عادت السيدة «كاميليا» إلي بيتها بعد أن ثبت أن الأمر لم يزد عن كونه مجرد خلاف عائلي بينها وبين زوجها الكاهن «تداوس سمعان».. لم يتردد أبداً هذا السبب حتي ولو علي سبيل الاحتمال الأخير بل رفعت اليافطات التي تقول «يا جمال قول للريس خطف بناتنا مش كويس» ناهيك عن ركاكة النداء والزج باسم «جمال» كنوع من اللعب بورقة التوريث. كان الاحتمال الأول بل الوحيد قبل ستة أيام وهو أن زوجة الكاهن اختطفت والفاعل مسلم؟ وهذا الإحساس كثيراً ما تجد له تنويعات متعددة. سألوا مرة فنانة مسيحية لماذا تعثرت خطواتك عن باقي زميلاتك أكدت أنها الديانة هم مسلمون وأنا مسيحية؟! والحقيقة هي أن هذه الفنانة تحديداً لم تعمل إلا مع مخرجين مسلمين.. ليس فقط النجوم هم الذين لديهم هذه القناعة ولكن أيضاً الكومبارس.. أتذكر أن إحدي كومبارس كانت يعرفها العاملون في الوسط الفني باسم «ماري باي باي» كاسم الشهرة.. انضمت قبل 20 عاماً إلي إضراب الفنانين ضد القانون رقم 103 وكان من بين المضربين عدد كبير من المخرجين مثل «عاطف الطيب»، «حسام الدين مصطفي»، «محمد فاضل»، «مجدي أحمد علي»، «يسري نصر الله»، «خيري بشارة»، «داود عبد السيد».. من بين كل هؤلاء وقع اختيارها علي «خيري بشارة» لم تكن تعرف اسمه، لكنها تعرف فقط أنه مخرج اتجهت إليه وقالت له أنا اسمي «بهيجة محمد» اوعي تفتكرني مسيحية زي التانيين اللي ما بيرضوش يشغلوني سايقة عليك النبي «محمد» اديني دور؟! مطرب مسيحي يسقط في اختبار فيعتبر أن أعضاء لجنة التحكيم المسلمين هم السبب ويعتقد أن هزيمته بسبب ديانته ؟! الفنان عادة يبحث عن أي وسيلة للعمل ويستخدم أي سلاح لتحقيق هدفه وليس فقط الفنان لأن إحساسنا بأن هناك أسبابًا أخري وراء استبعادنا أو هزيمتنا في الحياة العملية عندما نحيلها للاضطهاد الديني تريحنا.. كثيراً ما نري ورقة الدين يتم إشهارها سواء كنت مسلمًا أو مسيحيًا بالطبع عندما تتفاوت النسبة بين عدد المسلمين والأقباط تشعر الأقلية بظلم أكبر.. ونستبعد أننا نتعامل مع بشر لديهم عشرات من الأسباب للانتقام وليس بالضرورة الاختلاف الديني مثلما حدث مع «كاميليا» و«تداوس» لم يزد عن كونه خلافاً زوجياً كثيراً ما يحدث.. زوجها القس كان من الممكن أن يجنب الدولة كل هذه المصاعب لو أنه أشار إلي وجود خلافات شخصية لكنه صمت.. صحيح لم يتهم أحدًا ولكن في ظل حالة الاحتقان فإن الصمت يعني علي الفور جريمة طائفية!! هل ينتهي الأمر بعودة «كاميليا» المختفية بعد ستة أيام؟ الإجابة هي بالتأكيد لا.. سوف يبدأ المجتمع مسلموه وأقباطه في نسج العديد من الحكايات لنقرأ حكايات أخري ليس بينها أبداً أن «كاميليا» اختفت لخلاف مع زوجها الكاهن «تداوس سمعان»!!