محاولات عديدة قام بها أكثر من مطرب أو ملحن لإعادة تقديم تجربة المسحراتي بأشعار جديدة وألحان عصرية لكن تبقي تجربة الراحل سيد مكاوي هي أهم تلك التجارب وأجملها والتي لم تستطع تلك التجارب الوصول إلي نفس نجاحها، هذا العام يقدم الثنائي الذي يضم الشاعر جمال بخيت والملحن عمار الشريعي تصورا جديدا للمسحراتي في رمضان 2010 قام بإنتاجه التليفزيون المصري وتقوم فكرته الأساسية علي أن يسير الشريعي بطبلة المسحراتي الصغيرة في شوارع القاهرة القديمة مرتديا قميصا وبنطلونا ويغني أشعار بخيت التي يوقظ فيها المصريين ويسخر من سلبيات شارعهم، وفي الظهور الأولي له في رمضان يسخر الشريعي من الزحمة في شوارع مصر مردداً «ولا أنت لسه خايف من زحمة المرور؟» وتستمر الأغنية التي كتبها جمال بخيت بخفة ظل ساحرة وبصورة مميزة قدمها المخرج أحمد المهدي ومديرا التصوير هاني صفي الدين ومحمود تيمور داخل شوارع المعز لدين الله الفاطمي أحد أقدم شوارع القاهرة الفاطمية وأجملها ثم ينطلق الشريعي موقظا مصر البهية لكي يسبح سكانها رب البرية وبلغة معاصرة بعود ساخرا من الزحمة قائلاً: «أما عجيبة العجايب لما تكتكونا..والتوك توك نفسه أخف من الزبونة». إنها مغامرة جميلة وممتعة تلك التي أقدم علي خوضها الثنائي جمال بخيت وعمار الشريعي قد يكون من الصعب الحكم النهائي عليها من أولي حلقاتها لكن الفكرة العصرية وروح المرح والنقد اللاذع دون الوقوع في فخ النصائح المباشرة والسمجة هي أكثر ما لفت النظر في الحلقة الأولي، بالإضافة إلي استمتاع محبي الموسيقي بسماع صوت الشريعي وأدائه المميز لألحانه، وأيضاً حسن اختيار مخرج العمل أحمد المهدي لأماكن التصوير وزواياه والمواد البصرية المصاحبة لصوت الشريعي من شوارع القاهرة ووجوه سكانها في لحظات مختلفة.