قال سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي معمر القذافي إنه لا ينوي التراجع عن قراره الذي اتخذه العام الماضي بشأن الانسحاب من الحياة السياسية والشأن العام في ليبيا على الرغم من المظاهرات التي تنظمها بعض الجماعات المحسوبة عليه لمناشدته بالعودة ومطالبة والده بالتدخل ، مؤكدا مع ذلك أنه سيقف بالمرصاد لأي شخص داخل ليبيا يتوهم أن غيابه يعنى انتهاك حقوق الليبيين. وأشار سيف الإسلام الذي يدير مؤسسة القذافي للتنمية وهي مؤسسة خيرية غير حكومية في حوار عبر الهاتف مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته في عددها الصادر يوم الثلاثاء إلى أنه أبلغ والده برغبته في اعتزال العمل السياسي العام قبل ربع ساعة فقط من إعلان قراره في خطاب ألقاه أمام الآلاف من مؤيديه في مدينة سبها الليبية في 20 سبتمبر الماضي. ودعا سيف الإسلام في حوار مزج فيه بين اللهجتين الليبية والعامية المصرية العرب إلى تعلم الديمقراطية من إسرائيل ، مشيرا إلى أن محاسبة المسئولين في السلطة بعد إخفاقهم أو هزائمهم هو ما ينقص العرب ، وبدونه لن تقوم لهم قائمة. وكشف سيف الإسلام الذي يمارس دورا أشبه ما يكون بصلاحيات وزير الخارجية أن السلطات المصرية منعته من محاولة دخول قطاع غزة خلال أيام العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لأسباب أمنية وخوفا على حياته ، مشيرا إلى أنه يتفهم هذه المبررات. وطالب سيف الإسلام بإصلاحات دستورية وبناء مؤسسات للدولة الليبية وقال : "نحن نريد أن يكون هناك دستور وقوانين ومؤسسات وليس كل شيء يدور حول شخص واحد أو مجموعة أشخاص ، لذلك على الليبيين أن يشكلوا دستورهم ويبنوا مؤسساتهم ويديروا شئونهم بأنفسهم دون المزيد من الاعتماد على سيف الإسلام ولا (إكس ولا زد) من الناس لتسيير شئونهم". وقال نجل القذافي الذي زار الولاياتالمتحدة مؤخرا ونقل رسائل من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش إلى والده العقيد القذافي وسعى للاتصال بإدارة الرئيس الأمريكي الجديد بارك أوباما إنه نجح في تحويل ليبيا من دولة محاصرة ومقاطعة إلى دولة لديها مقعد داخل مجلس الأمن ، مشيرا إلى أن الكرة الآن في ملعب الدولة الليبية للاستفادة مما حققه. وأعلن سيف الإسلام أنه يدرس حاليا مشروعا يتكتم تفاصيله لإنشاء مركز للدراسات والأبحاث في بلد أوروبي ، مؤكدا أن هذا المشروع يدفعه للتفرغ والبقاء لفترة أطول خارج ليبيا.