«التضامن»: في مقدمة المخاطر والويلات التي تشهدها المنطقة الحرب الإسرائيلية على غزة (تفاصيل)    18986 شخصًا تقدموا إلى مسابقة وظائف معلم مساعد مادة في يومها الأول    وفد اليونسكو يزور معهد الموسيقى العربية ويتفقد متحف الآلات ومقتنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب    انطلاق الامتحانات العملية بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر.. صور    العمل: إطلاق حملة "معاً نحو بيئة عمل آمنة" بمجمع إعلام بورسعيد    وكيل «تعليم مطروح» يشارك تقييم مسابقة إنتاج الوسائل التعليمية المبتكرة بإدارة العلمين    رئيس إسنا يكشف موقف عمليات رصف شوارع المدينة ب"الخطة الاستثمارية".. صور    تراجع سعر الدولار اليوم الأربعاء 15-5-2024 مقابل الجنيه بمنتصف التعاملات (تحديث)    بالصور| محافظ الجيزة: رصف طريق البراجيل أسفل محور 26 يوليو الجديد    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    جهاز تنمية مدينة الشروق: قرعة علنية للمساحات التي تم توفيق أوضاعها بمنطقة الرابية    إطلاق صاروخ من جنوب لبنان تجاه مستوطنة الجليل الأعلى    شكري: مصر ترفض محاولات لي الحقائق من إسرائيل وإلقاء المسؤولية على الآخرين    وزير الخارجية: تحركنا نحو محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في غزة    بالفيديو.. غناء وعزف أنتوني بلينكن في أحد النوادي الليلية ب"كييف"    صراع شرس في دفاع الأهلي لدخول حسابات كولر بالنهائي الأفريقي    مواعيد مباريات الدورة الرباعية المؤهلة للدوري الممتاز    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    بعد واقعة "حبيبة الشماع" و"فتاة التجمع".. تحرك برلماني لاستجواب "أوبر" ووضع حل لمشكلات العملاء    موعد تقديم رياض أطفال 2024-2025.. اعرف السن والشروط    انهيار جزئي بمنزل دون إصابات بسوهاج    إصابة 4 أشخاص في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    أول تعليق من سلمى أبو ضيف بعد إعلان خطبتها    الأحد المقبل.. مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل المهرجان الدولي للطبول ب«الأعلى للثقافة»    مدبولي: صرف تعويضات لأصحاب المنازل المجاورة لمساجد آل البيت والأضرحة    بينها «الجوزاء» و«الدلو».. 5 أبراج تحقق أهدافها في الأسبوع الثالث من مايو 2024    الصورة الأولى لأمير المصري بدور نسيم حميد من فيلم "Giant"    نسرين أمين: أحداث فيلم "ولاد رزق 3" مختلفة وأكثر تطورًا    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    محافظ الإسماعيلية يتابع أعمال القافلة الطبية المجانية بقرية «أبوصوير المحطة»    «حياة كريمة» تطلق قافلة تنموية شاملة إلى قرية شماس بمركز أبو النمرس    بالفيديو.. الصحة تقدم نصائح ذهبية للحجاج قبل سفرهم لأداء مناسك الحج    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و132 قطعة سلاح بالدقهلية    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    مسلسل دواعي السفر الحلقة 2.. صداقة تنشأ بين أمير عيد وكامل الباشا    «النقل» تكشف تفاصيل التشغيل التجريبي ل5 محطات مترو وتاكسي العاصمة الكهربائي    كاتب صحفي: مصر تمتلك مميزات كثيرة تجعلها رائدة في سياحة اليخوت    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    الاتحاد الأوروبي يحذر من تقويض العلاقات مع إسرائيل حال استمرار العملية العسكرية في رفح    إنعام محمد علي.. ابنة الصعيد التي تبنت قضايا المرأة.. أخرجت 20 مسلسلا وخمسة أفلام و18 سهرة تلفزيونية.. حصلت على جوائز وأوسمة محلية وعربية.. وتحتفل اليوم بعيد ميلادها    6 ميداليات لتعليم الإسكندرية في بطولة الجمهورية لألعاب القوى للتربية الفكرية والدمج    سؤال يُحير طلاب الشهادة الإعدادية في امتحان العربي.. ما معنى كلمة "أوبة"؟    ضبط 14293 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    رئيس الوزراء الفلسطيني: شعبنا سيبقى مُتجذرا في أرضه رغم كل محاولات تهجيره    97 % معدل إنجاز الري في حل مشكلات المواطنين خلال 3 سنوات    ضبط 572 صنف سلع غذائية منتهية الصلاحية في الفيوم    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    إعلام فلسطيني: 5 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة    حكم طواف بطفل يرتدي «حفاضة»    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    علي معلول: سنعود بنتيجة إيجابية من تونس ونحقق اللقب في القاهرة    تراجع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 15 مايو 2024    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    هل سيتم تحريك سعر الدواء؟.. الشعبة توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي: مصر عازمة على إقامة بيئة جاذبة للاستثمار العالمي
نشر في الدستور الأصلي يوم 17 - 09 - 2014

