رغم محاولات احتواء الخلاف التاريخي بين الناصريين والشيوعيين بسبب «ثورة يوليو» إلا أنه ما كاد يختفي حتي يعود للظهور مجددًا إذ شن د. عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ هجومًا حادًا علي الشيوعيين واتهامهم بابتداع الخلاف مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اعتمادًا علي مبدأ «فيها لاخفيها». وأوضح الدسوقي خلال الندوة التي عقدها ببيت اليسار حول الحركة الشيوعية في مصر أن هذه الرؤية تسببت في نشوب خلافات ومشاورات بينه وبين قيادات حزب التجمع التي رفضت هذه الاتهامات الموجهة للحركة الشيوعية في مصر واصفًا الشيوعيين بأنهم طلاب سلطة وليس طلاب أهداف لأن الأهداف قام عبد الناصر بتحقيقها بالفعل باعلان الثورة، مؤكدًا أن تركيبة الشخصية الشيوعية تتسم «بالانا» وهذا ماجعلهم يبادرون بمعاداته باتخاذ أزمة العمال بكفر الدوار زريعة لاصطناع الغلاف التاريخي، لافتًا إلي أنه من الطبيعي أن يكون لعبد الناصر ردة فعل لأن أي سلطة تدافع عن نفسها ضد اعدائها ومنافسيها فلا مجال للخلاف في السياسة، واصفًا الشيوعيين بأنهم مجموعة لا تريد أن تتصالح مع التاريخ رغم أن عبد الناصر كان أقرب لليسار منه إلي اليمين وهو ما يظهر جليا في انجازات الثورة التي حرصت علي الاصلاح الزراعي والنقابات العمالية والتعليم وغيره. وكان عدد من أعضاء حزب التجمع الحاضرين للقاء قد رفضوا خلال الندوة فاذهب إليهم الدسوقي. ومن جانبه علق أحمد حسن أمين عام الحزب الناصري قائلاً من حق أي ناصري أن يعبر عن رأيه وأن هذا الخلاف موجود بالفعل وهو رأي التيار الناصري بأكمله ولكنه لا يعني قطع حبال التواصل مع الأحزاب الأخري حول القضايا السياسية.