يتصور الأوغاد من عصابات الإرهاب، أنهم -بجريمتهم الحقيرة فى سيناء- سوف يبثون الخوف فى النفوس، أو أنهم سوف يثبتون قدرتهم على البقاء. ولكنهم واهمون.. فنحن نعرف جيدًا أن ما يفعلونه لن يمنع النهاية الحتمية لهذه العصابات. وهم يعرفون أنهم يواجهون شعبًا تعوَّد على قهر التحديات، وجيشًا لن يتوقف إلا بعد استئصال كل جذور الإرهاب من أرض مصر، ودولة ستظل صامدة فى وجه الإرهاب ومن يدعمونه فى الداخل والخارج، وستظل قادرة على هزيمة كل المؤامرات على مصر وثورتها، وستظل -كما كانت دائمًا- مثالاً لوطن لا يعرف التطرف، ومنارة لإسلام هو السماحة والاعتدال والمحبة والسلام فى أسمى معانيها. منذ بداية المواجهة مع الإرهاب المنحط، قلنا إننا فى حرب حقيقية وإن علينا أن نوحد صفوفنا وأن نضع خططنا على أساس أن المعركة طويلة، وأن الخطر حقيقى. لم نكن فى حاجة إلى ما قاله البلتاجى على منصة «رابعة» لكى نعرف العلاقة الوثيقة بين «الإخوان» وباقى عصابات الإرهاب التى خرجت من عباءتها. ولم يكن خافيًا كيف انفتحت كل الأبواب أمام جماعات الإرهاب فى عام حكم الإخوان الأسود، وكيف جاء الآلاف من الإرهابيين ليستوطنوا سيناء، وليوجدوا حتى فى قصر الرئاسة! ولم يكن سرًّا الدعم الذى وفرته جماعات ودول -وما زالت- لإخوان الإرهاب لكى يواصلوا مهمتهم فى ضرب استقرار مصر وتعطيل تقدمها واستنزاف قوتها ومحاولة نشر الفوضى فى أراضيها. ولظروف عديدة لم تحكم الدولة فكرة أننا فى حالة حرب، حتى جاءت العمليات الغادرة فى سيناء أول من أمس لتكون جرس إنذار لم يعد ممكنًا تجاهله مع هذا التطور الخطير فى الإرهاب، والذى يستدعى مواجهة غير تقليدية وإجراءات استثنائية بدأت بإعلان الطوارئ وحظر التجوال فى بعض مناطق الخطر فى سيناء.. كخطوة أولى لا بد أن تتلوها خطوات لحسم الموقف ودرء الخطر. فى ظل حالة الحرب الحقيقية التى نخوضها.. لم يعد ممكنًا استمرار استنزاف إخوان الإرهاب لقوى الدولة فى عمليات تخريب وتدمير وزرع قنابل واستهداف المواطنين ورجال الأمن، بينما أذرعهم الأخرى ترتكب المذابح فى سيناء وتعلن الحرب على الدولة والجيش والشعب. وفى ظل حالة الحرب التى تعيشها لم يعد ممكنًا أن يتقبل المواطنون أن لا تتحقق العدالة الناجزة أو يتأخر القصاص العادل بالقانون.. لأن البديل أن ينفجر بركان الغضب فى النفوس بكل آثاره الخطيرة. فى ظل حالة الحرب التى نعيشها يقف الشعب بكل تياراته السياسية وفئاته الاجتماعية وراء قواته المسلحة وأجهزة الأمن حتى يتم اجتثاث الإرهاب من جذوره. دماء الشهداء تجمع الكل طلبًا للثأر وإنقاذًا للوطن. ومصر التى توحدت تحت راية الثورة، تعرف جيدًا كيف تتوحد فى مواجهة الخط. رحم الله شهداءنا، ولتسلم مصر وتبقى وطنًا للخير، وشعبًا يضع الحضارة وينير الطريق ويصد جحافل الظلام، وجيشًا يحمى الوطن وينحاز لإرادة الشعب، ودولة لا تفرط فى شبر من ترابها ولا فى قطرة دم شهيد من أبنائها. المجد للشهداء، والعار للقتلة، والوعد بالثأر دَيْنٌ فى أعناقنا، والثقة بالنصر لا حدود لها ما دمنا معًا فى حرب لا خيار لنا فيها إلا النصر، ولا طريق لنا إلا الوحدة، ولا هدف لنا إلا سحق الإرهاب وهزيمة المؤامرة.