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي ان مصر عازمة على اقامة بيئة جاذبة للاستثمار العالمي مشيرا الى ان الثقة المتزايدة في أداء الاقتصاد المصري جاءت من الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الحكومة بالفعل إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية المرتقبة التي تعتزم إدخالها قريبا لإصلاح أوجه القصور الأساسية في الاقتصاد.

ورحب الرئيس السيسي – في مقال نشرته صحيفة “ديلي نيوز” التي تصدر باللغة الانجليزية في مصر الثلاثاء – بمجتمع رجال الأعمال والمستثمرين المشاركين في مؤتمر اليورومني مصر تحت عنوان “الاستقرار والاستثمار والنمو”.

واوضح ان المؤتمر يمثل فرصة ليأتي مجتمع التمويل العالمي إلى مصر ويشهد على أرض الواقع التغيرات التي حققتها مصر خلال العام الماضي لإصلاح الاقتصاد بشكل جوهري وإطلاق قدراته الإنتاجية.

وقال السيسي في مقاله “الحكومة المصرية ملتزمة بانتهاج سياسات تستهدف تحقيق معدلات عالية ومستمرة من النمو وإقامة بيئة جاذبة للاستثمار ويمكنها المنافسة عالميا إننا نعلم أننا نواجه الكثير من التحديات على مستوى الاقتصاد الكلي والجزئي قبل أن نتمكن من تحقيق هذه الأهداف تماما غير أن مصر أصبحت على المسار الصحيح”.

وتابع “مصر طوت صفحة الفترة غير العادية من الصراع السياسي وعدم اليقين وبدأت تظهر دفعة إيجابية بالفعل وحيث أننا نتطلع الآن إلى تحقيق ما تتمتع به مصر من إمكانيات فندعو المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء إلى المشاركة بفاعلية في إنعاش الاقتصاد المصري”.

وأوضح الرئيس السيسي أن إنعاش الاقتصاد المصري يدفعه أساسا عودة الثقة في الطريق الذي تقطعه البلاد وهذا يعكس تحسن مناخ الاستقرار السياسي الذي نفذته خارطة الطريق ونجحنا حتى الآن في تنفيذ مرحلتين من المعالم المهمة الثلاثة التي حددتها خارطة الطريق وهما إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والمرحلة الثالثة وهي الانتخابات البرلمانية ستتبعهما في القريب العاجل”.

وأضاف الرئيس السيسي – في مقاله قائلا “إن الثقة المتزايدة تعتمد على الإصلاحات الهيكلية التي بدأت الحكومة في تطبيقها بالفعل، إلى جانب العديد من الإصلاحات الإضافية الجاري تنفيذها، لإصلاح أوجه قصور جوهرية في اقتصادنا”.

