«من أجل دارفور» تحتفل بالذكري الخامسة لتوقيع اتفاق السلام الشامل في السودان ب «دق الطبول» في القاهرة مجدي حلمى وخالد أبو النجا فى احتفالية اتفاق السلام أمس اأول قال نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان إن مرور خمسة أعوام علي اتفاق السلام الشامل لم يدفع السودان نحو الوحدة بين الشمال والجنوب، بل إن الظروف الحالية تشجع علي انفصال جنوب السودان، فيما أشاد حزب المؤتمر الوطني بالاتفاقية، لكنه اتهم الحركة الشعبية بالسعي إلي فصل الجنوب عن السودان. ونقلت صحيفة «الرأي العام» السودانية عن القيادي في الحزب الوطني الدرديري محمد أحمد قوله في برنامج «مؤتمر إذاعي»: «ظللنا في الوطني أحرص من غيرنا علي الوحدة، ولكن الشعبية قطعت الطريق أمامنا لذلك الخيار وأضاعت علينا الفرصة». وذهب الدرديري لاتهام الشعبية «بتدبير وحياكة ما يجري في دارفور»، كما اتهمها بأنها ظلت تنادي بذلك مما خلق انطباعا بأن الوحدة غير واردة. من جانبه، اتهم عرمان الحزب الوطني بأنه يعمل من خلال الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي التي أشار إلي أنها تمتلك ميليشيا مسلحة، وقال إن حزبه ليس لديه مصلحة في الحرب، واتهم الذين يسعون للحرب بأنهم من خارج الإقليم، واعتبر عدم الوصول إلي إجماع وطني بشأن حل مشاكل البلاد من أسباب الأزمات. يأتي ذلك بالتزامن مع احتفل نشطاء عرب وسودانيون بمرور العام الخامس علي توقيع اتفاق السلام الشامل بين شمال السودان وجنوبه والذي أنهي حربًا أهلية استمرت قرابة ال 21 عاما، فيما قبعت الساحة السياسية في السودان تحت ظلال مخاوف تجدد الصراع وتوقعات بأن يسفر الاستفتاء المقبل علي تقرير المصير عن انفصال الجنوب عن الشمال. وفي نقابة الصحفيين بوسط القاهرة احتفل نحو 40 منظمة حقوقية تحت مظلة «التحالف العربي من أجل دارفور» بذكري توقيع اتفاق السلام الشامل بين حكومة السودان المركزية والحركة الشعبية لتحرير السودان التي أعربت عن ضيقها من بطء الحكومة السودانية في تنفيذ بنود الاتفاق. ويعتبر الاحتفال الإقليميبالقاهرة أكبر الاحتفالات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وشارك في الاحتفالات 17 دولة من كل قارات العام. وحظيت بدعم عدد من الفنانين، منهم محمد منير ويحيي خليل وخالد أبو النجا. وجاء احتشاد الآلاف من جميع أنحاء العالم أمس الأول، في الفعالية التي حملت عنوان «نغمة للسلام في السودان» بمناسبة اليوم العالمي للسودان، لدعوة زعماء العالم إلي العمل علي عدم تجدد النزاع واحتواء الصراعات في السودان. ورغم طبول السلام التي ملأت أرجاء العالم أمس توقع الدكتور هاني رسلان - مدير وحدة السودان بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - أن يسفر الاستفتاء المقرر إجراؤه في 9 يناير 2011، عن اختيار الجنوب للانفصال، بل إن رسلان مضي إلي التوقع بأن يسفر هذا الانفصال عن انتقال عدوي الانفصال إلي إقليم دارفور ليطالب بالانفصال أيضا ليحظي بحكم ذاتي. ولم تخف الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي حضرت الاحتفال الإقليمي الذي اقيم بالقاهرة ممثلة بجون شيلا - سكرتير الحركة للبحوث بمكتب القاهرة - ضجرها من تعنت الحكومة المركزية وبطئها في تنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل. بل إن شيلا قال في تحفظ: إن الحكومة المركزية لم تنفذ سوي القليل من بنود الاتفاق، لكنه أعرب عن أمله في أن يشهد العام المقبل تقدما في سبيل الحفاظ علي عملية السلام واستدامتها.