طبيبة كفر الدوار تطعن على حكم إيقافها 6 أشهر في قضية إفشاء أسرار المرضى    85% حد أدنى للشهادات المعادلة.. تنسيق برنامج تكنولوجيا تصنيع الملابس 2025    تنسيق الجامعات 2025.. كل ما تريد معرفته عن هندسة حلوان لطلاب الثانوية    ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة    برواتب تصل إلى 13 ألف جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة للشباب    فاتورة التصعيد الإسرائيلى- الإيرانى.. اشتعال أسعار الطاقة وارتباك الأسواق واهتزاز استقرار الاقتصاد العربى.. توقعات بزيادة التضخم مجددا فى الأسواق الناشئة وإضراب في سلاسل الإمداد    92.9 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة    إسرائيل: الولايات المتحدة أنقذت العالم من كارثة نووية    «أكسيوس»: الهجوم على إيران كان عملية ترامب وليس البنتاجون    جراء الضربة الأمريكية.. معهد الأمن الدولي: مجمع أصفهان النووي الإيراني تضرر بشدة    ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي بدمشق ل20 قتيلًا و52 مصابًا    وزير الخارجية الإيراني يصل إلى موسكو للتشاور مع بوتين    لحظة بلحظة.. الهلال ضد سالزبورج 0-0    20 صورة من تحرك الأهلي لخوض مرانه الأخير استعدادا لمواجهة بورتو بكأس العالم للأندية    مواعيد مباريات اليوم الإثنين في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    محمد صلاح: أرفض تدريب الأهلي    بيلينجهام: من الصعب لعب كرة القدم في تلك الحرارة.. وأخضع لعملية جراحية بعد المونديال    الكشف عن سر إشارة حكم مباراة ريال مدريد وباتشوكا    مشاجرة بالبنزين في بولاق الدكرور والضحية سيدة    مأساة في البحيرة.. طفلان خرجا للهروب من حرارة الصيف فعادا جثتين هامدتين    مصرع شابين غرقا ببركة زراعية في الوادي الجديد    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالصف    بالصور.. خطوبة نجل سامي العدل بحضور الأهل والأصدقاء    نانسى عجرم تحيى حفلا ناجحا بمهرجان موازين بعد غياب 7 سنوات    حقيقة تحديد 4 نوفمبر المقبل موعدا لافتتاح المتحف المصري الكبير    الأزهر للفتوى يحذر من الغش في الامتحانات: المُعاونة على الإثم إثم وشراكة في الجريمة    ما حكم تسمية المولود ب اسم من أسماء الله الحسنى؟.. أمين الفتوى يُجيب    علي جمعة: المواطنة هي الصيغة الأكثر عدلاً في مجتمع متعدد الطوائف    بالأرقام.. ممثل منظمة الصحة العالمية: 50% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    «الخدمات الطبية» تقدم فحصًا طبيًا ل312 حالة من العاملين بكهرباء جنوب القاهرة    جمال الغندور: الأهلي يفاضل بين ديانج وعطية الله للموسم المقبل    «الشيوخ» ينتقد أوضاع كليات التربية.. ووزير التعليم العالى: لسنا بعيدين عن الموجود بالخارج    محافظ كفر الشيخ يشيد بحملات طرق الأبواب بالقرى لنشر خدمات الصحة الإنجابية    موعد افتتاح المتحف المصري الكبير    أكسيوس عن مسؤول أمريكى: ويتكوف أكد أن واشنطن لا تزال تسعى لحل دبلوماسى    شكاوى من صعوبة «عربى» الثانوية.. وحالات إغماء بين الطلاب    تفاصيل القبض علي المتهم بقتل زوجته بعلقة موت في الدقهلية    رئاسة حى غرب المنصورة تواصل حملاتها