تحولت جلسة عن الحركة الشيوعية والنظام الناصري، التي عقدت في حزب التجمع أمس الأول الخميس بعنوان «شهدي عطية والحركة الشيوعية المصرية» إلي ساحة خلاف بين عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان وأغلب الحضور الذين تقدموا ببعض الملاحظات علي ورقة عمل شارك بها الدسوقي في الجلسة. وأثارت طريقة تعامل الدسوقي مع المداخلات استياء الحضور، في حين احتج الدسوقي علي المعقب الرئيسي للجلسة صلاح العمروسي الباحث والكاتب اليساري قائلاً بحدة: لابد أن يكون المعلق أما أكبر سناً أو أرقي علماً وهما أمران يفتقدهما العمروسي، كما رد علي إحدي المداخلات التي تقدم بها العامل حمدي حسين بقوله: اشمعني أنت هي جات عليك. وهدد الدسوقي بالانسحاب قائلاً: لم أحضر مؤتمراً شعبياً ولا سياسياً ولا أسمح بأي تعليقات من القاعة في إطار المناظرات السياسية أو الشعبية من بين النقاط التي أثارت غضب الحضور، التي تضمنتها ورقة العمل وصفها إضراب عمال كفر الدوار الذي وقع بعد ثورة يوليو بعشرين يوماً بأنها «أحداث شغب»، وقول الدسوقي: إن أحداث شغب وقعت في شركة مصر للغزل والنسيج الرفيع بمدينة كفر الدوار، حيث قام عمال الشركة بإشعال النيران في سيارات الشركة وأحرقوا مكاتب الإدارة، كما أسفرت الاشتباكات بين العمال ورجال الشرطة والمطافئ عن مقتل جنديين من الجيش وعسكري بوليس وثلاثة من العمال وتم تقديم قادة الشغب خميس والبقري إلي المحكمة العسكرية التي قضت بإعدامهما. وحملت الورقة التي قدمها الدسوقي كثيراً من النقد والهجوم علي الحركة الشيوعية المصرية ولم يبرز أي موقف نضالي مارسته الحركة، كما أنه حملها المشكلات التي وقعت بينهم والنظام الناصري، مؤكداً أن جمال عبدالناصر كان أقرب إلي اليسار منه إلي اليمين وكان علي الشيوعيين أن يتعاملوا معه لا أن يخاصموه ويدمغوه بالفاشية لمجرد أنه عسكري، وتابع: الآن في ظل سيطرة الحكومة علي الحياة الحزبية بعد أن أفرغتها من مضمونها وحولت الأحزاب إلي فروع لها، فماذا ننتظر من حزب راديكالي ويقصد التجمع يعمل بموافقة الحكومة التي تمنحه مقراً ومالاً ويباشر نشاطه تحت رحمة قانون الطوارئ، ويتم استقطاب قياداته للتعيين في مجلس الشوري، الذي وصفه ب «الصوري». من جانبه قال عبدالغفار شكر المفكر اليساري إن هناك 4 حقائق حكمت العلاقة بين نظام يوليو والشيوعيين أولاها استيلاء الضباط علي السلطة، ثانياً: انقسام الحركة الشيوعية، ثالثاً: نظام الحزب الواحد الذي حاول النظام الناصري فرضة، رابعاً: أن صعود اليسار المصري كان نتيجة موضوعية للتقدم الاقتصادي والاجتماعي والحركة التنموية التي شهدتها الفترة الناصرية، وبتوقف التنمية تراجعت الحركة اليسارية