حيلة توصل إليها المخرج نجدت أنزور لكي يتمكن من التغلب علي كون أبطال مسلسل «ذاكرة الجسد» من جنسيات مختلفة ويتحدثون بأكثر من لكنة، وهي أن تكون الفصحي هي اللهجة المستخدمة في كل مشاهد المسلسل، ساعده علي ذلك كون العمل مأخوذاً عن رواية شهيرة لأحلام مستغانمي حولتها السورية ريم حنا لنص درامي، لكن للأسف الشديد ففن الفصحي وإن أجاد كل أبطال العمل بالفعل تقديمها فإنها حولت المسلسل إلي عمل نخبوي خصوصاً إذا تذكرنا أن قطاعا عريضا من جمهور رمضان علي وجه التحديد لا يبحث سوي عن الكوميديا أو الأحداث الاجتماعية المشوقة، لكن ربما يصبح لهذا المسلسل فرصة أخري في العرض بعد رمضان، في الحلقة الرابعة من «ذاكرة الجسد» يتميز جمال سليمان «خالد بن طوبال» في مشاهد سرد ذكرياته وما تعرض له بعد بتر كفه إثر إصابته في المعارك التي خاضتها المقاومة الجزائرية وفقدانه الرغبة في العيش بتونس والجزائر، كما فاجأت أمل بوشوشة الجميع بتمكنها من الأداء الجيد لتلك الشخصية الصعبة بعد أن ظن الجميع أن أمل ليست سوي واحدة من أنصاف المواهب التي يخرجهم إلينا برنامج ستار أكاديمي كل موسم.. حوار الحلقة كتبته ريم حنا بلغة ساحرة، كما أجاد نجدت أنزور توجيه فريق العمل وتقديم صورة مبهرة.