شن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي هجوماً شديداً على حكومتي حماس ولبنان، وحمل لبنان مسؤولية الاشتباكات التي وقعت بين الجيش الإسرائيلي واللبناني منذ يومين على الحدود، كما اتهم حماس بالوقوف وراء سقوط صواريخ على مدينة ايلات الإسرائيلية. وحمل نتنياهو بيروت المسئولية عما جرى في المنطقة الحدودية للبلدين، واعتبر أن قيام الجيش اللبناني بالدفاع عن أرضه "عمل استفزازي عنيف" ، كما حمل حركة حماس مسئولية الصواريخ التي تم إسقاطها على مدينتي ايلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية موضحا أن الجناح العسكري للحركة الفلسطينية يقف أيضا وراء ما أسماه "الاعتداءات الصاروخية" على بلدة اشكلون والقرى المحيطة بقطاع غزة خلال الفترة الماضية . وأوضح نتنياهو ان استخدام اراضي دولة ثالثة محبة للسلام كقاعدة لاطلاق صواريخ على اسرائيل لن يساعد حماس على الافلات من المسئولية، وذلك في إشارة إلى مصر، موضحا أن دولة اسرائيل تنظر بخطورة شديدة إلى الهجوم على مواطنيها من شبه جزيرة سيناء ومحاولة حماس ضرب العلاقات بين إسرائيل ومصر والأردن من ناحية أخرى ، مضيفا بقوله : "من يطلق النار نحو مواطني اسرائيل، ولا يهم من اين، سنصل اليه ونضربه بقوة كبيرة، لا تمتحنوا عزمنا". في السياق نفسه، أكد مسئولون عسكريون إسرائيليون في تصريحات للإذاعة العبرية الخميس أن تحميل نتنياهو حركة حماس مسئولية هذا الاعتداء يستند الى "معلومات استخبارية" قطعية ومؤكدة تتوفر لدى اسرائيل، معربين عن اعتقادهم بأن حماس فضلت اطلاق الصواريخ على إيلات و العقبة من أراضي مصرية وليس من القطاع بهدف "طمس" مسئولية هذه الحركة عن إطلاق الصواريخ. وقالت المصادر العسكرية إن اطلاق الصواريخ كان يستهدف في الأساس زعزعة الاستقرار ووضع حد لازدياد دفء وسخونة العلاقات بين اسرائيل ومصر والاردن وهي الدول الراعية لاجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين حسب وصفهم موضحين ان الاعتقاد السائد لدى المنظومة السياسية والامنية الإسرائيلية هو ان مجموعات مسلحة تابعة للجناح العسكري الحمساوي دخلت منطقة سيناء عبر الأنفاق في رفح لاطلاق الصواريخ على ايلات والعقبة. جاء ذلك بعدما قالت مصر الخميس إن "فصائل فلسطينية من قطاع غزة" وراء الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها مدينتا إيلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية يوم الاثنين الماضي. وقال مصدر أمني الأربعاء إن "المعلومات الأولية التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية تشير إلى وقوف فصائل فلسطينية من قطاع غزة خلف تلك العملية، وهو ما يتم تركيز جهود البحث حوله". وأضاف المصدر أن "مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال بأن يستخدم أي طرف أراضيها للإضرار بالمصالح المصرية". من ناحيتها، نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اتهام عناصرها بإطلاق صواريخ من داخل الأراضي المصرية باتجاه ميناء "إيلات" الإسرائيلي، أو مدينة "العقبة" الأردنية، وأكدت على "حصر مقاومتها ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل ارض فلسطينالمحتلة." كما شددت الحركة، التي تسيطر على قطاع غزة، حرصها على "سيادة وأمن الدول العربية الشقيقة"، وقالت في بيان أصدرته الأربعاء، إنها "أكثر حرصاً على سيادة وأمن الدول العربية المجاورة، وتحديداً جمهورية مصر العربية، والأردن، وسائر الدول." كما حذر البيان، الذي نقله "المركز الفلسطيني للإعلام"، المقرب من حماس، من "الوقوع في شرك الإعلام الإسرائيلي الذي يهدف إلى إلقاء التهم جزافاً، بغرض صرف الأنظار عن جرائمه التي يرتكبها ضد شعبنا في القدس والضفة والقطاع." كما استنكر بيان الحركة ما صرح به مبكراً مصدر فلسطيني، بأن "للحركة صلة بما جرى"، وقالت حماس إن "هذا الموقف طعنة نجلاء، نابعة من أحقاد سياسية، ورغبة في التحريض المستمر على الحركة."