من الذي يحدد النجومية هل هو قرار من النجم أم الجمهور أم أنه القدر؟ كنت في لقاء عبر إحدي الفضائيات قبل بضعة أيام وتوجه إلي المذيع بهذا السؤال قلت له النجومية وميض داخل الفنان يصل إلي مرحلة الذروة في لحظة ما وكأنها إرادة القدر التي لا تعرف تأجيلاً والأمر يختلف من فنان إلي آخر مثلاً الراحل «حسن عابدين» عرف النجومية بعد أن تجاوز الخمسين.. «سعاد حسني» تحققت نجوميتها مع أول طلة لها علي الشاشة الفضية عام 1959 في فيلم «حسن ونعيمة» وكان عمرها وقتها أقل من 16 عاماً.. إنه عناق بين عناصر مختلفة تلتقي في توقيت استثنائي وسحري يجمع بين إرادة جمهور وتوهج لنجم وشركة إنتاج تتحمس ومخرج يؤمن بهذه الموهبة.. لكن لا أحد يستطيع أن يحدد مسبقاً درجة وهج النجوم ولا عمرهم الافتراضي.. تتدخل عوامل أخري مثل أصالة وعمق الموهبة والمناخ العام والذكاء الذي يتمتع به الفنان وهكذا قد تطول أو تقصر مرحلة النجومية.. كما أن المزاج النفسي للجمهور في توقيت محدد يلعب دوراً مؤثراً في تحقيق كل ذلك!! لا تصدق أن هناك من يستطيع أن يحيك مؤامرة ضد نجم ما.. قد تحاول بعض المؤسسات إنتاجية أو إعلامية حجب بريق نجم في فترة زمنية لكن إذا أغلقت الباب أمام الجمهور سوف يقفز له الجمهور من الشباك.. أيضاً قوة الإعلام ورءوس الأموال لا تستطيع أن تفرض فناناً علي الناس وتخلق منه نجماً مهما بالغت في الإلحاح.. كما أن نجومية فنان لا تمنع بزوغ نجوم آخرين.. مثلاً صعد «أحمد السقا» كنجم في فيلم «شورت وفانلة وكاب» في عز وهج نجوم الضحك «محمد هنيدي» و«علاء ولي الدين» و«هاني رمزي» وبعدها لحق به «كريم عبد العزيز» و«أحمد عز» و«هاني سلامة».. لا نستطيع أن نضعهم جميعاً في قائمة واحدة ولكن المؤكد أن كل منهم لديه جمهور ينتظره مع اختلاف الدرجة.. أما الذي يستمر لسنوات أطول فإنه الأكثر ذكاء.. الجمهور في العادة لا يزيح نجماً لصالح نجم آخر.. قلبه يتسع في نفس الوقت لأكثر من نجم.. نعم القلب يحب مرة ما يحبش مرتين كما تغني «شادية» لكن الجمهور في علاقته مع نجومه يحب مرة ومرتين وثلاثاً ورباعاً وخماساً طالما وجد أن هناك من يستحق الحب!! قبل بضعة أيام اتصل بي نجم كبير سألني عن رأيي في أداء ابنه.. كنت قد شاهدته في أكثر من عمل فني.. قلت له بتحفظ شديد حتي الآن لم يحقق الوميض الذي حدث معك مع الطلة الأولي.. قال لي ننتظر إذن الوميض.. وتركته ينتظر!!