بدأ شهر رمضان المبارك وفيه تسلسل شياطين الجن، حتي يتفرغ الصائمون للعبادة في هدوء لكن هل يكفينا حبس شياطين الجن فقط حتي نتفرغ لأعمالنا وعبادتنا..بينما هناك شياطين أخري تسرح وتمرح وتفسد كيفما يحلو لها دون وازع أو رابط..وتفعل ما تشاء وقتما تشاء طوال العام. إنهم شياطين الإنس الذين يحاصروننا في كل مكان وزمان.وإذا التفت يمينا ويسارا فلن تجد صعوبة في أن تجدهم..لأنهم ملء العين والبصر داخل كل قطاع وهيئة وشارع ومؤسسة..يمرحون وهم يرتدون مسوح البشر..سوف تجدهم بين فئة رجال الأعمال عندما يحتكرون السلع ويرفعون الأسعار دون وازع من ضمير..هل رأيت شيطانا عنده ضمير؟. تعمل الشياطين من رجال الأعمال بهمة طوال اليوم والعام دون راحة..رحمة بالعباد والبلاد..وحتي تزداد مكاسب تلك الفئة من الشياطين، فلابد أن يجدوا شياطين أخري مثلهم تساعدهم وتشرع لهم..وهؤلاء داخل دولاب الحكومة حيث يسهلون القرارات ويقفون بالمرصاد ضد كل معترض. شياطين الإنس سوف تجدهم أيضا داخل الأحزاب يعقدون الصفقات مع الحزب الحاكم وينتظرون تلقي الأوامر للهجوم علي كل من يغضب عليه الحكم..يتحدثون بلسان المعارضة نهارا ويسهرون مع الحكومة ليلا ًللحصول علي الغنيمة. شياطين الإنس سوف تجدهم أيضا وهم يطلون علينا في الفضائيات ينصحون الناس بصالح الأعمال بينما سيرتهم تتناقض مع ما يدعون إليه..يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.. ورغم ذلك يواصلون وعظهم..وفي نفس تلك الفضائيات ستطل عليك بعض الشياطين الذين إذا استمعت إلي حلو حديثهم لسحروك، تجدهم يعارضون الحكومة والحكم ليلا لكنهم يصالحونها نهارا في مكاتبها. سوف تجد شياطين الإنس علي سلالم الوزراء ومجلس الوزراء وهم يتحدثون للمواطنين بلسان ناعم..يكاد الدمع يزفر من أعينهم، بينما إذا جلسوا إلي مكاتبهم تركوا شئون الغلابة ولعنوا فقراء هذا الوطن..ثم يبدأون في سن القوانين لخدمة مصالحهم. شياطين الإنس سوف تجدهم حولك في كل مكان، ينفخون في كل صغيرة حتي تكبر لتضرنا جميعا..سوف تجدهم يزينون للحاكم كل فعل حتي يفقد بوصلة التفريق بين الصواب والخطأ، ثم يتحول بعدها إلي نبي معصوم لا يخطئ أبدا ولا يرد له طلب. شياطين الإنس سوف تجدهم في جلسات الليل لتقسيم غنائم الوطن..فهذا مستورد تركوا له باب الاستيراد كي يحتكر استيراد ما يشاء من السلع ثم يحدد السعر الذي يشاءه. شياطين الإنس ستجدهم يمسكون المسبحة وعلامة الصلاة علي وجوههم بينما هم أبعد ما يكونون عن الدين لكنه شيء لزوم الشيء..إنهم داخل كل مصلحة حكومية تتعامل مع المواطنين في الضرائب أو الجمارك أو المرور الخ. وإذا كان شياطين الجن درجة واحدة فإن شياطين الإنس درجات..أعلاهم خطرا علينا هم الذين يجلسون الآن بالقرب من سلالم الحكم حتي يمهدوا الطريق لسيناريو التوريث. وإذا كنا نرتاح من شياطين الجن شهراً من كل عام وهو رمضان، لكن شياطين الإنس لا ترتاح أبدا.. لذا يجب أن ندعو جميعا قائلين:اللهم ارحمنا من شياطين الإنس أما شياطين الجن فنحن كفيلون بهم..اللهم آمين.