وتابع الرئيس “فعلى مدار فترة طويلة، أدى الإنفاق الحكومي المفرط وغير الفعال، فضلا عن الإسراف في دعم الطاقة والفساد المتأصل وسوء الإدارة الاقتصادية إلى تقويض آمال بلدنا وخنق اقتصادنا وتبديد أحلام شعبنا، وعلى الرغم من أن فترة سابقة لسياسات الاقتصاد الكلي الحكيمة والإصلاحات الهيكلية التي أجريت في الفترة من 2004 إلى 2008 قد تمخضت عن تحقيق نسبة نمو سنوي بلغت 7%، إلا أنه لم يكن لدينا وقت كاف عندئذ لإضفاء الطابع المؤسسي على الإصلاحات ولا لتمكين المواطن المصري من الاستفادة من ثمار تلك الانطلاقة في النمو”.

واستكمل السيسي أنه “عندما نزل الشعب المصري إلى الشوارع مطالبا بإجراء تغيير حقيقي، أولا في 25 يناير 2011 ثم في 30 يونيو 2013، كان المصريون يسعون إلى إقامة حكم فاعل ومسؤول وانتهاج توجه اقتصادي جديد .. ومع هذا فإن المشاكل التي جابهتنا في سعينا جميعا نحو التوصل إلى استقرار سياسي جديد قد فاقمت المشكلات الأساسية للبلاد وأدت إلى تضخم عجز الموازنة ليصل إلى مستوى غير محتمل ناهيك عن ارتفاع حجم الدين وزيادة معدلات البطالة وتدهور البنية التحتية المثقلة الخدمات”.

واسترسل الرئيس في مقاله “لقد كان تصحيح المسار صعبا ولكنه كان ضرورة ملحة .. والآن نحن نفعل ذلك ونرسم مسار ا جديد ا لمصر يكفل تحقيق الانضباط المالي ويضمن العودةإلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة، لكن في هذه المرة نضع نصب أعيينا تحقيق العدالة الاجتماعية من أجل تلبيةالمطالب المشروعة التي نادى بها الشعب المصري بتوفير حياةأفضل أوفر كرامة، وضمان استمرارية جهود الإصلاح”.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن القرار الخاص بخفض الدعم عن الطاقة يبرهن على الجرأة والعزيمة اللتين تتسم بهما الحكومة فى مساعيها الراهنة لمواصلة إجراء الاصلاحات .

فلقد كان هذا الدعم يلتهم نسبة ضخمة من الموازنة العامة ، ويكلف الخزانة 143 مليار جنيه مصرى فى العام المالى 2013 / 2014 أو مايعادل حوالى 20% من إجمالى الميزانية .

كما حدث تراجع كبير أيضا لأن أغنى شريحة فى السكان كانت تلتهم نصيب الأسد من المزايا والفوائد ، وأدى ذلك إلى إهدار وتشويه لصورة الحوافز ، نتيجة تشجيع الاستثمار المكثف لرأس المال بدلا من تشجيع الاستثمار المكثف للعمل الذى تحتاجه مصر بصورة ماسة .

وعلى الرغم من أن الكثيرين كانت تساورهم شكوكا فى مقدرتنا على اتخاذ اجراء ذى مغزى على هذه الجبهة – وذلك يرجع بدرجة كبيرة إلى أن الحكومة كانت تتعهد بفعل ذلك فى الماضى ، ولكنها تراجعت مرارا عن المضى قدما فى ذلك – فإننا قمنا باجراء خفض كبير على دعم الوقود والكهرباء خلال فترة شهر واحد فقط بعد أن توليت منصبى .

وقد أدى هذا الاجراء إلى إرسال إشارة واضحة إلى الأسواق العالمية والمستثمرين مفادها أن مصر جادة فى مساعيها لمعالجة أوجه الضعف الهيكلى الذى كانت تعانى منه منذ أمد طويل .

ونود أن نشير بسعادة إلى أن المجتمع المالى الدولى الذى تقوده مؤسسات مالية دولية قد إعترف بهذا المسار الحاسم الذى سلكناه وأشاد إشادة قوية بالاجراء الذى اتخذناه .

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن خفض دعم الطاقة من شأنه تقليص عجز الموازنة في السنة المالية الحالية بحوالي 50 مليار جنيه، أو بنسبة 2 % من الناتج المحلي الاجمالى .

