«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الدستور» تنفرد بأول حوار مع سالم لافي وموسي الدلح أبرز المطلوبين أمنياً بسيناء
نشر في الدستور الأصلي يوم 30 - 06 - 2010

في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة اشتباكات الأمن مع بعض المطلوبين أمنيا بمنطقة وسط سيناء، علي خلفية حملة المداهمات الأخيرة التي قامت بها الشرطة لضبط بعضهم بقرية «وادي العمرو» وبعض المناطق المحيطة بها، التقت «الدستور» ب «سالم لافي» و«موسي الدلح»، أبرز المطلوبين أمنيا بسيناء.. «لافي» و«الدلح» تحدثا من موقعين سريين بمنطقة الوسط عن أزمة البدو والدولة، وأسباب تصاعدها في السنوات الأخيرة، ودور الداخلية والتعامل الأمني المتشدد ضد أبناء سيناء في تصعيد الأزمة من أزمة «بدو وشرطة» إلي «بدو ودولة»، وهو ما دفع «موسي الدلح»، منسق شئون القبائل السابق بمصنع أسمنت سيناء، وأحد المطلوبين الحاليين، إلي المطالبة باستبعاد جهاز الشرطة ومختلف أجهزة وزارة الداخلية من سيناء، وإسناد مسئولية ملف سيناء لأجهزة سيادية أخري، مؤكدا أن أبناء سيناء فقدوا ثقتهم في الداخلية وقياداتها، لأنهم لم يوفوا بوعودهم وعهودهم لأبناء المنطقة منذ 2007، بينما هدد «سالم لافي» الذي هرب من سيارة الترحيلات بمساعدة بعض معاونيه أثناء ترحيله من القنطرة إلي شرق العريش قبل خمسة أشهر بتصعيد الأزمة خلال الأيام المقبلة مالم تتدخل الأجهزة السيادية للتهدئة، وللاستجابة لمطالب البدو. وألمح إلي استهداف خط تصدير الغاز أو خط نقل الكهرباء الدولي الذي يمر بمنطقة الوسط، وقال إن كل استثمارات سيناء ستكون مستهدفة طالما لم يشعر أهالي سيناء بالأمان.ولم يكن من العجيب أن تتلاقي أفكار «لافي» و«الدلح»، كونها علي خلفية واحدة، وتتعلق بمطالب واحدة أيضا، خاصة فيما يتعلق بالتشدد الأمني تجاه أبناء سيناء، وربط أزمة منطقة الوسط بالتشدد الأمني المبالغ فيه من قبل الداخلية. وبالرغم من الحصار المفروض علي منطقة الوسط في الوقت الحالي للقبض علي المطلوبين الذين يأتي «لافي» و"الدلح» علي رأسهم؛ إلا أنهما كانا قاطعين في التهديد بمواجهة تصعيد الداخلية بتصعيد بدوي، لكنه ليس بدافع الإرهاب أو التخريب، لكنه من منطلق الدفاع عن هوية البدو، وحقهم في الحياة بشرف وكرامة، في الوقت الذي أكدا فيه انتماءهما وولاءهما لمصر، رافضين أي محاولات للتشكيك في ولائهما لهذا الوطن.
