خطط لإعادة 1.5 مليون للمشاركة في الاستفتاء على انفصال الجنوب حزب البشير يطلق حملة حكومية لدعم الاستفتاء عمر البشير كشفت حكومة جنوب السودان عن عزمها اعادة مليون ونصف نازح من أبناء الجنوب يعيشون في الشمال في وقت مناسب للتصويت في استفتاء على استقلال الجنوب المقرر اجراؤه في يناير المقبل. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يختار الجنوب الانفصال عن الشمال في الاقتراع بعدما أنهى اتفاق للسلام في عام 2005 حربا أهلية دامت عقدين ومنحت الجنوبيين حق تقرير مستقبلهم من خلال استفتاء عام. وأدت الحرب الى نزوح أربعة ملايين شخص من ديارهم. وقالت وزارة الشؤون الانسانية وإدارة الكوارث انها تستهدف اعادة 1.5 مليون من أبناء الجنوب في الشمال يقولون انهم يريدون التصويت في الجنوب بموجب خطة أطلق عليها اسم "عد للوطن لتختار". وأوضحت وثائق وزارة الشؤون الانسانية أن حكومة جنوب السودان "قبلت تحدي تنظيم برنامج نقل النازحين في أي مكان قد يوجدون فيه في ولايات الشمال." ويجري تخصيص نصف المبلغ المقترح وقدره 60 مليون جنيه (25.4 مليون دولار) للنقل من خلال الشاحنات والقطارات والحافلات والسفن. ويجري تخصيص النصف الاخر لتغطية جوانب تتعلق بالامداد مثل الغذاء والامن أثناء النقل. وليس من المعروف الاعداد الرسمية للناخبين الذين يشاركون في الاستفتاء الذي سيقرر مستقبل أكبر دولة في أفريقيا. وسيتمكن الجنوبيون الذين يعيشون خارج المنطقة التي تتمتع بشبه استقلال من التصويت بمجرد أن يثبتوا أصولهم الجنوبية.
لكن بعض المسؤولين الجنوبيين يخشون أن تكون أصوات الناخبين النازحين في مخيمات في الشمال معرضة للتلاعب نتيجة للاجبار أو الفساد ويقولون انهم حريصون للغاية لنقل الناخبين المشاركين في الاستفتاء الى الجنوب قبل يوم الاقتراع. ولكن وكالات المعونة قلقة من تأثير العائدين على الجهود الانسانية في الجنوب. وأدى الصراع القبلي والحصاد السيء في واحدة من أفقر المناطق في العالم الى انتشار الجوع على نطاق واسع والنزوح. وتأجلت خطط الاستفتاء طويلا بسبب الخلافات بين الجانبين الشمالي والجنوبي اللذين وقعا اتفاق السلام في عام 2005 ولم يبدأ بعد تسجيل الناخبين. ويقول الحزب الحاكم في الجنوب ان الاستفتاء يجب ألا يتأخر عن التاسع من يناير 2011. والاستفتاء حول استقلال الجنوب هو البند الرئيسي في اتفاق السلام الشامل الذي وضع حداً لأكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال، حيث الغالبية مسلمة، والجنوب حيث الغالبية مسيحية. وخلف النزاع الذي تسببت به خلافات دينية وسياسية وإثنية واقتصادية مليوني قتيل. من جانبه اعلن الرئيس السوداني عمر البشير عن انطلاق حملة حكومية لدعم الاستفتاء في الجنوب تنفيذا لاتفاقية السلام التي الزمت الطرفين بالعمل على وحدة السودان. وتعهد البشير خلال حفل افطار للطائفة القبطية الارثوذكسية في الخرطوم بتوفير كافة مستلزمات الحملة وذلك لتبصير المواطن الجنوبي باهمية الوحدة ومخاطر الانفصال ، داعيا حكومة الجنوب الى جعل الاستفتاء حرا ونزيها وتمكين المواطن الجنوبي من الادلاء بصوته بكل حرية وشفافية. وقال البشير ان "السودان مقبل على مرحلة مهمة وخطيرة في تاريخه"، مشيرا الى ان السلام كان اساسيا في كل استراتيجيات الحكومة. واضاف "ان اتفاقية السلام الشامل اعطت الجنوب كل حقوقه في السلطة والثروة، مشيرا الى ان الاقليم يحكم منذ خمس سنوات بواسطة ابنائه من دون تدخل".