وسيتم اجراء مزيد من الترشيد على الطلب من خلال استخدام البطاقات الذكية، التي سيتم تطبيقها أولا في مدينة بورسعيد في شهر نوفمبر المقبل ومن ثم في شتى أرجاء البلاد في شهر أبريل من العام القادم .

وسنقوم فى غضون السنوات الخمس المقبلة بإلغاءدعم الطاقة بالكامل لجميع المستخدمين بالقطاعين التجاري والسكني، بإستثناء الغاز النفطي المسال الذي يقدم للشرائح الفقيرة ومحدودي الدخل.

وبخلاف الأهداف المالية ، هناك هدف لا يقل أهمية هو أن الإصلاح سيولد مخصصات رأسماليةأفضل بما يحقق مزيدا من الكفاءة الإقتصادية ، بما في ذلك تحفيز التحول إلى إستخدام الطاقة المتجددة، فضلا عن استيعاب أكبر للجميع بشكل أسرع “.

وتابع “بالإضافة إلى ذلك ، فإن إصلاح دعم الطاقة سيعزز المركز المالي للهيئة العامة للبترول، شركة النفط الوطنية، بما يمنع تراكم أي متآخرات جديدة لشركائها الأجانب، أما عن المتأخرات القائمة حاليا ، فأن الهيئة العامة للبترول بدأت بالفعل في تسديد جزء من هذا الالتزام، في حين أن الحكومة تدرس عدة خيارات لتعجيل السداد الكامل للمتأخرات”.

فمصر لديها سجل جيد في التعامل مع شركائها الأجانب في قطاع النفط والغاز، حيث أن الكثيرين منهم يعملون منذ عشرات السنين بشكل ناجح ومربح، و من المهم جدا بالنسبة لنا إستعادة مكانتنا مع هذه المجموعة الهامة من المستثمرين في بلدنا.

وقال “إن ضبط الأوضاع المالية ستحركه الإصلاحات التي تهدف لتطوير نظامنا الضريبي وجعله أكثر معقولية و إنصافا ، من أجل توسيع القاعدة الضريبية وتحسين فعالية النظام الضريبى.

فالحكومة مستمرة في العمل على تحسين تطوير النظام الضريبي، و تقدم فى الوقت نفسه مكاسب رأسمالية جديدة وفى الحصة الضريبية ، كما تفرض الحكومة ضريبة مؤقتة مقدارها 5 % على الأفراد الذين يتعدى دخلهم السنوي مليون جنيه، وتطبق قواعد جديدة لمكافحة سوء التخطيط الضريبي إضافة الى سد الثغرات الأخرى القائمة وتطبق نظاما عادلا للضريبة العقارية ، وتزيد الضرائب على بعض السلع بعينها وعلى رأسها السجائر والمشروبات الروحية.


ونوه الرئيس السيسي إلى أن “مصر إلى جانب ذلك تطرح برنامجا للشراكة بين القطاعين العام والخاص بما يفتح بابا مهما للاستثمار، يعالج احتياجات الدولة فيما يتعلق بالبنية التحتية مع ضمان مشاركة القطاع الخاص في حزمة كبيرة من المشاريع تشمل الموانئ البحرية والمرافق والسكة الحديد ومترو الأنفاق ومعالجة مياه الصرف الصحي وبناء مدارس جديدة.

ونتوقع أن نطرح مشروعا جديدا في الشهر فيما تبقى من العام الجاري، وما يتراوح من 6 الى 7 مشاريع في العام المقبل .. ونحن نلمس اهتماما بالغا بتلك المشروعات من جانب المستثمرين المحليين بالإضافة إلى المستثمرين الأجانب فى جميع أنحاء العالم.

وقال انه “بمواكبة هذه الحزمة الكبيرة من الإصلاحات والمشروعات الكبرى، فان هناك جهودا جديدة منسقة ومتضافرة للتصدي للعقبات التنظيمية والبيروقراطية التي تعترض طريق القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب، بالإضافة إلى سياسات لضمان مناخ من تكافؤ الفرص أمام كافة المستثمرين تسود فيه الشفافية والقانون.

