التهديد يزيد حدة الأزمة بين الحكومة السودانية وقوات حفظ السلام الدولية في دارفور البشير توعد الرئيس السوداني عمر البشير بطرد أي منظمة دولية أو إقليمية من دارفور إذا تجاوزت التفويض الممنوح لها وفق مهمتها الإنسانية، على خلفية رفض قوات حفظ السلام للأمم المتحدة تسليم 6 أشخاص تتهمهم الخرطوم بالتحريض على أعمال عنف في مخيمات اللاجئين بدارفور. وقال البشير في كلمة ألقاها على حشد من أبناء دارفور بالخرطوم إن "تفويض أي منظمة مساعدات أو الأممالمتحدة أو الاتحاد الأفريقي أو حتى مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، هو دعم لسلطات الحكومة". وطالب ولاة ولايات دارفور الثلاث بطرد أي منظمة تتجاوز هذا التفويض. وتابع البشير بالقول إنه ليس لأحد الحق في منع الحكومة من أداء مهمتها في حماية المدنيين، مشيرا إلى أن "مخيمات النازحين بدارفور هي أراض سودانية تحت السلطة السودانية، وأنه لا توجد سلطة في العالم يمكن أن تمنع الحكومة من ملاحقة المجرمين الذين يخالفون القانون". ويتهم السودان الأشخاص الستة بالتحريض على اشتباكات في مخيم كلمة بجنوب دارفور في أواخر يوليو الماضي قتل فيها خمسة أشخاص على الأقل، ولجأ الستة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) التي رفضت تسليمهم إلى الخرطوم "بدون دليل على جريمتهم أو ضمانات بمحاكمة عادلة لهم". وتقول البعثة الأممية الأفريقية إن الأشخاص الستة -وهم خمسة رجال وامرأة- مطلوبون لدى السلطات إما لأنهم أعضاء أو مؤيدون لحركة تحرير السودان المتمردة في دارفور. والبشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وأدى النزاع في الإقليم إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ويعيش في مخيم كلمة نحو مائة ألف من النازحين بدارفور فروا من منازلهم هربا من أعمال العنف بالإٌقليم، وينظر إلى قضية المطلوبين الستة على أنها محورية بالنسبة لقوات حفظ السلام التي طلب منها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي التركيز على حماية المدنيين. ومن جهتها نفت الحكومة السودانية أنها تمنع المنظمات الإنسانية من دخول المخيم. وقال مفوض العون الإنساني بولاية جنوب دارفور جمال يوسف إن المنظمات لم تطلب دخول المعسكر، مؤكدا أن الحكومة والمنظمات أرسلت فريقا مشتركا لتقييم عدد الفارين من المعسكر إلى القرى المجاورة عقب الاشتباكات الأخيرة في المعسكر. وكان عدد من المنظمات الإنسانية قالت إنها منعت من دخول المعسكر منذ مطلع الشهر الحالي. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة في نيويورك فرحان حق إنه "لا بد من تسهيل وصول المنظمات إلى المناطق المتضررة".