البدو ينفون علاقاتهم بتفجير خط الغاز الطبيعي ولائحة المطلوبين وراء التوتر الأمني بسيناء
وسط مخاوف من مواجهة شاملة بين بعض البدو المطلوبين وقوات الشرطة يحاول الطرفان الآن تهدئة حدة الاشتباكات فيما بينهما خاصة مع نفي البدو أي علاقة لهم بالأنباء التي ترددت عن تفجير خط الغاز الطبيعي الذي يمر بسيناء ويتم من خلاله تصدير الغاز إلي إسرائيل والأردن وسوريا وقللت الشرطة من حجم المداهمات. ويحاول عدد من المشايخ الرسميين الآن التوسط بين الجانبين لإنهاء حدة التوتر الذي تشهده سيناء في حين يتبادل الجانبان مسؤوليتهم عن التوتر فتقول الشرطة أن لديها لائحة مطلوبين صدرت ضدهم أحكام قضائية واجبة النفاذ وبعضهم متورط في مقتل ضابط وشرطي آخر خلال هروبه من عربة الترحيلات، ويؤكد البدو أن هذه الأحكام غيابية وتم تحريرها ضدهم دون علمهم وأن الهجوم علي شاحنات البضائع المتجهة إلي إسرائيل عبر معبر العوجة هو رد فعل لحملة المداهمات التي تقوم بها الشرطة بالمنطقة. وتحاول الشرطة الالتزام بالاتفاق المسبق مع البدو بعدم مداهمة المنازل بشكل عشوائي إلا أنها تقول أن إطلاق الرصاص عليها فور دخولها المناطق البدوية يدفعها إلي التعامل مع مصدر النيران، وأنها لا تستهدف أي أبرياء. ويقول موسي الدلح أحد قيادات البدو بوادي العمرو وهو من ضمن المطلوبين للشرطة أن الموضوع لا يتعلق بالقبض علي أشخاص مطلوبين أو هروب سالم لافي من عربة الترحيلات فقط، وأن البدو لهم مطالب منذ فترة خاصة بالإفراج عن المعتقلين وعدم مداهمة البيوت. ونفي الدلح علاقاتهم بالأنباء التي ترددت حول تفجير خط الغاز، وأن هناك تلميحات كانت تشير إلي أن البدو هم المسئولون عن الواقعة. وقال الدلح إن هذه الأنباء لو صحت فليس للبدو أي علاقة به، وإنه يشكك في حدوثها. وأضاف أن البدو لا يمكن أن يصلوا إلي هذه المرحلة وأنه كانت هناك تهديدات من قبل البعض صدرت تحت الضغط الأمني عليهم إلا أنه تم التراجع فيها. وتابع أن البعض حاول إلصاق بعض التهم الباطلة بهم ومنها ما أعلنه أحد مواقع الانترنت عن قيامه بإحراق شاحنات مساعدات خاصة بالفلسطينيين وأنه ليس لهم أي علاقة بمثل هذه الأمور. وتوترت العلاقات بين البدو والشرطة منذ تفجيرات سيناء التي وقعت بين أعوام 2004 و2006 وألقت فيها الشرطة باللوم علي مجموعة من أهالي سيناء والذين شكلوا تنظيم التوحيد والجهاد

سالم لافي: هربت لأن «الداخلية» كانت تنوي تمديد اعتقالي.. واستثمارات سيناء ستكون «مستهدفة» إن لم يشعر الأهالي بالأمان
منذ 5 أشهر مضت وتحديدا في الطريق من مدينة القنطرة شرق إلي العريش، كان سالم لافي، أبرز المطلوبين أمنيا في سيناء والصادر بحقهم أحكام غيايبة وفقا لوزارة الداخلية، جالسا داخل إحدي سيارات الترحيلات التي تنقله إلي العريش لاستكمال التحقيقات في إحدي القضايا المتهم فيها. لكن لافي الذي قرر أن بقاءه في السجن لا يجب أن يستمر أكثر من ذلك، كان ينتظر حدًا أكثر أهمية، وتحديدًا عند قرية «التلول» الهادئة علي الطريق إلي العريش، حيث خرجت من وسط الصحراء 3 سيارات دفع رباعي تحمل عددًا من المسلحين، هاجموا سيارة الترحيلات والقوة المرافقة - القليلة عددًا مقارنة بأهمية الشخص المرحل بداخلها - بوابل من الرصاص. انتهي الهجوم علي سيارة الترحيلات بعد تبادل إطلاق أكثر من 700 رصاصة واستشهاد ضابط شرطة ومجند وإصابة عدد آخر من جنود القوة المرافقة، بينما نجح المسلحون في إخراج سالم لافي من سيارة الترحيلات ونقله بواسطة إحدي سيارات الدفع الرباعي إلي داخل الصحراء.. الآن بعد كل تلك المدة من هروب سالم واختفائه، يتحدث ل «الدستور» من أحد مواقعه السرية بوسط سيناء:
لماذا قررت الهروب رغم قضائك معظم فترة العقوبة التي لم يكن يتبقي منها وقتها إلا 11 شهرا فقط؟
- مبدئيا كنت أتعرض بشكل مستمر للتعذيب والتهديدات أثناء قضاء فترة عقوبتي سواء في سجن الزقازيق أو بورسعيد، وكانت إدارة السجن تضعني في الحبس الانفرادي لفترات طويلة كنوع من العقاب، بالإضافة إلي تعرضي للتعذيب والضرب والإساءات اللفظية والإهانات.
