مسلسل «أغلي من حياتي» حتي الآن يشبه مشاريع كلية الإعلام، عندما تعرض المشروع للزملاء والدكاترة، وهم يعرفون مقدماً أنك صديقهم الذي يمثل، فيشاهدونك كصديقهم وليس كالشخصية التي تقدمها علي سبيل التشجيع والتهريج في ذات الوقت.. هذه الحالة تنطبق علي «أغلي من حياتي»، فمن المشروع جداً أن يكون المسلسل في الأساس لجمهور «محمد فؤاد» الذي سيقبل منه أي شيء، ولن يركز في التفاصيل أو في الأحداث، فهم فقط يريدون مشاهدة «محمد فؤاد»، لذلك فلن يعترضوا علي ظهور أخته «أمينة» التي تجسد شخصيتها «ريهام أيمن» بالمكياج طوال الحلقات وحتي في البيت أثناء تنظيفه، وفي أحداث الحلقة «السابعة عشرة» يظهر «محمد فؤاد» في مصنع التطريز الذي يعمل فيه من أجل المشهد الأساسي في الحلقات وهو المشادات الكلامية الكوميدية بين «محمد فؤاد» أو «عبد الرحمن» ومديره الذي يجسد شخصيته «محمد لطفي»، والذي دائماً ما يحدث له شيء يستغله «فؤاد» من أجل إضحاك باقي المصنع عليه، ثم يظهر «تامر عبد المنعم» وهو مؤلف المسلسل أيضاً في دور مقدم البرامج، ويقدم برنامجاً تعمل به «أمينة» شقيقة «محمد فؤاد» ويساعدها فيه لارتباطهما بقصة حب، فتغار منها زميلتها التي تري أنه لا يعجبه سوي العمل المقدم من أمينة، فيأمر بطردها من البرنامج أثناء مشاهدة أداء «تامر عبد المنعم» تشعر شعوراً غريباً وكأنه يقلد «محمد فؤاد» نفسه! فقد وقع «تامر عبد المنعم» بجدارة في فخ عدم معرفة المشاهد لشخصيته وأدائه الحقيقي بعيداً عن تقليد الفنانين، كما أن مظهره الغريب أعطانا شعوراَ وكأنه يقلد أحداً ما بارتدائه لل «آيس كاب» ونظارة الشمس في المطعم! ويعم الفرح البيت بعد طلب الخطوبة لدكتور الجامعة الذي يدرس لأخت «فؤاد» الوسطي «هدي» والتي تجسد شخصيتها «هبة مجدي» والتي تؤدي شخصيتها بأداء جيد، ولكن ب«المكياج» طوال المسلسل أيضاً، وبعد أن يتقدم لخطبتها ويطلب تحديد موعد مع أخيها الأكبر، يأخذ البيت كله في الرقص جميعاً بالمكياج، ثم ينظفونه أيضاً في اليوم التالي جميعاً بالمكياج، ثم يأتي «محمد الشقنقيري» صديق «محمد فؤاد» والذي يقدم شخصية «حودة» وتحبه الأخت الكبري لفؤاد «فاطمة» والتي تقدم شخصيتها «حنان مطاوع»، ولكن دون علم أخيها، فيتقابل حودة وعبد الرحمن ليخبره حودة بأنه مقبل علي السفر ولا خيار آخر بعد أن فشل في كل الطرق التي سار فيها، فيحاول «عبد الرحمن» إقناعه بعدم السفر فيرفض، وعندما يعود «عبد الرحمن» للبيت، تسأله أخته «فاطمة» عن «حودة» الذي قرر السفر فجأة بدون سبب، وتسأله بتأثر شديد عرف منه جميع المشاهدين وحتي من السفر فجأة بدون سبب يشاهدون المسلسل للمرة الأولي بأن «فاطمة» تحب «حودة»، وقد عرف جميع المشاهدين عدا «محمد فؤاد» شقيقها والذي لم يشك حتي في سؤالها وطريقة سؤالها! إذا لم يكن ل«أغلي من حياتي» أي جمهور سري، فهذا المسلسل تم صنعه من أجل جمهور «محمد فؤاد»، والذي هو ليس بقليل بالطبع، وهذا شيء مشروع، ولكن لن يضار أحد إذا تم تقديم مسلسل حقيقي لجمهور «محمد فؤاد» وغير جمهور محمد فؤاد!