المكبرة لرفع الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    إصابة 6 أشخاص خلال مشاجرة ب الأسلحة البيضاء في المنوفية    ملخص وأهداف مباراة ريال مدريد ضد باتشوكا فى كأس العالم للأندية    سيناتور أمريكي: إدارة ترامب تكذب على الشعب الأمريكي    جامعة جزيرة الأمير إدوارد بالقاهرة تحتفل بتخريج دفعتها الرابعة لعام 2024/2025    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    لا تسمح لأحد بفرض رأيه عليك.. حظ برج الدلو اليوم 23 يونيو    18 يوليو.. هاني شاكر يلتقي جمهوره على مسرح البالون في حفل غنائي جديد    «المهرجان الختامى لفرق الأقاليم» يواصل فعاليات دورته السابعة والأربعين    صنّاع وأبطال «لام شمسية»: الرقابة لم تتدخل فى العمل    بعد ارتفاعه رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 23 يونيو 2025    سعر الطماطم والبصل والخضار في الأسواق اليوم الاثنين 23 يونيو 2025    منصة إلكترونية بين مصر والأردن لضمان حماية العامل    اعتماد نتيجة امتحانات الترم الثاني لمعاهد "رعاية" التمريضية بالأقصر.. تعرف على الأوائل    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    كورتوا ينتقد أسينسيو: كرر نفس الخطأ مرتين.. وعليه أن يكون أكثر ذكاءً    تقديم الخدمات الطبية ل1338 مواطناً فى قافلة مجانية بدسوق في كفر الشيخ    وداعًا لأرق الصيف.. 4 أعشاب تقضي على الأرق وتهدئ الأعصاب    هل يُغسل المتوفى المصاب بالحروق أم له رخصة شرعية بعدم تغسيله؟.. الإفتاء تجيب    محمد علي مهاجمًا محمد حسان بسبب إقامته عزاء لوالدته: تراجع عما أفتيت به الناس في الماضي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف القعيد يكتب: جمال الغيطاني.. سلامة قلبك
نشر في الدستور الأصلي يوم 09 - 07 - 2010


1- يا فضيلة المفتي
قديماً قالوا في مديح العبودية المختارة. أن الإنسان عندما يضيق ذرعاً بحريته الوهمية. فإنه قد يبحث عمن يستبعده أو عمن يسجنه. هذا ما فعله اتحاد الناشرين مؤخراً. ففي الوقت الذي نعاني فيه من ندرة الحرية. ومازالت صرخة يوسف إدريس. التي قالها: إن كل الحريات المتاحة في الوطن العربي لا تكفي كاتباً واحداً. ها هو اتحاد الناشرين يسعي بحثاً عن قيود جديدة، وأصفاد لم تكن موجودة من قبل.
أيضاً هل من المعقول السعي وراء فتوي دينية خاصة بالملكية الفكرة في الوقت الذي نعاني فيه من زيارة الشأن الديني في حياتنا. حيث وصل الأمر لوجود مايوه إسلامي. وسلام إسلامي وتحية إسلامية وأدب إسلامي وتليفزيون إسلامي وراديو إسلامي. في هذا الوقت ها هو اتحاد الناشرين يسعي وبكل قوة لأسلمة الملكية الفكرية. أقسم بالله العلي العظيم أنني لم أفهم ولم أستوعب الغرض من هذا التطور الخطير.
صدق أو لا تصدق. ولكن هذا الذي حدث. توجه اتحاد الناشرين المصريين بطلب فتوي رسمية من دار الإفتاء. حول حكم طباعة ونشر وتوزيع كتاب لمؤلف أو دار نشر تمتلك حق نشر هذا الكتاب بأي صورة من الصور المقروءة والمرئية والمسموعة والإلكترونية. وقد استجابت دار الفتوي والتشريع لهذا الطلب رغم وجود مفت مستنير هو الدكتور علي جمعة. والمحزن أن الفتوي اعتبرت أن الأثر الأدبي ملكية خاصة. لا يجوز الاقتراب منها.
