في مفاجأة غير سارة للجميع تعرض أتوبيس النادي الأهلي أثناء توجهه إلي ملعب «أول نوفمبر» مساء أمس الأول لخوض المران الأخير قبل مباراة شبيبة القبائل التي أقيمت أمس للقذف بالحجارة عن طريق بعض المشجعين الجزائريين المتهورين مما أسفر عن إصابة كبيرة لأسامة حسني- لاعب الفريق- بالإضافة إلي إصابة طفيفة لأحمد السيد، وقامت الشرطة الجزائرية علي الفور بالحضور لتأمين الموقف والسيطرة علي المكان، وظلت بعثة الفريق داخل الأتوبيس لفترة ليست بالقصيرة في ظل الأجواء المتوترة التي عادت من جديد. ورغم حالة الهدوء الشديد التي عادت للعلاقات المصرية- الجزائرية واستقبال بعثة الأهلي بالورود فور وصوله الجزائر ورئاسة حسن حمدي- رئيس النادي- الأهلي للبعثة بنفسه، فإن الجزائريين يبدو أنهم لن ينسوا الماضي أبدا .. لكن السؤال الآن هو: هل ما حدث سوف يؤثر في استقبال الجماهير الأهلاوية للفريق الجزائري في مباراة العودة بالقاهرة؟ وقام مسئولو النادي الأهلي باستدعاء مراقب المباراة لتسجيل واقعة الاعتداء علي أتوبيس اللاعبين وتقديم تقرير بها إلي الاتحاد الأفريقي .. كما اتصل خالد مرتجي- عضو مجلس إدارة الأهلي المرافق للبعثة- بمصطفي مراد فهمي- سكرتير عام الاتحاد الأفريقي السابق ومدير لجنة المسابقات بالاتحاد الدولي الحالي- لإبلاغه بما حدث واستشارته في الإجراءات التي يجب أن يتبعها النادي في مثل هذه الواقعة. وبعد هدوء الأجواء قليلا توجه أتوبيس الفريق لملعب «أول نوفمبر» الذي استضاف مباراة الأمس للمران عليه آخر مرة قبل اللقاء وقد ظهر جميع اللاعبين بحالة فنية وبدنية متميزة وبدا مدي التنافس بينهم في إطار سعي كل لاعب لنيل ثقة الجهاز الفني ، وكان الجهاز الفني قد منح أحمد شكري راحة من هذا المران بعدما شعر بتقلصات في عضلات البطن ، فيما لم يشارك أسامة حسني مهاجم الفريق في المران الأخير بسبب إصابة في عينه تعرض لها أثناء قذف بعض الجماهير الجزائرية الحجارة علي أتوبيس اللاعبين ومن ثم فضَّل الجهاز الفني عدم إشراك اللاعب في المران حتي يتم الاطمئنان عليه بشكل تام. وشهد مران الأهلي الأخير حضور كل من محافظ مدينة تيزي أوزو ومدير أمن الولاية حيث حرصا علي الالتقاء ببعثة الأهلي وتقديم اعتذار لحسن حمدي وكل أفراد البعثة علي الحادث الفردي الذي تعرض له أتوبيس الفريق. فيما قامت قوات الأمن الجزائرية بمضاعفة قواتها لتأمين بعثة الأهلي أثناء عودتها من ملعب «أول نوفمبر» إلي فندق الإقامة، وأكد المسئولون في الأمن الجزائري أنه لا داعي للقلق لأن ما تعرضت له بعثة الأهلي مجرد حادث فردي ولا يعبر بأي حال من الأحوال عن الشعب الجزائري الذي يرتبط بالشعب المصري بعلاقات طيبة ووطيدة. كما حرص حسن حمدي علي الاجتماع باللاعبين قبل المران الأخير علي ملعب «أول نوفمبر» وأكد أنهم لاعبون كبار وأصحاب خبرة ولابد أن يكون تركيزهم الأكبر في المباراة ، وطالب حمدي اللاعبين بنسيان ما حدث، مشدداً علي أنه حادث فردي ولا يجب أن ينشغل به اللاعبون، بحيث يكون تركيزهم الأكبر في الملعب خلال المباراة. فيما شدد حمدي علي وصف الحادث ب«الفردي» خلال اجتماع مصغر عقده مع الإعلاميين المرافقين للبعثة حيث أكد خلاله أن ما تعرضت له بعثة الأهلي حادث فردي ولا يعبر عن العلاقة الطيبة والتعاون الكبير الذي وجده الأهلي منذ حضوره إلي الجزائر ، وأضاف أنه يجب معالجة الأمور بموضوعية حتي لا تأخذ أكبر من حجمها، مشيراً إلي أن هناك أحد الأفراد قام برشق الأتوبيس مما نتج عنه تهشم الزجاج وإصابة أحمد السيد وأسامة حسني وهي إصابات بسيطة وغير مؤثرة . ومن ناحية أخري اختلف تناول وسائل الإعلام الجزائرية