لكن لماذا جاء قرار هروبك حاسمًا قبل أشهر قليلة من انقضاء مدة عقوبتك؟
- قررت الهروب في اللحظة التي وصلتني فيها معلومات من مصادر أن وزارة الداخلية ستصدر قرارًا باعتقالي بعد انقضاء فترة عقوبتي، وأن النية مبيتة لإبقائي في السجن إلي أجل غير مسمي، لذا قررت الهروب.
هل صحيح أنك تعرضت لإصابات أو أن أحد المسلحين الذين ساعدوك علي الهرب توفي نتيجة إصابته أثناء عملية الهروب؟
- لا.. لم أتعرض لأي إصابة لكن عددًا ممن نفذوا عملية الهروب تعرضوا لإصابات خطيرة لكنها لم تؤد إلي وفاة أحد منهم.
كنت علي علاقة جيدة بعدد من القيادات الأمنية، وفي كثير من الأحيان كنت تذهب لزيارتهم في مديرية أمن شمال سيناء رغم وجود أحكام عليك.. لماذا انقلبت عليك تلك القيادات وقررت اعتقالك؟
- هذا صحيح حيث كانوا يستعينون بي في كثير من الأحيان لتهدئة أبناء القبائل في الأزمات السابقة أو لحل مشاكل عرفية، لكن يوجد الآن صراع بين قيادات أمنية جديدة وأخري قديمة علي ملف سيناء، واعتقالي كان واحدة من حلقات هذا الصراع حيث إنني اعتقلت غدرًا أثناء إحدي زياراتي لمديرية أمن شمال سيناء.
ما تفاصيل عملية إلقاء القبض عليك في مديرية الأمن بشمال سيناء؟
- في ذلك اليوم طلب مني اللواء محمد الخطيب، المسئول عن ملف شمال وجنوب سيناء والقناة، الحضور إلي مديرية الأمن في تمام الساعة 9.30 مساء لحل إحدي المشاكل العرفية، ورغم أنني كنت أحل معظم تلك المشاكل بالهاتف فإنه أصر علي حضوري. وصلت في الموعد وبمجرد دخولي لمديرية الأمن فوجئت بعدد من الضباط يهاجمونني ويلقون القبض عليّ.
وما التهم التي وجهت إليك في التحقيقات؟
- وجهوا لي تهم خطف ضباط وجنود شرطة علي الحدود، وسرقة السلاح والذخيرة الخاصة بهم، وتحريض أبناء القبائل علي الاعتصام علي الحدود، لكنني لم أفعل ذلك بل العكس تماما فالقيادات الأمنية كانت ترسلني لتهدئة المحتجين من أبناء القبائل علي الحدود، كما أرسلتني للتوسط والإفراج عن ضباط وجنود الشرطة المحتجزين لدي أبناء القبائل بعد مقتل بدويين اثنين علي الحدود برصاص الشرطة، ودفنهما في مقلب للقمامة.
ما الدليل علي أنك كنت وسيطًا للأمن لتهدئة أبناء القبائل ولست طرفًا مشاركًا في الأحداث؟
- الجميع يعلم أنني كنت أتدخل للتهدئة، خاصة في الأزمات التي كانت تحدث بين الأمن وأبناء القبائل، ومحضر التحقيقات في أحداث احتجاز ضباط وجنود الشرطة علي الحدود يثبت ذلك حيث يقول نص المحضر إنه تم الاتصال بشيوخ وعواقل قبيلة الترابين، وبينهم سالم لافي وإبراهيم العرجاني - الأخير لا يزال معتقلاً - لتخليص الجنود والضباط، ووفقًا للتحقيقات تدخلنا ونجحنا في الإفراج عن جنود الشرطة. وبعد أسبوعين من مقتل البدويين واحتجاز الجنود حضر أعضاء لجنة الأمن القومي بمجلس الشعب إلي سيناء لتقصي الحقائق، وسلمناهم صور جثث البدويين وتقرير الطب الشرعي الذي أثبت إصابتهما بالرصاص إلا أن الأمن اعتقلني واعتقل العرجاني عقابًا لنا علي تسليم تلك الأدلة للجنة تقصي الحقائق التي أصدرت تقريرًا جاء لصالح أبناء القبائل.
هل تعرف أي أخبار عن إبراهيم العرجاني؟
- مازال معتقلا ويعاني منذ 20 يومًا من جلطة أدت إلي إصابته بالشلل نتيجة للتعذيب الذي تعرض له في سجن برج العرب.
