وسط هذا الزحام الرمضاني لعشرات المسلسلات، ربما شاهد محبو الدراما مئات وآلاف المشاهد علي مدي هذا الشهر لأعمال اجتهد صناعها لاجتذاب اهتمام المشاهد، ومن بين مئات المشاهد لابد أن يكون هناك مشاهد قليلة متميزة لا ينساها من يشاهدها، ولابد أن تكون هناك مشاهد أيضاً مستفزة لمن يشاهدها لا يصدق أن هذا هو كل ما استطاع صناع العمل أن يقدموه له، ومن بين المشاهد القليلة التي جاءت لتحفر مكانا في ذاكرة كل من تابع دراما رمضان 2010، مشهد قدمه يحيي الفخراني وتلميذه الجديد مدحت تيخة، يعد درسا في الأداء الراقي والإحساس العالي لشخص أمسك بزمام الشخصية التي يؤديها فأصبح يجسدها بكل بساطة، فمنذ بداية الحلقة الرابعة والعشرين والتي شهدت وفاة الشيخ «سلام»، تري ذلك المشهد الذي يقنع فيه شيخ العرب همام أخاه سلام بالزواج، تري ذلك الحوار المتبادل بينهما الذي صاغه «عبد الرحيم كمال» بعذوبة شديدة، فتراك تبتسم مرة من كلماتهما ومرة أخري يقشعر بدنك مع كلمة «يمكن» التي يرد بها الشيخ «سلام» علي كل من يصفه بالعريس، أما مشهد مفارقة الشيخ «سلام» للحياة فقد شهد ذروة أداء الفخراني بعد أن ذهب لإيقاظ أخيه «سلام» ليجد روحه قد صعدت لحبيبه كما يخاطب ربه، لتري شيخ العرب همام بكل قوة شخصيته وهو يجلس عند طرف السرير ينادي شقيقه وابنه ببكاء يخلع القلب، شاركه فيه ملايين المشاهدين وفي الخلفية صوت علي الحجار يقول «مع السلامة.. زفوني وأنا رايح الجنة» في مشهد من أهم مشاهد المسلسل، بل وأهم مشاهد دراما رمضان هذا العام. أما مسلسل «الحارة» وفي تقديم لحالة من الصدق والواقعية، قدموا أروع مشاهد مسلسلهم في الحلقة الثامنة والعشرين، في الحوار الذي يدور في المستشفي علي السرير الذي ترقد عليه «صفية« أو «سوسن بدر» وابنتها وزوجها «محمود عبد المغني» بعد أن تسأل عن جارتها في الحارة والتي جاورتها في سرير المرض «سعدية»، فيحاول كل منهما أن يخفي عنها موت صديقتها لكي لا تتأثر حالتها بهذا الخبر، فتفاجئهم بأنها تعرف بموتها أثناء عملية غسيل الكلي التي أجرتها، ثم تستكمل بحوار مكتوب بإحساس عال وأداء ل«سوسن بدر» أظهر تمكنها من الدور، أخبرتهم أنها تنتظر الموت أيضاً لكي ترتاح، ثم تطلب من زوج ابنتها أن يعاهدها بالحفاظ علي ابنتها وأن يرعي والدته، ثم تفارق الحياة تاركة كلاً منهما يبكي ويصرخ وينادي عليها بلوعة شديدة، في مشهد تميز فيه محمود عبد المغني، وفي الخلفية يظهر صوت أحد المنشدين يشدو «الموت كأس وكل الناس شاربه والقبر دار وكل الناس ساكنه»، علي الجانب الآخر كان هناك مشاهد في بعض المسلسلات تخلو من الفن والأداء والرؤية لتقدم وجبة «بايتة» للمشاهد في رمضان، أحد هذه المشاهد كان مشهد سقوط جنين «زهرة» في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، فبعد أن تلقت «زهرة» صدمة في صديقتها «نوال» التي تزوجت زوج زهرة الثالث «ماجد» بعد فقدانه للذاكرة ونسيانه لزواجه من «زهرة»، فلم تتحمل الصدمة وجلست علي سلم العمارة التي تسكن بها نوال، لتمسك ببطنها في إشارة لحدوث شيء ما، ثم نري بعض الدماء تسيل تحت قدميها، وتظل «زهرة» تنظر للدماء التي تسيل منها في نزيف حاد أدي لإجهاض الطفل في أحد المشاهد المقززة! وبالمناصفة مع «زهرة»، يأتي افتتاح «سكر» أو «أحمد عيد» لأحد المشاريع في الحلقة الخامسة والعشرين من «أزمة سكر».. في هذا المشهد دخل «سكر» في سيارته الهامر ذات اللون البرتقالي، والتي تحولت فجأة إلي اللون الأحمر وسط المشهد، ثم عادت للون البرتقالي! في نموذج ل«سلق» المشهد تحت أي ظروف!