وكنت أتصور أن الصديق المفتي. سيرد عليه علي طلب الفتوي بالقول أن القوانين المصرية بها ترسانة من القوانين التي تضمن الملكية الفكرية. ثم ما دخل دار الفتوي. ومفتي الديار المصرية بفتوي من هذا النوع. كنت أتصور أن عمل الناشر لا يمكن أن يزدهر إلا بشرط الحرية. ولكن ها هو اتحاد الناشرين يسعي للبحث عن قيود. والقيود هذه المرة من النوع الديني. بل لو حتي صدرت هذه الفتوي بطلب جهة أخري غير اتحاد الناشرين. فالمتوقع من هذا الاتحاد أن يرفضها بشكل جماعي وعلي أساس فردي. ثم إنه بعد صدور هذه الفتوي الغريبة والخطيرة معاً. لم أجد أي ردود أفعال لدي المؤلفين الذين يتعاملون مع الناشرين لأن اتحادهم هو الذي سعي لاستصدار هذه الفتوي. ثم هل من المعقول أن يطلب اتحاد الناشرين مثل هذه الفتوي تحت رئاسة ناشر مستنير هو محمد رشاد؟
2- جمال الغيطاني سلامتك
الحاج صلاح دبوس هو الذي اتصل بي أولاً. ومن بعده جاء صوت عزت القمحاوي يبلغني الخبر. ومن قبلهما بركسام رمضان. جمال في العناية المركزة بمستشفي البرج. والبرج هو برج الأطباء الشهير والمعروف. تسأل عنه فيقولون لك إنه المواجه لمسجد فريد شوقي. وفي الحقيقة فهو مسجد عبد الرحمن الكواكبي. ولذلك قصة لا مكان لها الآن.
كنت قد نزلت من منزلي مبكراً في التاسعة والنصف. لعلي ألحق الدكتور محمد صابر عرب. فأسافر معه إلي رملة الأنجب لأشيِّع محمد عفيفي مطر لمثواه الأخير. كنت متأكداً من سفر صابر عرب. فأنا أعرف ما بينهما. لكني وصلت الهيئة بعد أن كان في الطريق إلي هناك. وهكذا حرمني الحدث الطارئ من أمر كنت أحب القيام به. فأنا أفرق بين تشييع الجنازة وحضور العزاءات في السرادقات. الأول عمل إنساني صرف والثاني أقرب للوجاهة الاجتماعية.
ما إن وصلت إلي برج الأطباء حتي تذكرت أنني جئت إلي هنا قبل سنوات. ولزيارة جمال الغيطاني مع بداية متاعبه الصحية مع القلب. كان من المفروض أن يجري قسطرة في القلب. وأنا في طريقي إلي المستشفي الواقعة علي تخوم العجوزة وأول المهندسين. فكرت في المرور علي نجيب محفوظ في بيته. ما إن عرف طريقي. حتي قرر الذهاب معي. مع أنه من النادر أن يغير ارتباطاته. ويبدل خطوط سير حياته. لم يفعل هذا حتي ولا يوم نوبل.
وصلت إلي المركز. ودخلنا إلي الرعاية المركزة. ومن ورائنا جاءنا صوت يأمرنا بالخروج لراحة المرضي. وأن الدخول هنا ممنوع. نجيب محفوظ غضب مني لدخولنا مكاناً ممنوعاً. وأنا السبب لأن نظره ضعيف. واتجه لباب الخروج فوراً. استدرنا لصاحب الصوت. من لامنا بسبب الدخول. ما إن رآنا وجهاً لوجه وتعرف علي نجيب محفوظ الذي كان يراه لأول مرة في حياته. حتي تحول وجهه لابتسامة مضيئة. تبعث علي الأمل: كان عبقري القلب المصري الدكتور جلال السعيد. وتمر السنوات وأجد نفسي الأسبوع الماضي لحظة خروجي من مستشفي برج الأطباء وجهاً لوجه مع جلال السعيد. آتياً من المنصورة لمتابعة حالة المريض الذي أصبح صديقاً له.
أتذكر الآن أن روايتي: 24 ساعة فقط. أرتل العبارة الأولي منها. التي تقول: لأن الله سبحانه وتعالي كان يريد أن تصل رحمته لكل إنسان علي الأرض خلق الأمهات. عندما شاهدت جلال السعيد. عدلت العبارة التي بدأت بها روايتي في ذهني. فأصبحت: لأن الله سبحانه وتعالي أراد أن تصل رحمته لكل البشر. خلق الأطباء. ولأن الله أراد رحمة مرضي القلب من المصريين وما أكثرهم. فقد خلق لهم جلال السعيد. وهكذا دخلت المستشفي في صحبته.