فهذه عملية مستمرة لا يزال أمامها الكثير من العمل، لكنها تحظى بتوافق سياسي قوي.

لقد أدخلنا تعديلات على قوانين المنافسة ومكافحة الاحتكار.وأزلنا عقبات قانونية وسنطرح قريبا قانونا موحدا جديدا للاستثمار من شأنه أن يساعد على تعبيد الطريق أمام الاستثمار الأجنبي.

فلطالما ترددت الشركات فى الماضى في الاستثمار بمصر بسبب الممارسات القانونية البالية وغير العادلة والحكومة عازمة على إزالة هذه العقبات من أجل تهيئة مناخ جاذب لكافة المستثمرين”.

وتابع السيسي ” نحن نشهد مؤشرات على حدوث انتعاش لاقتصادنا حيث هيأ الاستقرار السياسي الانطلاق لهذا الاقتصاد بسرعة فيما استجابت الجهات الاقتصادية والمستثمرون للاصلاحات الهيكلية التي اجرتها الحكومة.. وقد شهدت معدلات كل من الإنتاج الصناعي والتصنيع نموا ملحوظا خلال شهري مايو ويونيو 2014، لا سيما التصنيع، الذى ارتفع بنسبة 8ر27% في مايو و6ر37% في يونيو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.. كما شهد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي نموا قدر في الربع السنوي من أبريل حتى يونيو من العام المالي 2013 -2014 بنسبة 5ر3%، مرتفعا من نمو بنسبة 5ر2% في الربع الثالث ونمو لم تتجاوز نسبته 2ر1% على مدار النصف الأول منه.

وقد عاد المستثمرون الأجانب إلى بورصتنا وهاهم يشاركون من جديد في مزادات السندات الحكومية.. ويشهد الاستثمار الأجنبي المباشر انتعاشا بشكل ملحوظ و على مدار الأرباع السنوية الثلاثة الأولى من السنة المالية 2013 – 2014 سجلت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 7ر4 مليار دولار أمريكي، بنسبة تجاوزت 20% ارتفاعا عن الفترة ذاتها من السنة المالية السابقة.. وها نحن نشهد شركات كبرى متعددة الجنسيات وقد بدأت بالفعل في العودة للاستثمار بمصر، وتعمل تلك الشركات على تحسين كفاءة المنشآت القديمة بالإضافة إلى بناء قدرات أخرى جديدة”.

وتابع الرئيس السيسي قائلا ” إنه بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكومة تستعد لتطبيق نظام ضريبة القيمة المضافة وهو نظام ضريبى جديد ومتكامل فى العام المالى الحالى ليحل محل نظام الضرائب المفروضة على السلع والخدمات.

وسيكون لنظام ضريبة القيمة المضافة الكثير من المزايا تفوق ماكان يحققه نظام الضرائب القائم حاليا: حيث إنها ستكون منصفة لدافعي الضرائب لأنها ستتيح لهم بشكل فورى استرداد الضريبة المفروضة على السلع الرأسمالية بالكامل وتطبيق نظام الائتمان الضريبي على نطاق أوسع فضلا عن تطبيق معدل ضريبى موحد، يشتمل على حد عال ويمتد إلى نطاق أوسع من السلع والخدمات. ونتوقع أن يؤدى نظام ضريبة القيمة المضافة إلى المساهمة بنسبة 6ر1 من الناتج المحلي الإجمالي في الإيرادات الحكومية سنويا .

وعلاوة على ذلك، فإن نظام ضريبة القيمة المضافة يهدف لتحفيز الاستثمار في الأعمال التجارية لأنه يسمح للشركات بخصم الضريبة على مدخلات رأس المال واسترداد الضريبة المدفوعة.

وبناء على ذلك ،فإنه سيؤدى إلى خفض تكاليف الاستثمار، وتحسين التدفقات النقدية وتحسين المناخ المحلي للأعمال التجارية. ونتوقع حدوث قليل من التأثير – لو حدث أى تأثير – على أسعار المواد الغذائية الأساسية، التي ستظل معفاة من ضريبة القيمة المضافة.

