وضع «أنس الفقي» شرطاً واحداً لاستضافة «د. محمد البرادعي» علي قناة التليفزيون الرسمي وهي أن يكون لديه جديد يقدمه للمشاهدين.. ذكرتني كلمة وزير الإعلام ببعض الفنانين عندما يبتعدون فترة عن الظهور في التليفزيون ويتوجهون لهم بالسؤال أين أنتم؟ يقولون: ليس لدينا جديد نقوله.. ما الذي أقنع «أنس الفقي» أن «البرادعي» ليس لديه جديد، ثم إن دور مقدم البرامج هو البحث عن الجديد لدي ضيوفه.. هل كان علي «البرادعي» أن يرفع يافطة مكتوباً عليها أنا لدي جديداً أريد أن أقوله للناس لو تصورنا جدلاً أنه قد فعلها هل يهرع إليه تليفزيون «ماسبيرو»؟! لا شك أن أكبر شخصية سياسية صارت ممنوعة رسمياً هو «البرادعي» الكل يعلم أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة إلا أنه طرح شيئاً أهم من كل ذلك وهو أن التغيير قادم والبديل ممكن.. تبدو لي الدولة، وكأنها تتعامل معه علي طريقة «قضا أخف من قضا» ولهذا ربما تجد ترحيباً غير معلن باختيار أي اسم معارض آخر وليكن «حمدين صباحي» مثلاً سوف تسعد الدولة بتقدمه للترشيح للرئاسة ولن تجد غضاضة أيضاً في استضافته عبر القنوات الرسمية ولن يسأله أحد وقتها عن الجديد؛ لأن الإحساس الجماهيري لم يتوحد حتي الآن سوي علي شخص واحد وهو «البرادعي».. تليفزيون الدولة هو تليفزيون الحزب الوطني، هذه حقيقة.. نعم يوجد هامش نستطيع أن نراه في عدد محدود من البرامج ولكن للهامش أيضاً حدود والأمر أشبه بالأواني المستطرقة ينبغي أن يحافظ الجميع علي درجة ارتفاع محددة لا يمكن تخطيها.. مثلاً المحظورة أقصد ما دأبت الصحافة القومية والتليفزيون الحكومي علي وصفها بالمحظورة «جماعة الإخوان» لا يتم استضافتهم في التليفزيون الرسمي رغم الهامش الذي يعلنون عنه.. حتي في القنوات الخاصة هم ممنوعون ولهذا اعتذر «أحمد بهجت» مالك قناة «دريم» للدولة أكثر من مرة عن الحلقة التي استضافت فيها «مني الشاذلي» مرشد الإخوان الجديد.. اعتبروها متجاوزة المسموح؛ لأن منظومة القطاع الفضائي الخاص تخضع لكل الاعتبارات التي يسير عليها التليفزيون الرسمي.. اعتذار «أحمد بهجت» غير مبرر سوي أن هناك من أعلن غضبه فاضطر للاعتذار للدولة؛ لأنها علي المستوي السياسي لا تفرق ما بين «محمد البرادعي» و«محمد بديع» مرشد الإخوان، وأتصور أن «البرادعي» يشكل مأزقاً أكبر.. إنه ثمن دفعه «البرادعي» ليصبح ممنوعاً وهو نفس الثمن الذي ربما فكر في ألا يدفعه «د. أحمد زويل». قال «أنس الفقي» في حواره مع «خيري رمضان» في «مصر النهاردة» إن «البرادعي» رومانسي حالم وهو لم يدرك أن كل الثوار كانوا رومانسيين حالمين وأن مدرسة الرومانسية في القاموس تعني مباشرة الثورة ضد الكلاسيكية.. وعلي هذا فإن «البرادعي» الثوري الرومانسي الحالم قد صار هو كابوس «أنس الفقي»!!