والجديد في مزايا جلال السعيد. أنه يستمع أكثر مما يتكلم. وعندما يتكلم يستفيض في شرح حالة المريض. لأنه يريد إشراكه معه في معرفة حاله. وأيضاً الاشتراك في العلاج. قال لي إبراهيم أصلان إنه في بداية رحلته مع متاعب القلب. كانت نقطة البدء مع جلال السعيد. وشهد له بالكفاءة المهنية والحضور الإنساني النادر. ثم تكررت زياراتي للمستشفي علي مدي يومين قضاهما جمال فيه. كلما ذهبت وجدت فريدة الشوباشي آتية من «آخر الدنيا». حريصة علي أن تكون موجودة. وصديقنا الأكبر محمد الخولي. صاحب الابتسامة الحلوة والكلمة الأكثر حلاوة.
خلال فترة المرض تلقيت اتصالات بهاء طاهر وإبراهيم أصلان كانت الاتصالات كثيرة. بهاء يتكلم من مكان عام وحوله الأصدقاء. ولأنه إنسان أليف ومحب للحياة. ينقل لك تحيات من معه: عبد الله السناوي، يحيي قلاش، جمال فهمي. إبراهيم أصلان باتصالاته الليلة. كائن ليلي هو. ومثل كتاباته يعتمد علي المختصر المفيد في السؤال والجواب.
الأستاذ هيكل يتصل منزعجاً من الساحل الشمالي وما أندر اتصالاته وسببه انزعاج الأستاذ هيكل هو التوسع في نشر أخبار المرض. قال لي إن جمال لا بد وأن يراعي أن ابنه وابنته خارج مصر وأن هذا النشر قد تكون له عواقبه الصعبة بالنسبة لماجدة التي تعالج في الولايات المتحدة الأمريكية. طمأنته أنهم علي علم وعلي اتصال دائم ومستمر به. وأن عنصر المفاجأة لا وجود له لأنه أخبرهما بالأمر كاملاً قبل دخول المستشفي.
كلما اتصل عبد الرحمن الأبنودي بجمال في المستشفي اكتشف وجودي. ولذلك عندما علم بخروج جمال من المستشفي. عبر عن الموقف بنكتة: يبدو أن جمال قرر الهجرة من المستشفي لكثرة وجود يوسف القعيد فيها. والأبنودي بقدر ما هو شاعر حزين فإنه إنسان فكه. ومن مبدعي النكتة المصرية. لا أنسي أسئلة أماني فؤاد وميسون صقر وشعبان يوسف وعماد أبو غازي وأمين ريان وأحمد العابدي وسيف سلماوي وأحمد الزيادي وحسن ناصر وصلاح عيسي. أما صديقنا سمير فرج فقد قال لي إنه سيحضر من الأقصر وأنا الذي حاولت منعه من ذلك. من المستحيل كتابة أسماء من اتصلوا. فهم كثيرون لدرجة قد ترهق الكاتب والقارئ معاً.
انشغالي بأمر جمال منعني من الوفاء ببعض الالتزامات وذلك ليس من طباعي. أخلفت موعداً مع الصحفية سلوي عبد الحليم. ولم أحضر حفل توقيع رواية ريم بسيوني الجديدة. الصادرة عن دار الآداب في بيروت. قالت لي ريم إن رنا إدريس ستحضر من بيروت لحضور حفل التوقيع. ولم أتمكن من حضور حفل زفاف نجل محمد رشاد. وهذه ثاني مرة أضطر لأن أخلف موعدي معه. ومحمد رشاد إنسان عذب وجميل لا يتعامل مع الناس باعتباره ناشراً. ولكن كصديق. يجاملك ويقف بجانبك وتسبق العلاقة الإنسانية أي اعتبارات أخري. يفعل هذا محمد رشاد حتي لو لم تكن بينك وبينه علاقة تعامل أونشر.
3-نقيب المحامين يصادر كتاباً عن الأزمة
هل من المعقول أن يصادر نقيب المحامين كتاباً حتي لو كان يتكلم عن الأزمة الأخيرة؟ كنا نقول عن نقابة المحامين أنها بيت الأمة وقلعة الدفاع عن الحريات. ليس حريات المحامين. ولكن حريات المجتمع المصري كله. وكنت أتصور أن هذه النقابة هي الحصن الأخير في الدفاع عن الحريات. لكني عندما قرأت في جريدة الفجر خبراً علي الصفحة الثانية يقول إن نقيب المحامين منع كتاباً من النشر لم أصدق نفسي أبداً.
