لا تضعوا الفلسطينيين كلهم في سلة واحدة وتحاسبوهم علي تصرف متهور من أحدهم حتي لا يضعوا جميع المصريين في نفس السلة ويحاسبوهم علي تصرفات نظامهم عناصر من كتائب عز الدين القسام العقل الخبيث الذي فكر في قتل المجند المصري الشهيد أحمد شعبان، العين الآثمة التي رصدته، القلب الميت الذي لم يراع أن أهله في انتظاره وأن أحلاما كثيرة مازال لم يحققها، اليد الجاحدة التي أحكمت قبضتها علي البندقية، الإصبع القاسي الذي ضغط علي الزناد. كل هذا كان حصادًا مريرًا لزرع سقاه النظام المصري عطشا وتجويعا. نعم.. أحمد شعبان ضحية تجويع غزة وإحكام الحصار عليها. كان في عين القاتل ممثلا لحكومة القاهرة التي تبني جدارا يقطع عنه لقمة العيش، وتمنع قوافل الإغاثة أن تمر إليه، وتنحاز بتطرف إلي كل فتحاوي وتتعالي بتعام علي قيادات حماس. النظام وضع الرصاصة في بندقية القاتل. شارك بلا شك في اغتيال فرحة كان ينتظرها الشاب الشهيد يوم أن يكمل نصف دينه. وضع البنزين فوق النار لا بالقرب منها. حاسبوا النظام قبل أن تحاسبوا الفلسطينيين، ولا تنسوا أن ثلاثة منهم أصيبوا برصاص مصري عند تظاهرهم ضد منع قافلة جالاوي، وبالتزامن تقريبا مع اغتيال شعبان. توقفوا عن تصوير حماس كشيطان، فبالتأكيد السواد الأعظم من أعضاء الحركة ليسوا مع التصرف الأحمق الذي ارتكبه حتما شاب مهووس، تماما كالسواد الأعظم من المصريين الذين لا يرضيهم محاصرة أشقائهم ومنع الطعام عنهم. لا تضعوا الفلسطينيين كلهم في سلة واحدة وتحاسبوهم علي تصرف متهور من أحدهم، حتي لا يضعوا في المقابل جميع المصريين في سلة واحدة ويحاسبوهم علي تصرفات نظامهم. طالبوا وسنطالب معكم بالقصاص العادل نفسا بنفس. فليُقتل قاتل أحمد شعبان وليبقي الفلسطينيون في أعيننا علي صورتهم، أشقاء مظلومين يستحقون الدعم والمساندة والتعاطف. ونتمني أن تتفهم حماس ذلك وتسعي قبلنا إلي تقديم القاتل للعدالة حتي لا تشمت إسرائيل فينا ويزيد الطين بلة. الصحف الحكومية خرجت الآن لتطالب بالانتقام من حركة حماس كعدو ينتظر مصيبة. تعتقد أن الحركة أعطتها مخرجا سحريا من أزمة الجدار الفولاذي ومنع المعونات، وتراهن أن صوتا لن يخرج بعد الآن للمطالبة بإغاثة الأشقاء. ونحن لا نطلب من القائمين عليها إلا الرجوع إلي الأرشيف ليقرأوا ما كتبوه بعد كل حادث مات فيه جندي مصري علي يد إسرائيل، لن يجدوا إلا مطالبات بالتعقل ورضا بالمكتوب وتساؤل محفوظ: هنعمل إيه يعني عايزينا نعلن الحرب؟ وينتهي الأمر بمطالبة تل أبيب بالاعتذار والأعمار بيد الله، لماذا إذن كل هذه النيران التي فتحت علي حماس والفلسطينيين؟ استشهاد شعبان لا يجب أن يزيدنا إلا تمسكا بدعم الأشقاء في غزة لأننا في مركب واحد، لن ننجو لو غرقت فلسطين ولن تنتهي معاناة أهلها إلا بجهود مصر، وليسأل المسئولون المصريون أصدقاءهم في تل أبيب عن حماس التي قتلت الآلة الإسرائيلية منها الآلاف ورغم ذلك لم تنجح في تركيعها.