شهدت مصر في الفترة الأخيرة موجة حارة صاحبتها مشكلة شعر بها الجميع وهي مشكلة انقطاع التيار الكهربائي ومع أن مصر من الدول المنتجة للكهرباء بصورة كبيرة، ومعروف أن قطاع الكهرباء في مصر من القطاعات القليلة الذي يتميز بقلة المشاكل فيه ومع ذلك مع موجة الحر وانقطاع التيار أصبح كل بيت في مصر يتحدث عن كثرة انقطاعات الكهرباء وبخاصة أيام الحر الشديد لايجد الناس أمامهم إلا تشغيل المراوح عند الطبقة الفقيرة والمتوسطة وتشغيل المكيفات عند الطبقة العليا وبما أن العقد شريعة المتعاقدين وأن هناك عقداً مكتوباً بين وزارة الكهرباء في مصر والمستهلكين وهذا العقد يلزم وزارة الكهرباء بإمداد المستهلك بالتيار الكهربائي مقابل جزء من المال فلذلك كان صراخ الناس في كل مكان وتوجيه أصابع الاتهام إلي الوزارة بالإهمال في إمدادهم بالكهرباء ورغم أن الوزارة خرج متحدثها الرئاسي ليؤكد أن ساعات الذروة في مصر «وهي الساعات التي يزداد فيها الاستهلاك وهي في الغالب من 8 ل10 مساء» تلك الساعات هي التي ينقطع فيها التيار نتيجة زيادة الأحمال في تلك الفترة ومع ذلك لم يقتنع الناس ووجهوا أسهمهم إلي الوزارة مؤكدين أنهم مستهلكون يدفعون ما يطلب منهم وعلي الوزارة أن تضع كل إمكاناتها الفنية لعدم تكرار ذلك ونحن هنا لابد أن نتساءل إلي أي مدي مسئولية وزارة الكهرباء عن انقطاع التيار الكهربي في الأيام الأخيرة.. أولاً لا يمكن لأحد أن ينكر أن الطاقة الكهربائية في مصر ازدادت بدرجة عالية لمواجهة الاستهلاك ولابد أن نذكر أن محطات التوليد التي أقيمت أخيراً في مصر هي محطات عملاقة عالية التكاليف وصلت إلي المليارات من الجنيهات وهي مسألة مهمة يجب أن يعرفها جمهور المستهلكين ولكن السؤال المهم برغم إنشاء كثير من تلك المحطات مازالت أوقات الذروة تسبب مشكلة في مصر وتتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، ويؤكد خبراء الكهرباء في مصر أنه من المستحيل أن تقام محطات لتوليد الكهرباء فقط لوقت الذروة لأنه ليس من العقل ولا من المنطق ولا دراسات الجدوي أن تدفع مليارات لساعات قليلة في أيام قليلة ولكن من المهم أن يعلم الناس في مصر أن ما حدث من انقطاع التيار الكهربائي في الفترة الأخيرة كان بفعل فاعل والفاعل هم أغنياء مصر لأن الإحصاءات الرسمية الأخيرة تؤكد أن الارتفاع الملحوظ لأجهزة التكييف المشتراة في الفترة الأخيرة واستعمال تلك الأجهزة يرفع الكهرباء بصورة كبيرة وهناك اقتراحات من بعض الخبراء لمحاولة حل المشكلة أولها علي المدي الطويل هي محاولة تغيير ثقافة الناس في مصر في استعمال الكهرباء سواء من حيث استعمالها في أوقات ليست مناسبة مثلاً بالنهار والاستعمال الكثير لها بفتح اللمبات بالليل والنهار في المنازل ويؤكد الخبراء أن علي الشعب أن يشارك بتلك المسئولية لحل هذه الأزمات ومع أن الناس تشتكي من أسعار الكهرباء يري بعض الخبراء أن انخفاض أسعار الكهرباء في مصر هو السبب في زيادة الاستهلاك ويؤكدون أن أسعار الكهرباء أقل من أسعار المياه والتليفونات وثانياً يري الكثير من هؤلاء الخبراء أن علي الوزارة أن تتوسع في مشروع اللمبات الموفرة لأنها تؤدي في النهاية إلي حل جزء كبير من مشكلة زيادة الأحمال ولابد أن يكون هناك ترشيد إجباري للكهرباء علي الطرق العامة وهذه طريقة قصيرة المدي باتفاق بين وزارة الكهرباء والمحليات في المحافظات وسيؤدي ذلك إلي نتائج فورية وبخاصة أكثر الطرق في مصر لا تضاء فقط ليلاً ولكن للأسف الكثير منها يضاء نهارا ولذلك لابد أن نواجه تلك الظاهرة الخطيرة التي ظهرت في الفترة الأخيرة وهي ظاهرة المساجد المكيفة وقد انتشرت بصورة واضحة في كل أرجاء مصر حتي وصلت القري وهذه تمثل أحمالا إضافية مما يؤدي إلي انقطاع الكهرباء. ولابد أن تواجهها وسائل الإعلام المختلفة لأنها ضيف ثقيل يأتي إلي المحولات الرئيسية في المدن والقري بدون معرفة مسبقة مما يؤدي إلي زيادة الأحمال وانقطاع الكهرباء.. لابد أن يعلم الجميع أننا أمام مشكلة الحل فيها هو تكاتف الجميع حكومة وشعباً لحلها.