هل وصل الحال بنادي الزمالك إلي مرحلة الضرب علي القفا؟ يبدو أن هذا أصبح صحيحاً بعد قرار اتحاد الكرة في أزمة جدو بحصول النادي علي مليون و200 ألف جنيه وقد لا يحصل عليها بعد تصريحات محامي جدو التي أكد خلالها أنه سيقوم برفع دعوي قضائية يشكو فيها مسئولي الزمالك. ما يحدث بين اتحاد الكرة والزمالك يذكر الجميع بفيلم عنتر ولبلب بطولة محمود شكوكو وسراج منير عندما تراهن القوي سراج منير مع الغلبان شكوكو علي تنازله عن المحل الذي يملكه إذا تمكن شكوكو من ضربه سبعة أقلام خلال سبعة أيام، واعتقد الجميع أن هذا هو المستحيل بعينه، لكن استهتار سراج منير، وذكاء شكوكو كان سبباً في الأقلام التي انهالت علي وجه القوي حتي كسب شكوكو الرهان.. هذا هو ما يحدث بين الزمالك واتحاد الكرة فالزمالك كان قوياً وعاش مسئولوه علي أطلال الماضي باعتبار أن النادي هو القطب الثاني للرياضة المصرية وبالتالي لا يمكن أن يتعرض له اتحاد الكرة بسوء لكن في عهد مجلس ممدوح عباس «المريض» هان الزمالك علي الجميع وأصبح يتلقي الصفعات من اتحاد الكرة الواحدة تلو الأخري. صحيح أن اتحاد الكرة يخاف ما يختشيش لكن من الذي أعطاه الفرصة لكي يوجه الصفعة تلو الأخري للزمالك بداية من أزمة مباراة حرس الحدود في الدور الأول الموسم الماضي، رغم أن حق الزمالك كان واضحاً كالشمس ثم صفعة إيقاف إبراهيم حسن وحرمانه من دخول الملاعب حتي نهاية الموسم، وكان القلم الثالث هو قرار اتحاد الكرة بحصول الزمالك علي مليون و200 ألف جنيه في أزمة جدو. اتحاد الكرة يظلم الزمالك لأن مجلس الإدارة ضعيف منقسم علي نفسه يهتم أعضاؤه بتقطيع «بعضهم» والهجوم علي حسام حسن المدير الفني للفريق الأول من أجل الشو الإعلامي فقط لا غير. رئيس النادي «المريض» ترك النادي في أشد الأوقات حرجاً وسافر إلي إنجلترا ونحن لا نقصد هنا المرض الجسدي لأنه لا يمكن لأحد أن يتشفي في مرض أحد، ولكن ما نقصده بالمرض هو أسلوب التفكير في معالجة القضايا والأزمات وهو أسلوب يميل للخضوع والخنوع حرصاً علي المصالح الخاصة مع بعض أعضاء مجلس إدارة الأهلي. هل يصدق أحد أن بعض أعضاء مجلس إدارة الزمالك كانوا غير متحمسين لضم جدو من البداية، وبالتالي عندما قام بالتوقيع للأهلي قالوا يا دار ما دخلك شر ولولا ثورة حسام وإبراهيم حسن وإصرارهما علي التمسك بحقوق النادي لباع مجلس الإدارة القضية مبكراً ويا سبحان الله حسام وإبراهيم حسن وهما ليس من أبناء النادي يثوران للمحافظة علي حقوقه حتي لو كانت هذه الثورة سببها أن جدو خدعهما أي خدع مسئولي النادي فهذا لا يعيبهما في شيء لأن من يخدع المدير الفني ومدير الكرة وعضوين من مجلس الإدارة كأنه خدع كل الزملكاوية ومن حقهم أن يغضبوا ويثوروا لكن الكل ثار وغضب إلا رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض لحسام حسن وشيكابالا وحسين ياسر المحمدي. نائب رئيس النادي يعترض علي زيادة الراتب الشهري لحسام حسن، وفي الوقت نفسه يوافق علي تعديل عقد حسين ياسر المحمدي الذي لعب للفريق ستة شهور فقط وفي المقابل أصر رئيس النادي علي تجديد عقد المدير الفني وواصل تدليله لشيكابالا الذي عاد للتدريبات دون أن يعتذر لحسام حسن، ولم يعد يتبقي أمام رئيس النادي سوي تقبيل يدي شيكابالا حتي يوافق علي تجديد عقده مع النادي ولم يفكر سيادة الرئيس أن شيكابالا منذ عودته من باوك اليوناني لم يحقق مع الزمالك أي بطولة واحدة وكان مصدر مشاكل وأزمات بالجملة. هل تصدق جماهير الزمالك أن بعض أعضاء مجلس الإدارة منذ نجاحهم في الانتخابات الأخيرة بدأوا التخطيط للانتخابات المقبلة، المقرر لها عام 2013 رغم وجود دعوي قضائية لبطلان الانتخابات مازالت منظورة أمام المحاكم حتي الآن، وبالتالي أصبح كل عضو في المجلس يخطط لنفسه ويعمل لمصلحته وليس لمصلحة النادي. باختصار الزمالك هان علي نفسه وأبنائه فهان علي الجميع وأصبح ملطشة للإعلام ولاتحاد الكرة الذي يوجه له الصفعة تلو الأخري والزمالك الكبير يتلقي الصفعة علي خده الأيمن فيدير خده الأيسر لتلقي الصفعة المقبلة وفي أزمة جدو كان القلم علي القفا بعنف وشدة وكالعادة سيصرخ مسئولو الزمالك ويهددون باللجوء للاتحاد الدولي كما حدث في أزمة مباراة حرس الحدود لكنهم لن يفعلوا شيئاً لأنهم لا يملكون سوي الكلام فقط. الزمالك في حاجة إلي مجلس إدارة قوي يستطيع المحافظة علي حقوق النادي ويكون مصدر خوف ورعب لاتحاد الكرة مثل مجلس إدارة الأهلي وهذا ما جعل عدداً كبيراً من الزملكاوية يتمنون لو كان مرتضي منصور رئيساً للنادي في هذه المرحلة التي تعرض خلالها الزمالك للإهانة والظلم من اتحاد الكرة والإعلام دون أن تهتز شعرة في رأس مسئول واحد لأمر مرتضي كان سيقف وبقوة ضد حمدي وأبوريدة لكن ضعف عباس سبب كل مهازل الزمالك، والغريب أنه عندما يغضب بعض مسئولي الزمالك من إحدي القنوات الفضائية يصدر قراراً بمقاطعة هذه القناة لكن عدداً من أعضاء مجلس الإدارة يقومون بالظهور في هذه القناة أو في مداخلات هاتفية مما يؤكد أن المجلس الأبيض انقسم علي نفسه في اليوم التالي لنجاحه في الانتخابات ولذلك سوف تستمر أقلام اتحاد الكرة علي وجه النادي الذي سيحتفل العام المقبل بمرور مائة سنة علي تأسيسه.