رغم أن عدد مشاهد نيللي كريم في مسلسل «الحارة» لم يتجاوز الخمسين مشهداً، ورغم أنه أحياناً كانت تمر ثلاث حلقات دون أن نلمحها تمر حتي مروراً عابراً في الكادر، لكننا نجد أنفسنا دائمي السؤال عن «مني».. الفتاة التي تبحث عن قاتل أبيها، وتعول أسرتها، ولا تتردد في بيع المخدرات.. فقط من أجل أن تكسب قوت يومها، وليس حباً في هذا العمل، وفور أن تأتي لها فرصة لعمل شريف لا تتردد.. نيللي كريم قدمت الدور بواقعية شديدة، واهتمت فقط بأن تكون شخصية «مني» شخصية حقيقية، فلم تبالغ في انفعالاتها، وأيضاً في مظهرها.. هي تشبه عشرات الفتيات اللاتي نقابلهن يوميا في الشارع، لكن نيللي كريم لم تكن تشبه كثيراً نيللي كريم التي عرفناها، فهي هنا أكثر تمكناً، وأكثر جرأة.. قد يكون هذا بسبب الدور الذي كان مختلفاً أشد الاختلاف عن كل الأدوار التي قدمتها من قبل. جاء ترتيب اسمك علي تتر المسلسل متأخراً، نظراً لأن الأسماء تمت كتابتها حسب الظهور.. هل تقبلت الموضوع، أم أنك لم تقتنعي بسهولة بهذه الطريقة في كتابة الأسماء؟ - الموضوع في مسلسل «الحارة» مختلف.. يعني مثلاً لو كان عمل غير الحارة أكيد كان هيبقي فيه شروط تانية لكتابة الاسم سوف يتم الاتفاق عليها مع شركة الإنتاج، لكن في «الحارة» مش بتتحسب كده، لأن مش هي دي القضية.. الحكاية نفسها هي القضية.. البطل هو الموضوع، كما أن المسلسل يضم أكثر من ثلاثين ممثلا كلهم نجوم مهمين في السينما والتليفزيون.. ده حتي فيه نجوم بيشتغلوا وموجودين من قبل أنا ماتولد، وكلهم اسمهم اتكتب حسب الظهور.. عشان كده مفرقتش معايا إني اسمي يتكتب في الأول، أو في الآخر. ألم تقلقي من مساحة دورك، خصوصا وأنه قد تمر حلقتان أو ثلاث دون أن تظهري في مشهد واحد؟ - المسلسل كله طعمه مختلف، والتميز فيه مش بمساحة الدور إطلاقاً، وعموماً أنا داخلة وعارفة إن مشاهدي لا يتجاوز عددها الخمسين مشهداً، وأيضاً بالنسبة لباقي المشاركين بالعمل.. يعني محدش اتفاجئ بحجم دوره، والموضوع كان به تنسيق وعدالة، وكل واحد عارف خطه عامل في المسلسل إزاي، ومفيش مشهد ملوش لازمة، كل المشاهد في مكانها، وكما قلت إحنا منقدرش نقول مين بطل المسلسل الحقيقي؛ لأن القصة والأحداث، والإخراج هم أبطال المسلسل الحقيقيون. لاحظنا أن جميع شخصيات المسلسل تظهر جميعها تقريبا بنفس المظهر رغم أن الفتيات في الحارات الشعبية لا يلتزمن دوماً بالملابس السوداء، أو الحجاب، أو يتخلين عن الماكياج مثل أمهاتهن؟ - أتفق مع هذا الرأي، لكن الناس دي فقيرة جداً، وخصوصا مني.. شخصيتها مختلفة، لأنها لازم طوال الوقت تبدو قوية، فهي تعول أسرة كاملة، فلم تفكر في كونها أنثي إلا عندما شعرت بإعجاب ناحية صلاح، وفيما بعد تخلت عن هذا الموضوع، لأنها خافت حتي تدخل هذه العلاقة، وأنا كنت حريصة أن أظهر تلك الجوانب في شخصيتها من خلال المظهر، وأنا طول عمري باهتم أن شكل الشخصية وجميع تفاصيلها من ماكياج وملابس، وطريقة الكلام تكون مناسبة للزمان والمكان اللي بتعيش فيه، لكن في الحارة المخرج نفسه كمان كان مهتماً أن تظهر كل الشخصيات بالمظهر الملائم، علشان كده ماحسيناش إن فيه نشاز، لكن فيما قبل كنت أقدم أعمالا أكون أنا الوحيدة الملتزمة بملابس الشخصية وماكياجها خصوصاً لو كانت أحداث العمل في زمن قديم مثل الستينيات مثلاً، لكنني كنت أفاجأ أنني الوحيدة التي حرصت علي هذا الأمر، لذا يكون شكلي شاذاً مقارنة بباقي فريق العمل، رغم أني أصلاً الوحيدة التي كانت ترتدي الملابس الصحيحة للشخصية، لذا فأنا سعيدة جداً بأن المخرج سامح عبد العزيز كان مهتما جدا بتفاصيل كل شخصية، وبالتالي خرج المسلسل بكل تلك المصداقية التي عايشها المشاهد. رغم إعجاب الناس بالعمل لكن هناك انتقاداً دائماً وهو أن الأجواء تبدو كئيبة جداً، حتي إن شخصية مني نفسها تبدو وكأنها رافضة للحياة المريحة، فهي رفضت زواجها من صلاح بلا مبرر، رغم أنها كان يمكن أن تعيش معه حياة أفضل وتبدأ بداية جديدة؟ - مسلسل «الحارة» عمل درامي حقيقي بلا كوميدية ولا استظراف، وأنا عارفة إنه عاجب الناس، لكن فيه ناس برضه مش عاجبها الموضوع، كل علي حسب ذوقه، لكن محدش يقدر يقول إنه عمل وحش، وبالنسبة لمني هي شخصية خايفة أصلاً تدخل التجربة، أي تجربة، لأنها تفضل الظروف الصعبة التي تعيشها بدلاً من أن تدخل تجربة تجلب عليها أحزاناً أخري، فهذه هي طريقة تفكيرها، وبالنسبة لفكرة الكآبة، قد يكون هناك كآبة، فأنا أقول إن الحقيقة دايما مُرَّة لكن هنعمل إيه؟، ماهي الحارة المصرية مظلمة للأسف الشديد، يعني هنجيب للناس فكاهة، والا ضحك منين؟ وكلنا عارفين الناس إللي في الحارات عايشين إزاي، لأننا دوما نحتك بهم، وعموما إحنا عارفين إن الواقع أوحش من كده بكتير.