وستحقق الضريبة الجديدة، في الواقع، منفعة متبادلة لكل من الحكومة ومجتمع الأعمال، في حين ينبغي على المستهلكين المصريين أن يلحظوا التغيير الطفيف في تكاليف معظم السلع والخدمات.


وأردف الرئيس السيسي قائلا إن الحكومة تخطط أيضا لتطبيق نظام ضريبي جديد مبسط بالنسبة للمشروعات التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم.

وسيتم تصميم ذلك ليس فقط لإدخال مجموعة أوسع من العناصر الاقتصادية في الشبكة الضريبية، بل لتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومساعدتها على النمو والتطور أيضا.

وتمثل مثل هذه النتيجة أهمية خاصة على اعتبار أن هذه المشروعات تهدف إلى توفير فرص عمل هامة .

وأكد الرئيس السيسي أن المصادر الجديدة والموسعة للإيرادات والوفورات المتوقعة للميزانية تعني أن مصر يمكنها إنفاق المزيد على المجالات التي تعزز الكفاءة والإنتاجية، ولاسيما العاملين لدينا.


وستتم إعادة توجيه جزء من عائدات إصلاح دعم الطاقة إلى الانفاق على الصحة والتعليم والبحوث والتنمية .

وبهذه الطريقة، فإننالا نزيل فقط عبء الإهدار الشديد عن الميزانية وعن اقتصادنا ، بل نقوم أيضا بتحسين مستوى الإنفاق لدينا عن طريق إعادة توجيهه إلى مجالات من شأنها تعزيز إمكانيات النمو في مصر على المدى المتوسط والطويل.

وأضاف قائلا ” إن التعليم والتدريب على المهارات المهنية يتصدران قائمة الأولويات لدينا لكي نتمكن من الاستفادة من العائد الديموغرافي .

فنحن بلد يتوق فيه الشباب إلى التعلم واكتساب المهارات والحصول على وظائف مجدية وأن يصبحوا مواطنين منتجين في مصر المتجددة والمزدهرة. ونحن نريد استغلال وتطوير طاقات وقدرات الشباب العقلية في بلدنا”.


وقال الرئيس السيسي إن مصر تفتخر، ليس فقط بمواردها البشرية الكبيرة، ولكن أيضا بمواردها الطبيعية الهامة وبالقاعدة الاقتصادية المتنوعة والموقع الجغرافي الاستراتيجي المهم الذي يمتد بين آسيا وأفريقيا، مشيرا إلى وجود الكثير من الفرص للمستثمرين المحليين والأجانب في مجموعة واسعة من القطاعات.


ومضى قائلا ” إن لدينا أيضا منتجا سياحيا لا مثيل له لم يتم استغلاله بالكامل، حتى قبل ثورة 2011 وحتما سيستعيد مكانته مرة أخرى وسيصبح مكانا هاما للاستثمار وعاملا مساعدا على النمو.

وينبغي البدء في اطلاق الصناعات الخفيفة في هذا البلد مع الأخذ فى الاعتبار المزايا التي تقدمها مصر من حيث تكاليفها المنخفضة نسبيا وتواجد مجمع كبير للعمل فيها وسهولة الوصول منها إلى الأسواق في أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي وآسيا.

كما يتوفر مجال ديناميكى آخر للفرص المتمثلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي نراها تستعد للانطلاق، وسيتم انعاش قطاع الطاقة أيضا حيث يتم إصلاح نظام دعم الطاقة، مما سيؤدي إلى الاستكشاف والإنتاج المتجدد.


وتشمل القطاعات الأخرى النقل والإسكان والزراعة والتعدين. وفيما يتعلق بمشروع تنمية منطقة قناة السويس الطموح فإنه يعد مشروعا رائدا فى إطار برنامج الحكومة لانعاش الاستثمار وسيؤدى إلى توفير الكثير من الفرص للمستثمرين وسيمهد الطريق لتوسيع وتعزيز دور مصر كمركز عالمى للتجارة والخدمات اللوجستية .