لواقعة الاعتداء علي أتوبيس النادي الأهلي في الجزائر مساء أمس الأول السبت بعد قذف أتوبيس الفريق بالحجارة من مشجع جزائري مما أسفر عن إصابة الثنائي أسامة حسني وأحمد السيد بإصابات طفيفة وحالة من الذعر لدي لاعبي الفريق قبل المران الأخير ليلة المباراة التي أقيمت مساء أمس الاحد. وكان موقع صحيفة «الهداف» أول وسيلة إعلام جزائرية تتناول الواقعة، حيث نشر موقع الصحيفة تقريراً مختصراً عن الواقعة تحت عنوان :"عاجل.. حافلة الأهلي تتعرض للرشق وإصابة لاعب.. والجاني في قبضة الأمن" ، وقال التقرير المختصر إن أتوبيس الأهلي تعرض للقذف بالحجارة من أحد المشجعين المتطرفين الذي كان مختبئا في وسط أشجار القصب في منطقة تسمي "تالا علام"، واستغل مرور أتوبيس اللاعبين ليرشقهم ب"حجر واحد" أصاب زجاجه، لكن صورة أتوبيس الأهلي التي تداولتها بعض وكالات الأنباء العالمية أمس تؤكد أن الزجاج تم قذفه بأكثر من حجر وليست حجراً واحداً خاصة أن موضع الكسر في الزجاج كان كبيراً، وأكد الموقع الجزائري أنه بعد الواقعة بدقائق حاصرت قوات الأمن المرافقة للأهلي المكان وألقت القبض علي الجاني، وهو الآن رهن التحقيق. فيما نشرت الصحيفة تقريراً مفصلاً صباح أمس الأحد عن الواقعة وأكدت الصحيفة أن الواقعة لا تدعو للتهويل بناء علي ما نقله مراسلو الصحيفة في مكان الواقعة منذ بداية الأزمة وحتي نهايتها ، وأشارت الصحيفة إلي أن مراقب اللقاء أكد خلال الاجتماع الفني أن أسامة حسني يبدو غير مصاب تماماً من درجة بساطة الإصابة ، وأكد التقرير المفصل أن كل اللاعبين تدربوا بشكل طبيعي بعد الواقعة مباشرة بمن فيهم أسامة حسني الذي خضع للعلاج والفحوص علي الفور من الجهاز الطبي للنادي الأهلي وتمكن من التدرب مع زملائه وكأن شيئا لم يحدث ، وقال التقرير إن الشرطة قبضت علي مرتكب الحادث بعد دقائق قليلة جدا من الأزمة وهو شخص في سن المراهقة أراد ربما أن يرد بالمثل علي تصرف المتعصبين في مصر عندما رشقوا أتوبيس منتخب الجزائر. كما نشرت صحيفة "النهار" تقريراً عن الواقعة تحت عنوان:"نادي الأهلي يقول إن حافلة فريقه تعرضت لاعتداء" ، وقال التقرير إن أتوبيس الفريق المصري تعرض لاعتداء ، ونقلت الصحيفة تقريرها عن الموقع الرسمي للنادي الأهلي ، أبرزت استدعاء الأهلي مراقب المباراة لإثبات الواقعة. بينما نشرت صحيفة "الشروق" تقريراً مطولاً عن الواقعة بناء علي مراسليها تحت عنوان "رئيس شبيبة القبائل يقدم اعتذاراته للأهلي المصري والضيوف يتقبلونه" ، وأبرزت اعتذار محند شريف حناشي- رئيس النادي الجزائري- عما حدث للأهلي والتزامه بالوجود مع الفريق طوال ليلة أمس الأول وتحدث إليهم في أجواء ودية، مشيرا إلي أن الحادث تسبب فيه أحد المراهقين ولا يحتاج إلي تهويل. مؤكدا أن العلاقة بين البلدين ليست في حاجة إلي المزيد من الجراح ، كما أكدت الصحيفة أن أيا من لاعبي الأهلي لم يتعرض لأي جروح ، كما أنه تم القبض علي الجاني وسيتم تقديمه للمحاكمة خلال أيام قليلة. وقالت الصحيفة :"حاول بعض أعضاء بعثة الأهلي تأزيم الوضع وتهويل الحادثة بعد أن ادعوا إصابة اللاعب أسامة حسني بجروح علي مستوي الرأس، والذي لف رأسه بالكامل في إشارة إلي أنه قد أصيب بمكروه قبل أن يؤكد مراقب اللقاء أن بعثة الأهلي بسلام". كما نقلت الصحيفة تأكيدات محافظ ولاية تيزي أوزو أن أسامة حسني ادعي الإصابة وأنه سليم ولا أثر لندبات الإصابة أو حتي جروح خفيفة. فيما تجاهلت صحف «الخبر» و«المساء» و«الفجر» الواقعة تماما ونشرت أكثر من تقرير عن المباراة وأجرت حوارات مصغرة مع اللاعبين ومدربي الفريقين عن اللقاء فقط ولم يتطرقوا للحديث عن الواقعة.