بدأت أمس حرب البلاغات والبلاغات المضادة بين جماعة الإخوان المسلمين، والكاتب «وحيد حامد» مؤلف سيناريو مسلسل «الجماعة» الذي يتناول فيه حياة مؤسسها الشيخ حسن البنا، حيث تبادل الطرفان اتهامات بالتشهير والتشويه من جانب والتكفير من جانب آخر! واستمعت نيابة شمال الجيزة الكلية أمس بإشراف المستشار هشام الدرندلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة لأقوال المستشار القانوني للكاتب وحيد حامد في البلاغ المقدم منه ضد أحمد سيف الإسلام، نجل حسن البنا، والذي يتهم الأخير بسبه وقذفه. وأضاف مستشار «وحيد حامد» أن أحمد سيف الإسلام تعدي علي «حامد» بالسب والقذف في تصريح لوسائل إعلام قال فيه نصا «إن وحيد حامد كافر ولا يحترم الدين الإسلامي ولا حتي الديانة المسيحية» موضحا أن هذا التصريح أصاب مؤلف «الجماعة» بأضرار مادية وأدبية. من جانبه، قال وحيد حامد، إن مسلسل «الجماعة» لايسيء إلي حسن البنا ولا إلي جماعة الإخوان المسلمين وإن من لديه دليل علي وجود إساءة في المسلسل للبنا فعليه أن يلجأ للقضاء الذي سيفصل في الأمر. وقد أمر المستشار «عثمان خفاجة» رئيس نيابات شمال الجيزة الكلية باستدعاء «أحمد سيف الإسلام» إلي سراي النيابة لسماع أقواله في الاتهامات المنسوبة إليه. في نفس السياق، تقدم صباح أمس عبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان بدعوي قضائية إلي محكمة القضاء الإداري باسم أحمد سيف الإسلام حسن البنا ضد تسعة أشخاص وهيئات علي رأسهم وزير الإعلام ووحيد حامد للطعن علي قرار وزير الإعلام واتحاد الإذاعة والتليفزيون بشأن عرض المسلسل وامتناعهم عن وقف عرضه علي التليفزيون المصري وعلي الفضائيات. وذكر سيف الإسلام في دعواه أن المسلسل جاء متناقضًا مع ضوابط حرية التعبير والبث الإعلامي وأنه أساء لسمعته وسمعة العائلة وسيرة والده وجاء بصورة مشوشة ومغلوطة عن الإمام البنا وعن جماعة الإخوان التي أسّسها، مظهرًا إياه بصورة سيئة من خلال كلامه ونظراته وأفعاله ومواقفه التي يصوره فيها المؤلف بالعنف وقلة الذوق وبالكبر وبالخبث والانتهازية، واحتوي علي إيماءات وإشارات مهينة لوالده وغير ذلك من الأوصاف التي يرسلها الكاتب إلي المشاهد لكي يبغض ويكره شخصية حسن البنا، وتشويه صورته النقية التي رسخت في أذهان مريديه ومجتمعه علي مستوي الوطن العربي والإسلامي نافيًا أن تكون شخصية حسن البنا قد أثرت في المجتمع، وأنه لم يُفد لا الدين ولا السياسة علي حد تعبير كاتب السيناريو من قبل في تصريح صحفي. وأشار سيف الإسلام في أسباب الدعوي إلي مخالفة المسلسل لمبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان باعتبار ذلك تمييزًا ضد فئة من فئات المجتمع، وتحريضًا ضدهم. وأكد أن وحيد حامد خالف قوانين حماية الملكية الفكرية حيث وضع أسماء كتب حسن البنا علي«التتر» كمراجع لمسلسله واستخدامها في عمل تجاري -دون استئذان ورثته- وتحريف ما ورد بها من وقائع وأحداث مما يعد تزييفًا وتزويرًا للوقائع. وأوضح «البنا» أن الامتناع عن إصدار قرار بوقف عرض المسلسل هو لأغراض سياسية وحزبية لتشويه صورة جماعة الإخوان قبل انتخابات مجلس الشعب. من جانبها اتصلت «الدستور» بوحيد حامد مؤلف المسلسل إلا أنه رفض الكلام أو التعليق وقال : «ما عنديش كلام أقوله لكم سواء بالخير أو بالشر»!.