تحول اليمن إلي ساحة المتناقضات الإقليمية وزيادة التقلقل الأمني هو ما يرشح بسحب ملف بطولة «خليجي 20» التي من المفترض أن تستضيفها اليمن، التي تستمر في سياسة استخدام المتناقضات الإقليمية بتوريط جيرانها والعالم في نزاعتها الداخلية. صنعاء، التي تتجهه هذه المرة شمالاً، باتجاه طرابلس الغرب، في تقارب جدي يشهده البلدان، منذ أشهر بعد تسلم اليمن ملف الاتحاد العربي الذي يعد المشروع الشخصي للعقيد القذافي، وبعد أن وعدت ليبيا باستقدام العمالة اليمنية إليها، في إشارة واضحة إلي قوة العلاقات اليمنية - الليبية هذه الفترة، وهو أمر قد يوجه رسالة إلي المملكة العربية السعودية الجارة الأقرب، التي تلزمها صنعاء بدفع نفقات مالية سخية للتصدي لمشكلة الحوثي، ولدعم التنمية في اليمن، وإلي جانب السعودية وليبيا، هناك قطر التي لم تسفر اتفاقاتها المتلاحقة علي جعل الأمور أهدأ في صنعاء التي تحددها البحرين والكويت بسحب ملف «خليجي 20» المقرر إقامتها في نوفمبر المقبل وتستمر حتي بداية ديسمبر، في عدن وأبين جنوبي اليمن، وهناك تتمركز قضية الجنوب «الحراك» الذي يقلق الأوضاع الأمنية في الجنوب، إلي جانب الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة مؤخراً علي عدد من الأهداف في عدن وأبين وشبوه جنوب اليمن، لذا و استجابة للمخاوف والتحديات الأمنية فقد جهز اليمن 10 آلاف شرطي من أجل الحدث الرياضي لطمأنة الخليجيين الذين عليهم القدوم إلي أبين وعدن وصنعاء من أجل البطولة. صنعاء تريد أن تؤكد لهم أن الحالة الأمنية تسمح لها باستضافة الحدث الرياضي الخليجي الأهم، ولا يمكن إخفاء أن صنعاء لم تكن قادرة لوحدها علي الوفاء بهذا الالتزام دون وجود الدعم المالي الذي قُدِّم لها لتستطيع استضافة الحدث، فقد كان الدعم الخليجي سخياً، برغم ذلك تري الكويت والبحرين أن صنعاء ليست علي قدر المسئولية، بينما تحاول الإمارات مساعدة اليمن في تجاوز محنته الحالية، وتنفيذ قرار الاتحاد الخليجي الذي اعتمد اليمن في ديسمبر 2009 لاستضافة البطولة، فالاتحاد الإمارتي قال مؤخراً: إنه لمس جاهزية اليمن مؤخراً لاستضافة البطولة. اليمن التي ضُخت إليها أموال الخليج لتستضيف بطولة «خليجي 20»، تُضخ لها أموال سعودية وقطرية لتستطيع السيطرة علي أوضاعها الأمنية، إلا أنه حتي هذه اللحظة لم تستطع إغلاق ملف الحوثي نهائياً، فالوسط السياسي اليمني يتداول معلومة تقول أن الرئيس تسلم مؤخراً رسالة من الحوثي تخبره بأنه إذا اندلعت حرب سابعة فستكون حرباً في عدد جديد من المحافظات، وليس فقط في صعدة. ملف الحوثي مفتوح، وملف القاعدة مشتعل، وكلاهما إلي جانب الحراك الجنوبي الذي لم يهدأ لا يهدد فقط سحب رخصة الحدث الرياضي، بل إنه يمتد ليهدد أمن المنطقة برمتها، وهو أمر يجعل العبء الإقليمي علي الجارة الأقرب السعودية، وعلي قطر الراعي للمباحثات مضاعفاً، في وجود سياسة في صنعاء لا تعترف بالفشل.