القبض على 9 متهمين بتوزيع رشاوى انتخابية في دمياط والغربية وكفر الشيخ    جدول امتحانات الفصل الدراسى الأول لطلاب النقل والشهادة الإعدادية بالجيزة .. اعرف التفاصيل    «التضامن» تشارك فى احتفالية ذوى الإعاقة    أراضى المانع القطرية بالسخنة «حق انتفاع»    قرار وزارى بتحديد قواعد و إجراءات لجنة القيد والاعتماد لإستشاريين الشئون البيئية    بنك الإسكندرية يحصل على حزمة تمويل بقيمة 20 مليون دولار أمريكي    الذهب اليوم: عيار 21 عند 5770 جنيهًا    يضم إسرائيل، تحالف من 3 دول ضد تركيا في شرق المتوسط    نازك أبو زيد: استهداف الكوادر الصحية والمستشفيات مستمر منذ اندلاع الحرب بالسودان    ضياء رشوان: صفقة الغاز مع إسرائيل تجارية بحتة ولا تحمل أي أبعاد سياسية    الجنائية الدولية: عقوبات أمريكا على عضوي المحكمة اعتداء صارخ على استقلال هيئة قضائية    تقسيمة فنية في مران الزمالك استعدادًا للقاء حرس الحدود    تقرير: برشلونة لم يتوصل لاتفاق لضم حمزة عبد الكريم    وفد الأهلي يسافر ألمانيا لبحث التعاون مع نادي لايبزيج    الأهلي يرفض بيع عمر الساعي ويقرر تقييمه بعد الإعارة    وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الشهادة الثانوية لمعاهد فلسطين الأزهرية    قراءات ألمانية في احتفال المكتب الثقافي المصري ببرلين باليوم العالمي للغة العربية    المخرج أحمد رشوان يناشد وزارة الثقافة المغربية التحقيق في أزمة تنظيمية بمهرجان وجدة السينمائي    رسميا.. الدوحة تستضيف نهائي «فيناليسيما» بين إسبانيا والأرجنتين    إطلاق مبادرة «مصر معاكم» لرعاية أبناء شهداء ومصابي العمليات الحربية والإرهابية    نازك أبو زيد: الدعم السريع اعتقلت أطباء وطلبت فدية مقابل الإفراج عن بعضهم    هل يرى المستخير رؤيا بعد صلاة الاستخارة؟ أمين الفتوى يجيب    أسرة الراحلة نيفين مندور تقصر تلقى واجب العزاء على المقابر    الداخلية تضبط مطبعة غير مرخصة بالقاهرة    ترامب يوافق على 10 مليارات دولار أسلحة لتايوان.. والصين تحذر من نتائج عكسية    جولة الإعادة بالسويس.. منافسة بين مستقلين وأحزاب وسط تنوع سلوك الناخبين وانتظام اللجان    الأرصاد: تغيرات مفاجئة فى حالة الطقس غدا والصغرى تصل 10 درجات ببعض المناطق    الصحة اللبنانية: 4 جرحى فى الغارة على الطيبة قضاء مرجعيون    محافظ الدقهلية يكرم أبناء المحافظة الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    وزير الأوقاف يكرم عامل مسجد بمكافأة مالية لحصوله على درجة الماجستير    فوز مصر بجائزتي الطبيب العربي والعمل المميز في التمريض والقبالة من مجلس وزراء الصحة العرب    ڤاليو تنجح في إتمام الإصدار العشرين لسندات توريق بقيمة 1.1 مليار جنيه    ضبط شخصين يوزعان كروت دعائية وأموال على ناخبين بأجا في الدقهلية    هل تتازل مصر عن أرص السخنة لصالح قطر؟.. بيان توضيحي هام    الترويج لممارسة الدعارة.. التحقيق مع سيدة في الشروق    الداخلية تضبط شخصين يوزعان أموالا بمحيط لجان أجا بالدقهلية    الخارجية: عام استثنائي من النجاحات الانتخابية الدولية للدبلوماسية المصرية    الرعاية الصحية: مستشفى الكبد والجهاز الهضمي قدّم 27 ألف خدمة منذ بدء تشغيل التأمين الصحي الشامل    عمرو طلعت يفتتح مقر مركز مراقبة الطيف الترددي التابع لتنظيم الاتصالات    ضبط شخص ظهر في فيديو داخل أحد السرادقات بالمعصرة وبحوزته جهاز لاب توب وسط حشود من المواطنين.    محافظ الجيزة يعتمد مواعيد امتحانات الفصل الدراسي الأول للصفوف الدراسية    جلوب سوكر - خروج صلاح من القائمة النهائية لجائزتي أفضل مهاجم ولاعب    تكربم 120 طالبا من حفظة القرآن بمدرسة الحاج حداد الثانوية المشتركة بسوهاج    المستشفيات التعليمية تناقش مستجدات طب وجراحة العيون في مؤتمر المعهد التذكاري للرمد    تخصيص قطع أراضي لإقامة مدارس ومباني تعليمية في 6 محافظات    الداخلية تضبط قضايا تهريب ومخالفات جمركية متنوعة خلال 24 ساعة    مصرع موظف بشركة السكر وإصابة 4 آخرين في مشاجرة بنجع حمادي    صحة المنيا: تقديم أكثر من 136 ألف خدمة صحية وإجراء 996 عملية جراحية خلال نوفمبر الماضي    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025    تشكيل نابولي المتوقع أمام ميلان في كأس السوبر الإيطالي    وزير الثقافة يبحث تعزيز التعاون الثقافي مع هيئة متاحف قطر ويشارك في احتفالات اليوم الوطني    وزير الصحة: الذكاء الاصطناعى داعم لأطباء الأشعة وليس بديلًا عنهم    د. حمدي السطوحي: «المتحف» يؤكد احترام الدولة لتراثها الديني والثقافي    في خطابه للأميركيين.. ترامب يشنّ هجوما قويا على بايدن    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل شابين خلال اقتحامه بلدتي عنبتا وكفر اللبد شرق طولكرم    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 18ديسمبر 2025 فى المنيا.....