كشفت وثائق رئاسية أمريكية تم نشرها الجمعة الماضية عن فشل المخابرات الأمريكية وعلي رأسها جهاز استخبارات ال«دي آي إيه» التابع لوزارة الدفاع بواشنطن «البنتاجون» في توقع الهجوم المصري السوري علي إسرائيل في 1973، وفقاً لما أوردته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في تقرير لها أمس. وقالت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لخبيرها العسكري «أمير أورون» إنه قبيل ساعة واحدة فقط من نجاح المصريين في عبور قناة السويس وهجوم السوريين علي هضبة الجولان فشل جهاز المخابرات التابع لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون ال«دي آي إيه» في توقع الهجوم المزدوج من كلا البلدين لتحرير أراضيهما المحتلة عام 1967. وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الوثائق التي كشفت الفشل الأمريكي في توقع نية كل من القاهرة ودمشق في الهجوم علي إسرائيل تم نشرها لأول مرة مساء أمس الجمعة من قبل المكتبة الرئاسية بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهي المكتبة التي تم إنشاؤها لتخليد ذكري «ريتشارد نيكسون» رئيس الولاياتالمتحدة الأسبق وفقاً للصحيفة. وتحتوي الوثائق وفقاً لهاآرتس علي معلومات تكشف انجراف المنظومة الاستخباراتية الأمريكية، وعلي رأسها جهاز ال«دي آي إيه» وراء وجهة النظر الإسرائيلية حول مدي تفوق الإسرائيليين وضعف الجانبي المصري والسوري، وهي وجهة النظر التي تبنتها شعبة الاستخبارات العسكرية بتل أبيب «أمان» برئاسة اللواء «إيلي زاعيرا» رئيس الشعبة وقتها ، موضحة أن «زاعيرا» استبعد هجوم مصري سوري علي تل أبيب، واعتبر أن مثل هذا الهجوم «هجوم انتحاري» كما أوضحت هاآرتس أنه قبيل ساعة من عبور قناة السويس ودخول السوريين لهضبة الجولان، وبعد تحذيرات إسرائيلية لواشنطن، أكد ضباط المخابرات بالبنتاجون عدم وجود مؤشر أو أدلة علي قدرة المصريين علي عبور القناة، كما نفوا وجود تنسيق بين كل من القاهرة ودمشق حول الأمر، موضحين عدم وجود أية معلومات استخبارية عن تحركات من هذا النوع. وأضافت الصحيفة العبرية أن تأكيدات المخابرات الأمريكية تسببت في تهدئة سلاح الجو الإسرائيلي، وأرجأت شن هجوم كان مخططاً له علي الجانبين المصري والسوري. وأضافت الصحيفة أنه برغم الهجوم المصري والسوري ظلت المنظومة الاستخباراتية الأمريكية منساقة وراء التضليل الإسرائيلي بشأن الحرب، وانجرفت وراء مظاهر الشعور بالنصر المزيفة التي قام ببثها قادة تل أبيب وعلي رأسهم «موشي ديان» وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها. وأشارت هاآرتس إلي احتواء الوثائق المنشورة مؤخراً علي تقرير بعثه «سمحا دييتس» السفير الإسرائيلي بواشنطن إلي «هنري كيسنجر» مستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها بتاريخ 3 من مايو 1973، وهو التقرير الذي تضمن تحذير الملك «حسين» عاهل الأردن ل«جولدا مائير» رئيس وزراء إسرائيل السابق من قيام الجزائر والسودان والمغرب والسعودية بإرسال قوات برية وجوية لمصر وسوريا استعداداً لتحرك عسكري مرتقب