وقعت منذ أيام عدة اشتباكات بين مسلحين من أبناء القبائل والشرطة أدت لإغلاق منفذ العوجة.. ما أسباب تلك الاشتباكات؟
- قوات الشرطة بدأت بمهاجمة منطقة الوسط بالمدرعات، وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي علي عدد من المنازل وتسببت في مقتل عدد من الماشية والإبل ودمرت خزانات للمياه وداهمت الكثير من البيوت وكسرت محتوياتها، لذا رددنا عليهم بإعطاب إحدي المدرعات المتوجهة إلي منفذ العوجة لنقول لهم إننا نملك القدرة علي إصابة تلك المدرعات وقتل من فيها، لكننا أردنا توصيل رسالة أننا غير راضين عن طريقة تعامل الأمن مع أبناء القبائل.
هل هناك مطالب محددة لأبناء القبائل؟
- اجتمع يوم الاثنين الماضي شيوخ وعواقل قبائل سيناء والشباب وبحضور الشيوخ الحكوميين، واتفقوا علي المطالبة بتدخل جهة سيادية لتكون مسئولة عن التعامل مع أبناء القبائل بدلا من وزارة الداخلية التي تسببت في كثير من التوتر في العلاقة مع أبناء القبائل. وطالب الشيوخ أيضًا بإطلاق سراح جميع المعتقلين بموجب قانون الطوارئ وعلي رأسهم مسعد أبو فجر ويحيي أبو نصيرة وإلغاء الأحكام الغيابية.
من المعتاد ألا يحضر الشيوخ الحكوميون الاجتماعات التي تعارض وزارة الداخلية.. ما تفسيرك لحضورهم الاجتماع الأخير؟
- حضر الشيوخ الحكوميون الاجتماع لنقل رسالة من أبناء القبائل إلي الجهات المسئولة، وطلبنا منهم أن يبلغونا خلال أسبوعين بالتوصل إلي حل أو إخبارنا بأن الطريق بات مسدودًا، بالإضافة إلي أن الشيوخ الحكوميين شعروا لأول مرة بأنهم وأهلهم في الوسط معرضين للخطر والأذي من تعامل الأمن.

موسي الدلح: نطالب باستبعاد الداخلية من مناطق البدو وإسناد الملف ل «الأجهزة السيادية»
موسي الدلح، منسق شئون القبائل بمصنع أسمنت سيناء وأحد أهم الداعين إلي مؤتمرات القبائل التي عقدت بوسط سيناء خلال العامين الماضيين، والتي دعت إلي الإفراج عن المعتقلين من أبناء سيناء وإلغاء الأحكام الغيابية والاهتمام بتنمية وسط سيناء وتمليك الأراضي لأبنائها وتوفير فرص عمل لهم. وقد نجح موسي خلال مؤتمراته في جمع أبناء القبائل وحشدهم، مما تسبب له في الكثير من التوترات مع الأمن وصلت إلي حد مطاردته ومحاولة اعتقاله ومداهمة منزله أكثر من مرة كان آخرها منذ 3 أيام، وأخيرًا تدمير منزله مع 3 بيوت أخري في منطقة وادي العمرو. يضاف إلي ذلك أن الدلح يعد واحدًا من آلاف أبناء سيناء الذين تعرضوا للاعتقال علي أيدي قوات الأمن بعد تفجيرات طابا وشرم الشيخ دون أن توجه لهم أي تهم.
الهدوء عاد إلي حياة موسي لفترة وجيزة خلال الأشهر الماضية، لكن الأحداث تأبي أن يستمر الهدوء، حيث اكتشف موسي أن اسمه مدرج ضمن قائمة المطلوبين أمنيًا عندما داهمت الشرطة منزله منذ يومين، وهو ما دفعه إلي الانضمام إلي مجموعة من أبناء القبائل الذين صدرت بحقهم أحكام غيابية، ويطالبون بوقف تلك الأحكام والإفراج عن المعتقلين وإبعاد الشرطة عن ملف التعامل مع أبناء القبائل وإسناد تلك المهمة إلي إحدي الجهات السيادية.
