الكاتب الصحفي بجريدة الدستور- لحضور احتفالية مركز «رسالة» الذي أسسه في مدينة شبين الكوم بالمنوفية.. وتصدر عن المركز صحيفة محلية خاصة بالمنوفية.. كانت الاحتفالية معدة لتكريم أوائل المحافظة في مختلف الشهادات من أبناء المحافظة.. وتوزيع مكافآت مالية تراوحت بين ألفين وثلاثة آلاف جنيه للأوائل.. وقد بلغت تكلفة هذه الاحتفالية إضافة إلي الجوائز المالية حوالي ثمانين ألف جنيه.. وعندما سألت عن المصدر فقد قيل لي إن أحد رجال الأعمال تبرع بها. قلت للقلشي المؤكد أن تبرع رجل الأعمال هدفه خوض انتخابات مجلس الشعب والمؤكد أنه سيلقي خطابا للحضور يذكرهم بنفسه وبتكريم أبنائهم.. المفاجأة التي أذهلتني ورواها لي القلشي كانت في أن رجل الأعمال المتبرع لن يخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة.. وليس له أي اهتمامات سياسية.. ولا يريد أن يعرف أحد تبرعه.. عند ذلك طلبت من القلشي أن يعرفني بهذا الرجل لتحيته.. فكانت مفاجأة أخري هي أن الرجل لن يحضر.. اسمه أحمد التلاوي أذكر اسمه فخورا بتكريمه للعلم والمتفوقين.