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه بتم إعداد مخططات لمشروعات وطنية رئيسية أخر، بما في ذلك مشروع “المثلث الذهبي” وهو مشروع التنمية في صعيد مصر الذي يهدف إلى استغلال الموارد الطبيعية في مصر والثروة المعدنية في منطقة “المثلث الذهبي” بين قنا وسفاجا والقصير، فضلا عن تنمية المنطقة للاستفادة من الفرص السياحية والصناعية والتجارية والزراعية، كما نقوم بإعداد “خطة تنمية الساحل الشمالي الغربي” وهى تهدف أيضا إلى تطوير الإمكانيات الغنية في المنطقة.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن “وكالات التصنيف الائتمانية العالمية أيضا بدأت في إعادة النظر لتقييمها لمصر ، حيث رفعت مؤسسة (ستاندرد آند بورز) تصنيف مصر الائتماني السيادي للعملات الأجنبية إلى “سالب بي” أواخر عام 2013 ، وفي أوائل عام 2014 رفعت وكالة (فيتش) هي الأخرى مستوى تصنيفها الائتماني لمصر إلى مستوى “مستقر” ، مثبتة هذا التصنيف عند مستوى “سالب بي” ، وأنه على الرغم من معرفة وكالات التصنيف للاتجاه الإيجابي للدولة ، إلا أننا نعتقد أنها لا تزال دون المنحنى الحقيقي.

فقد شهدت معدلات فروق أسعار السندات الحكومية المصرية ذات الخمس سنوات انخفاضا إلى أقل من 270 نقطة أساس ، منخفضة بذلك ، عما كانت عليه خلال صيف عام 2013 وهو نحو 900 نقطة أساس ، مما يعني ضمنا أن الأسواق العالمية ترانا نتداول مثل دول ذات تصنيفات تتقدم على تصنيفنا بدرجة كاملة.

وأضاف الرئيس السيسى قائلا ” إن رسالتنا الختامية هي أن : هدفنا النهائي هو تحقيق معدل نمو مرتفع ومستدام ومتوازن وشامل وذلك من أجل تحقيق الرخاء للشعب المصري ، وهذا ضروري للحفاظ على الاستقرار السياسي ، وسيعود بالنفع أيضا على مجتمع رجال الأعمال ، فنحن نعلم جيدا أن استقرار الاقتصاد الكلي هو شرط ضروري للحفاظ على استمرار الثقة في أوساط الأعمال التجارية وللتأكيد على أن الانتعاش الاقتصادي لا يزال مستمرا ودائما”.

ومضى قائلا ” إننا نعرف أيضا أنه يجب الحفاظ على زخم الإصلاحات وقوة دفعها حتى يمكن تسريع النمو على أساس مستدام ، ونحن نتوقع أن تؤدى إصلاحاتنا خلال السنوات الخمس المقبلة إلى تحقيق النتائج التالية:
(1) وصول معدل النمو الحقيقي إلى 6 في المائة.

(2) السعي لخفض عجز الموازنة ليصبح أحادي الرقم ، ولينخفض من 7ر13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2014/2013 و ليصل إلى 10 في المائة في العام المالي 2015/2014 حتى ننفق المزيد على قطاعي التعليم والصحة بما يتماشى مع الالتزامات الدستورية.

(3) وضع الدين العام على مسار مستدام على المدى الطويل ، لينخفض نحو 80 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في الإطار الزمني المتوقع من 94 في المائة وذلك بحلول نهاية العام المالي 2014/2013.

(4) خفض معدل التضخم إلى أرقام أحادية ، في ظل انتهاجنا لسياسة مالية ونقدية حذرة.

واختتم الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاله بقوله “إنني على ثقة تامة بأننا سننجح في تحقيق هذه النتائج ، وأنه في إطار انتهاج سياسة رشيدة للاقتصاد الكلي والاستمرار في تحقيق الإصلاح الهيكلي والمشاركة الجيدة من المستثمرين والعمل الجاد وإصرار المواطنين المصريين ، فأن خطط مصر المتجددة للاستقرار والاستثمار والنمو ستتحقق بدون أدنى شك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.