مسحراتي مصر البهية.. اصحي وسبح رب البرية.. مشيت أرتل وأنشد وأجود وصوتي يجري بين النواصي.. هنا بانقر هنا باعود.. هنا بأحود عن المعاصي.. يشدو بتلك الكلمات العذبة ممسكا بطبلة المسحراتي وماشيا في شارع المعز الساحر.. عمار الشريعي الملحن الكبير وصاحب الصوت والأداء الجميل اختار هذا العام أن يقدم تجربة مميزة للغاية شارك فيها الشاعر جمال بخيت والمخرج أحمد المهدي في تقديم تصور عصري لفكرة المسحراتي.. حول هذا العمل والصعوبات التي واجهته أثناء تنفيذه وفكرة المقارنة بينه وبين الراحل سيد مكاوي الذي قدم تلك التجربة من قبل، كان لنا معه هذا الحوار. بداية نريد أن نعرف كيف جاءت فكرة تقديمك المسحراتي هذا العام؟ - اتصلت عزة مصطفي - رئيسة القناة الأولي - بصديقي الشاعر جمال بخيت لتاريخه الطويل مع المسحراتي، وأبلغته نيتها تقديم المسحراتي هذا العام علي أن أقوم بتلحينه ويغنيه علي الحجار أو محمد الحلو، وبعد فترة اقترحت أن أقوم أنا بغنائه، لكن جمال قال لها إنني سأرفض هذه الفكرة، وعندما عرضوها علي وافقت علي الفور. ولماذا نراك مقلاً جدا في تقديم أغاني وأعمال بصوتك علي الرغم من نجاح تجاربك السابقة؟ - بصراحة أنا لا أري نفسي في الغناء، ولا أحب سماع صوتي ولا أستمتع به، فأنا ناقد حاد لأدائي وطوال الوقت أقول: كان من الممكن أن أمد هذه الكلمة أو أنطق هذه بشكل معين، ولهذا لا أرحب كثيرا بالغناء. وفكرة التصوير من صاحبها؟ - في البداية لم أكن أعتقد أنهم يريدون تصويري.. حسبت أنهم يريدون تسجيل صوتي واستخدام أي مواد مع الصوت، وفي البداية اقترحوا تنفيذ العمل بشكل حلقات جرافيك يوضع عليها صوتي، لكنهم عادوا وفاجأوني بأنهم ينوون تصويري، وأنا بصراحة أخاف من فكرة التصوير، لأنني لا أعلم ساعتها كيف سيكون شكلي علي الشاشة، والمفاجأة الثانية كانت أنني سأمشي في الشارع ويتم تصويري، فجاء خوف آخر من أن يستعينوا بطفل يساعدني في المشي، وهو أمر يضايقني كثيرا، لكن في النهاية وافقت لحبي لتلك التجربة. ومن الذي اختار تقديم المسحراتي بشكله العصري وكتابته القائمة علي تناول الأحداث الحالية؟ - أثناء تحضيرنا للعمل أنا وجمال بخيت أخبرته أنني أستهدف المصريين العاديين بمشاكلهم وهمومهم وأفراحهم.. أصل إلي دواخلهم ووجدته يرحب باقتراحي، وطوال العمل كان يعرض علي أفكار وأجدها تتطابق تماما مع ما يدور في خيالي، والحقيقة وجدت تلاقياً فكرياً كبيراً بيننا، وحتي الآن أنجزنا حوالي ست عشرة حلقة كاملة. المقارنة مع تجربة الراحل سيد مكاوي ألم تقلقك أثناء تجهيز هذا العمل؟ - بالطبع كان لدي هاجس أن يعتقد الناس أنني أقلد تجربة سيد مكاوي أو يقول شخص ما أنني أريد أن أجلس علي كرسي كان يوما ما للراحل سيد مكاوي، لكن أنا لدي قناعة أنني واحد ممن يكملون تجربة مكاوي، وأعتبر نفسي امتداداً له، وفي الماضي كنت أجلس إليه وأسمعه ألحاني، كما أنني مقتنع أن تجربتنا الجديدة هي تناول جديد ومختلف لفكرة المسحراتي نقدمه بمنطق جديد ورؤية عصرية تماما. ما الصعوبات التي واجهتك أثناء هذا العمل؟ - أثناء الكتابة والتلحين، لم تكن هناك صعوبات إطلاقا.. كانت الروح حلوة والتفاهم بيني وبين جمال بخيت وفر لنا الكثير من الوقت، لكن الصعوبة كانت في موضوع التصوير، فهم يريديون أخذ زوايا معينة وإعادة مشاهد وتحريك كاميرات وهو أمر مرهق للغاية. كيف كانت ردود الأفعال التي سمعتها بعد عرض الحلقات الأولي؟ - ردود الأفعال كانت مرضية جدا لي والحمد لله، وفرحت جدا لصديقي جمال بخيت وللمخرج أحمد المهدي جداً، لأنه تعب كثيراً في هذا العمل، وقدم رؤية فنية مختلفة، وأعجبني جدا اختياره لشارع المعز ليكون موقع تصوير الحلقات.