كشف المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ورئيس مؤسسة القذافي للتنمية عما وصفه ب«صفقة سياسية» عقدها مع مسئولين في الحكومتين المصرية والإسرائيلية تقضي بالسماح لمؤسسة القذافي التي يترأسها بالبدء في مشروع لإعادة الإعمار في قطاع غزة المحاصر، وإدخال مساعدات تحظر إسرائيل دخولها إلي القطاع. وعبر سيف الإسلام القذافي في اتصال تليفوني ب«الدستور» من العاصمة الليبية طرابلس عن سعادته وفخره بما تم التوصل إليه، وقال: سنبدأ قريبا بضخ 50 مليون دولار بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة لإعادة إعمار غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية ومواد البناء دون معارضة الحكومة الإسرائيلية. وقال القذافي إنه بعد اتصالات مصرية إسرائيلية رفيعة المستوي، كانت مؤسسة القذافي طرفا فيها بشكل غير مباشر، اتجهت السفينة التي تحمل نحو ألفي طن من المساعدات وعدد من النشطاء الليبين والعرب والأجانب إلي ميناء العريش، بعدما طوقتها ثمانية قوارب حربية إسرائيلية من الجانبين لمنعها من الوصول إلي غزة بينما كانت علي بعد نحو 40 كيلو مترا من شواطئها. وأوضح القذافي أن إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي قد اتصل بالوزير عمر سليمان، وأن المصريين اتفقوا مع الإسرائيليين علي مرور جميع المساعدات، ثم تم إبلاغ الجانب الليبي برد كتابي رسمي بموافقة الإسرائيليين علي البدء في صرف الخمسين مليوناً الخاصة بليبيا والمقررة في القمة العربية، لإعادة الإعمار في غزة، وهناك تنسيق مصري إسرائيلي في هذا الموضوع، ومصر هي الضامنة لهذا الاتفاق. وأشاد سيف الإسلام بالدور المصري في التوصل إلي ما وصفه بصفقة سياسية ناجحة، وقال نجل القذافي ل«الدستور» إن الموقف المصري في التوصل إلي هذه الصفقة هو أمر يستحق الإشادة. كما كشف سيف الإسلام الذي يحظي بشعبية واسعة لدي قطاعات كبيرة في ليبيا خاصة الشباب،النقاب عن قيامه في السابق بتهريب أموال من ليبيا لدعم السلطة الفلسطينية عقب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، معتبرا أن تعاطفه مع غزة ومعاناة سكانها وشعبها ليس وليد اليوم أو الأمس.