كتب كمال مراد: في الوقت نفسه اشتعلت عدة أزمات أخري، بين حمدي خليفة وإبراهيم إلياس، مقرر لجنة الشئون السياسية، كان أولها رفض خليفة، طرح كتاب يتضمن تحقيقات النيابة في قضية طنطا، تحت اسم «نكسة 2010» تحقيقات النيابة في قضية النقابة. وهو الكتاب الذي قام إلياس بطباعته وتجهيزه. وقام بالدعاية له، عن طريق رسائل المحمول بين المحامين، بسعر 8 جنيهات للنسخة الواحدة، وهو ما رفضه خليفة الذي يسعي لتهدئة الأوضاع.
في تصوري أن المربع رقم واحد في هذه المحنة يعود إلي تدخل الحزب الوطني الحاكم في انتخابات النقابات والنوادي. أنا لا أقلل من حرية الحركة السياسية سواء في نقابة المحامين أو نادي القضاة. ولكن من المؤكد أن هناك تدخلاً حدث. شعر الحزب الوطني بالقلق من وجود سامح عاشور في نقابة المحامين. ومن وجود المستشار زكريا عبد العزيز في نادي القضاة. وقرر عمل الممكن والمستحيل حتي يأتي بوجهين جديدين لا يكونان ضد الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وهكذا وصلنا إلي المربع الذي نقف فيه. أيهما أفضل للدولة. نقابة محامين معارضة ونادي قضاة نشط وقريب من نبض المجتمع المصري. أليس ذلك أفضل من الوضع الراهن؟ حاولوا أيها السادة الابتعاد عن القشور وعن السطح وغوصوا في الأعماق لكي تدركوا السبب الجوهري للمحنة التي نعاني منها. وهي جزء من علل ومحن أعمق توشك أن تصل بمصر إلي الفوضي غير الخلاقة.
4-معتزة صلاح عبد الصبور
قال لي عبده جبير أن معتزة ابنة صلاح عبد الصبور ذهبت إليه في مكان إقامته الريفي بالفيوم. وهو مكان لا حد لجماله. هذه العبارة من عندي ولم يقلها عبده جبير. فقد شاهدت المكان عندما ذهبت إلي الفيوم منذ ثلاث سنوات عضواً في لجنة تحكيم مهرجان سينمائي كان يقام هناك. وأن معتزة - يكمل عبده جبير - ذهبت لكي تتفرغ لوضع كتاب عن والدها صلاح عبد الصبور. الذي يحتل حبة الفؤاد ويسكن المكان الأخضر من قلبي حتي آخر يوم في عمري. وما تقوم به معتزة مطلوب ومهم ولا بد من إنجازه. وجميل عبده جبير علي العين والرأس.
بهذه المناسبة أقول أن سميحة غالب زوجة صلاح عبد الصبور اتصلت بي بعد رحيله وقالت لي إنها تكتب كتاباً عنه. وأن الكتاب عنوانه: في ظل شاعر عظيم. وماتت بعد موته ولم نعثر علي الكتاب. هناك من قالوا إن شاعرين من شعراء مصر - لن أكتب اسمهما وهما يعرفان نفسيهما - أخذا الأوراق التي تركها صلاح عبد الصبور. ومن ضمنها كتاب سميحة غالب عن صلاح عبد الصبور. لن أبكي علي اللبن المسكوب وأنتظر كتاب معتزة عن والدها. التي عرفت منها عندما قابلتها لآخر مرة أنها معنية بمتابعة أصداء والدها وشعره وما يكتب عنه كلمة. ونحن في انتظار كتاب معتزة: أبي صلاح عبد الصبور. أو صلاح عبد الصبور أبي.
