الدكتور علي الدين هلال يتحفنا بين كل فترة وأخري بألفاظ وعبارات تنم عن حالة انحطاط النظام السياسي الحالي والذي يمثله الدكتور هلال في حرسه الجديد. وبالطبع لا ننسي تعبيره الخاص جداً الدولة «الهزؤ».. وها هو يجدد تعبيراته لكن هذه المرة عن الصحافة التي وصفها بالسوداوية والتي تصدر اليأس. لكن الدكتور علي الدين هلال هو الأستاذ في العلوم السياسية وكان يدرس لطلاب الصحافة والإعلام فات عليه أن الصحافة تعكس الواقع.. ويبدو أن الدكتور علي الدين هلال لا يري الواقع. فالواقع عنده أن يظل الرئيس مبارك الحاكم أبداً، وأن يظل جمال مبارك.. الوريث أبداً.. وأن يظل أحمد عز في احتكاره للحديد أبداً. وأن يظل هو نفسه الدكتور علي الدين هلال في واقعه الجديد الذي استطاع أن يحافظ عليه بعد الصفر الكبير الذي حصل عليه.. وجعل مصر أضحوكة كبري أمام دول أفريقيا ودول العالم.. وكان ذلك من أجل إرضاء فرد واحد!! هذا هو الواقع الذي يراه الدكتور علي الدين هلال وغير ذلك ينطبق عليه تعبيره الشهير الدولة ال «هزؤ».. ومن ثم الصحافة التي تتحدث عن غير ذلك هي صحافة سوداوية.. وتصدر اليأس. فالدكتور علي الدين هلال لا يري في النظام الحالي، وهو أستاذ علوم سياسية، أنه نظام ديكتاتوري مستبد يحكم منذ عام 1981 ويريد أن يستمر حتي آخر نفس في حياته.. وكل ما يهمه أن يظل في الحكم علي حساب أي شيء. والدكتور علي الدين هلال لا يري أن الانتخابات يتم تزويرها.. وأن مجلس التزوير «الشوري سابقاً» في انتخاباته الأخيرة كان مزوراً تزويراً فاضحاً كاشفاً.. حتي إن النظام زور لصالح أحزاب المعارضة التي جري الاتفاق معها أمنياً ومع قيادات الحزب الوطني المفترض أن يكون الدكتور هلال منهم. ولعلنا نسأل الدكتور علي الدين هلال هنا عن رأيه في بعض القضايا المطروحة علي المواطنين الآن والذين يتعذبون منها ليلاً ونهاراً.. فخذ عندك. قضية غلاء الأسعار. انقطاع الكهرباء المستمر عن جميع الأحياء والمدن في جميع محافظات مصر. انقطاع المياه. أزمة رغيف العيش. لكن يبدو أن الدكتور علي الدين هلال لا يري أي شيء من ذلك.. ويعتبر من يتعرض لتلك الأزمات وينتقد سياسات الحكومة المشغولة وزراءها في همومهم الشخصية وشركاتهم وأقاربهم وأصهارهم سوداويين. لنكن سوداويين يا دكتور هلال.. ولكن سنظل ندافع عن الفقراء.. وسنظل ضد الاستبداد والطغيان.. وسنظل ضد الطوارئ.. وسنظل ضد التزوير.. وضد التوريث.