ما أسباب التوترات المتجددة من حين إلي آخر بين أبناء القبائل والشرطة في سيناء؟
- بدأ التوتر مع الاعتقالات التي وقعت إثر تفجيرات طابا وشرم الشيخ واستمرت حتي عام 2007 عندما اعتصم البدو علي الحدود مطالبين بالإفراج عن معتقليهم لدي الأمن، وحينها تدخل اللواء عدلي فايد مساعد وزير الداخلية للأمن العام، ووعد بالإفراج عن المعتقلين وتحسين معاملة الشرطة للبدو وإلغاء الأحكام الغيابية بحضور قيادات المحافظة وشخصيات من جميع القبائل. وقد تم الإفراج عن عدد من المعتقلين بينما مازال حوالي ألف معتقل في سجون برج العرب وأبو زعبل ووادي النطرون والفيوم والوادي الجديد، وكلهم في السجون بأوامر اعتقال وبدون أي أحكام، وكلما اقترب موعد الإفراج عنهم يتم «تخزينهم» في سجون سرية بمعسكرات قوات الأمن حتي يتم إصدار أوامر اعتقال جديدة بحقهم. علي سبيل المثال، الروائي مسعد أبو فجر ويحيي أبو نصيرة حصلا علي أكثر من 20 حكم إفراج لم يتم تنفيذ أي منها، وهناك أيضا من تم اتهامهم وإصدار أحكام غيابية بحقهم لمجرد تقفيل القضايا مثل الطفل ياسر سليمان أبو زند (12 سنة) الذي فوجئ والده بأن عليه حكمًا غيابيًا ب 25 عاما في قضية مقاومة السلطات والاعتصام علي الحدود. وهناك أيضا رجل يدعي موسي مصلح أبو عريضة متوفي منذ 20عاما، ورغم ذلك تم اتهامه في قضية مخدرات وصدر بحقه حكم غيابي ب 20عاما.
ما المطالب المطروحة الآن؟
- لم يعد لدي أبناء القبائل أي ثقة في وزارة الداخلية، وقيادات الوزارة لم يوفوا بوعودهم التي قطعوها معنا منذ 2007 وحتي الآن، وعلي مدي السنوات الثلاث الماضية كانت كل وعودهم مجرد مسكنات وقتية لا تصل إلي حلول حقيقية لمشاكل البدو، لذا نطالب أن يتولي ملف أبناء القبائل أجهزة سيادية غير وزارة الداخلية، لأن تلك الأجهزة تفهم عادات البدو وتحترمها ولديها خبرة في التعامل معنا. نحن لا نريد المزيد من التعامل مع وزارة اعتادت استخدام القوة المفرطة ضدنا، فهي تهاجم الأهالي وتداهم المنازل باستخدام المدرعات وتطلق علينا الرصاص من عيار 500 مللي و250 مللي، مما أدي إلي قتل عدد من الماشية والإبل وتدمير بعض البيوت والعشش في وسط سيناء خاصة في منطقة وادي العمرو. نطالب أيضا بالإفراج عن المعتقلين من أبناء سيناء وعلي رأسهم الروائي مسعد أبو فجر ويحيي أبو نصيرة وإبراهيم العرجاني.
هل حدثت اتصالات ومفاوضات بينكم وبين القيادات الأمنية لحل الأزمة؟
- حاولت قيادات أمنية الاتصال بنا لتهدئة الموقف، لكننا ندرك جيدا أنها مجرد مسكنات ووعود وهمية سبق لنا أن جربناها واكتشفنا زيفها.
ما أسباب اشتعال الاشتباكات والمواجهات مع الأمن هذه المرة؟
- أجبرت الشرطة خلال انتخابات الشوري الأخيرة بالقوة عددًا من أصحاب السيارات النقل في وسط سيناء علي استخدام سياراتهم في نقل صناديق الانتخاب، مما أثار غضبهم، وترتب علي ذلك انتفاضة الأهالي ضد الأمن ومحاصرتهم لنقطة شرطة القسيمة ثم اقتحامها ليجدوا بداخلها مجموعة من الخرائط موضح عليها أماكن منازل قيادات من أبناء القبائل في وسط سيناء، وقائمة اعتقالات تضم أسماء أكثر من 60 شخصًا باعتبارهم عناصر شغب و200 شخص آخرين مطلوبين أمنيًا لاشتراكهم في التجمهر والاعتصام علي الحدود، بالإضافة إلي قوائم بالمتعاملين مع الأمن، مما أثار أهالي الوسط ودفع الوضع للاشتعال مجددا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.