الله يرحم تلك الأيام التي لم أرها أو أعاصرها أو أعيشها أو أسمع عنها سوي من خلال أفلام زمان الأبيض وأسود.. تلك الأيام التي كان «محمد فوزي» فيها قادراً علي الجمع بين حب الثلاثة.. «فاطمة و«ماريكا» و«راشيل».. في فيلم عربي بدون أن يذهب إلي المحكمة.. تلك الأيام التي كان المجتمع المصري نفسه فيها قادراً علي استيعاب الثلاثة بدون أي غضاضة أو تفرقة بينهم طالما أنهم جميعاً ينتمون إلي نسيج الوطن.. تلك الأيام التي كان فيها شعار الدين لله والوطن للجميع.. شعاراً بجد.. مش شعار كده وكده كما هو الحال اليومين دول.. الآن.. إذا أراد «محمد فوزي» تكرار قصة الحب الثلاثية تلك أعتقد أنه سوف يفشل تماماً.. حيث أنه من المؤكد أن أهل «فاطمة» لن يسمحوا بذلك علي أساس أنه حب إيه وكلام فارغ إيه بالإضافة إلي أن «فاطمة» أصلاً زمانها خلاص اتنقبت.. بينما أهل «ماريكا» أيضاً لن يسمحوا بذلك علي أساس أنه مشرحة الفتنة الطائفية مش ناقصة قُتَلَة.. والبلد مش ناقصة مظاهرات قد يكون من شأنها تمزيق الحتة الصغنتوتة الناقصة من حصيرة الوحدة الوطنية أساساً واللي ما هياش ناقصة تمزيق.. أما فيما يخص «راشيل».. فالبلد ماعدش فيها يهود أصلاً.. و«راشيل» زمانها تطوعت من زمان في جيش الدفاع الإسرائيلي.. وفي حالة عدم حدوث شيء من هذا.. فإن الفيلم نفسه لن يخرج إلي النور بسبب كل تلك القضايا التي سوف يرفعها الجميع عليه في كل المحاكم.. لنتأكد أنه بالفعل.. الدين لله.. والوطن.. تقريباً لله هو كمان!