تصاعدت الخلافات بين مصر ودول منابع النيل بعد توقيع 5 من دول المنابع علي الاتفاقية الإطارية بشكل منفرد في مايو الماضي ودون موافقة مصر والسودان، أكد البعض أن أوغندا هي التي حرضت الدول الأخري التي وقعت علي الاتفاقية وتعمل حاليًا علي تحريض كل من الكونغو الديمقراطية وبوروندي للتوقيع علي الاتفاقية الإطارية لمياه النيل، لذا كان هذا الحوار مع فريد موكيسا -وزير الدولة للثروة السمكية الأوغندي- والذي اختص «الدستور» بهذا الحوار علي هامش معرض منبع النيل الزراعي والذي اختتم أعماله الأحد الماضي بمدينة جنجا الأوغندية. س: تتهم مصر من قبل بعض المسئولين والشعوب في دول منابع بأنها تحصل علي مياه النيل ظلمًا وعدوانًا .. فهل تعتقد ذلك؟ - للأسف الشديد فإن المعلومة المتعلقة بأن مصر تحصل علي مياه النيل ظلمًا وعدوانًا تم توصيلها إلي رجل الشارع الأوغندي عن طريق الخطأ، فمصر لا تحصل علي مياه النيل ظلمًا وعدوانًا، بل إن الصحيح هو أن العلاقة بين مصر وأوغندا تاريخية وأبدية، والحقيقة أن المياه بين مصر وأوغندا مشتركة يستحيل أن نمنع وصول مياه النيل إلي مصر لأن منعنا لهذه المياه معناه أن أوغندا سوف تغرق في المياه. س: لكن ما تفسيرك لسوء فهم الموقف المصري في دول منابع النيل؟ - في اعتقادي أن السبب الأساسي لسوء فهم الموقف المصري في دول منابع النيل خاصة بين الشعوب، يعود إلي أن بعضهم يظن أن الاتفاقيات التي أعطت لمصر حصتها في مياه اليل وتم توقيعها في العهد الاستعماري فضلت مصر علي دول الحوض الأخري، وبالنسبة لي فأنا أعتقد اعتقادًا جازمًا بأن تصور تفضيل مصر علي دول الحوض الأخري هو تصور خاطئ، لحل هذه الإشكالية يجب أن يقوم التعاون بين دول الحوض مجتمعه علي مبدأ تحقيق المنافع لكل دول الحوض. يؤكد البعض أن أوغندا هي التي حرضت 4 دول الحوض علي التوقيع علي الاتفاقية الإطارية لمياه النيل دون موافقة مصر والسودان، وتعمل حاليًا علي تحريض كل من الكونغو وبوروندي للتوقيع عليها ما تعليقك؟ أوغندا لم تقم بالتحريض ضد مصر أبدًا، بل علي العكس من ذلك فإن أوغندا منذ بداية المفاوضات بين دول حوض النيل حول الاتفاقية الإطارية لمياه النيل كانت تقف في صف مصر حتي في ظل المهاترات والمعمعة المتعلقة بالمفاوضات حول اتفاقية مياه النيل، لم تتخل أوغندا عن مصر وإذا كانت أوغندا قد جمعت دول المنابع الأخري في مدينة عنتيبي الأوغندية فإنها جمعتهم للتفاهم وليس بغرض الإضرار بالمصالح المائية المصرية. هل من الممكن عودة المفاوضات بين دول حوض النيل مجتمعة بعد إقدام 5 من دول المنابع بالتوقيع علي الاتفاقية الإطارية لمياه النيل دون مصر والسودان؟ - بالطبع فالمفاوضات بين دول الحوض ستعود قريبًا، لكن يجب الوضع في الاعتبار قبل بدء هذه المفاوضات أنه لا يجب النظر إلي ملف مياه النيل بنظرة الرابح والخاسر، وكذلك يجب ألا يكون مفهوم النزاع هو الذي يحكم العلاقات بين دول الحوض في هذا الملف، لكن يجب أن يتم النظر إلي ملف مياه النيل بنظرة المشاركة والتعاون. ما الإجراءات التي تنصح مصر باتخاذها لتكون قريبة من قلب وعقل رجل الشارع الأوغندي؟ - أدعو المصريين لزيارة أوغندا وعندها سيصبحون قريبين من الأوغنديين لأن أوغندا هي عبارة عن شعب، كذلك أدعو الأوغنديين لزيارة مصر وزيارة الأهرامات والآثار المصرية وقناة السويس، أذكر وأنا طفل صغير في المرحلة الابتدائية أنني شاهدت صورة للأهرامات في الكتاب المدرسي، ومن حينها وأنا مبهور بالأهرامات التي أزورها عندما أزور مصر، من الممكن كذلك أن يأتي عدد من الفلاحين المصريين للزراعة في أوغندا ويذهب عدد من الفلاحين الأوغنديين للزراعة في مصر، حينها سيحدث اندماج بين الشعبين، كذلك يجب إنشاء جمعية للصداقة المصرية الأوغندية. ما فرص التعاون بين مصر وأوغندا في مجال الثروة السمكية؟ - مصر يمكنها مساعدة أوغندا علي تدريب الكوادر الأوغندية علي الصيد وتجهيز أحواض تربية الأسماك وسبق لمصر أن قامت بمساعدة قطاع الثروة السمكية الأوغندي، حيث قامت مصر بتدريب عدد من الأوغنديين علي الصيد في مدينة المنزلة المصرية. هل يمكن زيادة كمية الأسماك المصدرة من أوغندا إلي مصر؟ - بالطبع يمكن حدوث هذا الأمر لكن زيادة حجم المصدر من الأسماك الأوغندية إلي مصر يتوقف علي حجم المنتج من الأسماك داخل أوغندا ويمكن زيادة إنتاج الأسماك في أوغندا بمساعدة مصر، حيث إن أوغندا لديها البحيرات المليئة بالأسماك ومصر لديها الخبرات والمعدات، بالبحيرات الأوغندية والخبرة المصرية نصنع سويًا المعجزات. كيف تنظر للمشاركة المصرية الأولي لمصر في معرض منبع النيل الزراعي في دورته الثامنة عشرة؟ - المشاركة المصرية في معرض منبع النيل الزراعي لفتت الانتباه ووجود مصر في أوغندا يفتح الحديث عن المزيد من مجالات التعاون بين البلدين، خاصة أن هناك أوجها عديدة للتعاون بين مصر وأوغندا في مجال الثروة السمكية والحيوانية والزراعية.