5- إليها :يا أنا .. هوس التعمق
والآن هل أكتبني؟! هل أتوقف أمام الطفل النائم في أعماقي. والذي لم أنجح في استبداله بمراهق أو رجل. نهمي للاكتشاف ربما دفع بعض المتربصين - وما أكثرهم - أن يهمسوا أمامك من وراء ظهري. هذا ساذج. لم يخرج من قريته حتي الآن. توهم أنه ابن مدينة مع أن ريفية سلوكه وفلاَّحية نظرته للحياة ما زالت العنوان الأبرز والسلوك المعلن. سطوحة براقة ولكن أين هي الأعماق؟! في الأعماق الأصداف واللآلئ ولكن علي الأسطح تطفو الجثث الميتة معلنة عن موقفها.
كنت أتوغل مع ما أراه دون غش. قمت بمحاولة مستحيلة للعودة إلي بياض البراءة الأولي. تركت قرية البساطة وما تركتها، توهمت أنني غادرتها مع أنني مغروس في طينها. اكتشفت مؤخراً ملازمة الإحساس الأول لي الذي جئت به من قريتي قبل سنوات بعيدة. إن الإنسان لا يستطيع استبدال قرية طفولته وصباه بمدينة مراهقته وشبابه ورجولته. هذا إن نجحت في تنحية أشباح الكهولة القادمة عن مشهدنا. لا ينجح الإنسان في استبدال قرية ماضية بمدينة حاضرة.
هل آن أوان الاعتراف؟ وجودك جعلني أنظر في وجودي. جمالك جعلني أري «عاديتي". في الليل قرأت عبارة لجورج برناردشو تقول: الجمال الخارجي عاصفة حقيقية ولكن عمرها قصير. حاشا لله أن أقصد جمالك بهذا القول الغادر. لا بد وأن قائله كان عدواً للمرأة. جمالك أزلي أبدي.. وليذهب سؤالي للجحيم بأقواله. ثم إن شو يتكلم عن جمال الأغلفة. جمال الفتارين. أما جمال الروح فتلك حكاية أخري.
6- غرفة المطالعة:
من أجمل قراءات الأسبوع قصيدة للشاعر أحمد مطر. عنوانها:
تجمّل
ليس لها جذور
وليس في تكوينها
ما يبعث الغرور.
فلا علي أجسادها
شوك يباعد الأذي
ولا لها أي شذا.
لكنها لا تستنيم مطلقاً
لسطوة المقدور.
تنشد، كالزهر، جمالاً كاملاً
فإن غلا
فازت به تجمُّلا.
لو فاتها الصعب.. فلا
يفوتها الميسور.
تلك الزهور لم تكن من جنسها
لكنها وهي تدور حولها
تبدو زهوراً مثلها
فتعجز الأعين إذ ترنو لها
أن تعرف الحُر من المأسور!
تعدو الفراشات علي نسائم البكور
هامسة للنور:
لو أننا لم نتجمل أبداً
لضاع عمرنا سدي
في لُجَّة الديجور.
نحن إذاً لم نستطع
أن نملك العطور
فحسبنا أن نرتدي ملابس الزهورّ
7- عطر الأحباب
1- الدين لله والوطن للجميع
في اتصال جميل من الصديق محمد القدوسي. قال لي إن عبارة الدين لله والوطن للجميع كانت جزءاً من ترويسة مجلة: نفير سوريا. أول عدد صدر في سبتمبر سنة 1860. وآخر عدد في أبريل 1861. أي أنها لم تكمل سنة واحدة من عمرها. أصدرها بطرس البستاني. المولود سنة 1819. والمتوفي سنة 1883. في حين أن مكرم عبيد الذي تصورت أنه صاحب العبارة مولود سنة 1889. أي بعد صدور نفير سوريا ب 29 سنة. وجمال عبد الناصر الذي تصورت أنه صاحب العبارة. مولود سنة 1918.
شكراً لمحمد القدوسي. شكراً لإيجابيته ودقة معلوماته ومبادرته وأكثر الله من أمثاله.
2- لحكاية جمال حمدان بقية:
لن أستطيع تدوين الاتصالات التي جرت بخصوص صفة الأسبوع الماضي عن أسرة جمال حمدان. واتهام الموساد الإسرائيلي باغتيال جمال حمدان. سواء من الذين رفضوا ما قالته الأسرة. أو من أيدوه.
لكن المهم أن للحكايات بقية. نكملها في الأسابيع الباقية إن كان في العمر بقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.