اعرف صلاتك    بطولة العالم للإسكواش PSA بمشاركة 128 لاعبًا من نخبة نجوم العالم    غياب الزعيم.. نجوم الفن في عزاء شقيقة عادل إمام| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الدستور» تنفرد بأول حوار مع سالم لافي وموسي الدلح أبرز المطلوبين أمنياً بسيناء
نشر في الدستور الأصلي يوم 30 - 06 - 2010

في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة اشتباكات الأمن مع بعض المطلوبين أمنيا بمنطقة وسط سيناء، علي خلفية حملة المداهمات الأخيرة التي قامت بها الشرطة لضبط بعضهم بقرية «وادي العمرو» وبعض المناطق المحيطة بها، التقت «الدستور» ب «سالم لافي» و«موسي الدلح»، أبرز المطلوبين أمنيا بسيناء.. «لافي» و«الدلح» تحدثا من موقعين سريين بمنطقة الوسط عن أزمة البدو والدولة، وأسباب تصاعدها في السنوات الأخيرة، ودور الداخلية والتعامل الأمني المتشدد ضد أبناء سيناء في تصعيد الأزمة من أزمة «بدو وشرطة» إلي «بدو ودولة»، وهو ما دفع «موسي الدلح»، منسق شئون القبائل السابق بمصنع أسمنت سيناء، وأحد المطلوبين الحاليين، إلي المطالبة باستبعاد جهاز الشرطة ومختلف أجهزة وزارة الداخلية من سيناء، وإسناد مسئولية ملف سيناء لأجهزة سيادية أخري، مؤكدا أن أبناء سيناء فقدوا ثقتهم في الداخلية وقياداتها، لأنهم لم يوفوا بوعودهم وعهودهم لأبناء المنطقة منذ 2007، بينما هدد «سالم لافي» الذي هرب من سيارة الترحيلات بمساعدة بعض معاونيه أثناء ترحيله من القنطرة إلي شرق العريش قبل خمسة أشهر بتصعيد الأزمة خلال الأيام المقبلة مالم تتدخل الأجهزة السيادية للتهدئة، وللاستجابة لمطالب البدو. وألمح إلي استهداف خط تصدير الغاز أو خط نقل الكهرباء الدولي الذي يمر بمنطقة الوسط، وقال إن كل استثمارات سيناء ستكون مستهدفة طالما لم يشعر أهالي سيناء بالأمان.ولم يكن من العجيب أن تتلاقي أفكار «لافي» و«الدلح»، كونها علي خلفية واحدة، وتتعلق بمطالب واحدة أيضا، خاصة فيما يتعلق بالتشدد الأمني تجاه أبناء سيناء، وربط أزمة منطقة الوسط بالتشدد الأمني المبالغ فيه من قبل الداخلية. وبالرغم من الحصار المفروض علي منطقة الوسط في الوقت الحالي للقبض علي المطلوبين الذين يأتي «لافي» و"الدلح» علي رأسهم؛ إلا أنهما كانا قاطعين في التهديد بمواجهة تصعيد الداخلية بتصعيد بدوي، لكنه ليس بدافع الإرهاب أو التخريب، لكنه من منطلق الدفاع عن هوية البدو، وحقهم في الحياة بشرف وكرامة، في الوقت الذي أكدا فيه انتماءهما وولاءهما لمصر، رافضين أي محاولات للتشكيك في ولائهما لهذا الوطن.
البدو ينفون علاقاتهم بتفجير خط الغاز الطبيعي ولائحة المطلوبين وراء التوتر الأمني بسيناء
وسط مخاوف من مواجهة شاملة بين بعض البدو المطلوبين وقوات الشرطة يحاول الطرفان الآن تهدئة حدة الاشتباكات فيما بينهما خاصة مع نفي البدو أي علاقة لهم بالأنباء التي ترددت عن تفجير خط الغاز الطبيعي الذي يمر بسيناء ويتم من خلاله تصدير الغاز إلي إسرائيل والأردن وسوريا وقللت الشرطة من حجم المداهمات. ويحاول عدد من المشايخ الرسميين الآن التوسط بين الجانبين لإنهاء حدة التوتر الذي تشهده سيناء في حين يتبادل الجانبان مسؤوليتهم عن التوتر فتقول الشرطة أن لديها لائحة مطلوبين صدرت ضدهم أحكام قضائية واجبة النفاذ وبعضهم متورط في مقتل ضابط وشرطي آخر خلال هروبه من عربة الترحيلات، ويؤكد البدو أن هذه الأحكام غيابية وتم تحريرها ضدهم دون علمهم وأن الهجوم علي شاحنات البضائع المتجهة إلي إسرائيل عبر معبر العوجة هو رد فعل لحملة المداهمات التي تقوم بها الشرطة بالمنطقة. وتحاول الشرطة الالتزام بالاتفاق المسبق مع البدو بعدم مداهمة المنازل بشكل عشوائي إلا أنها تقول أن إطلاق الرصاص عليها فور دخولها المناطق البدوية يدفعها إلي التعامل مع مصدر النيران، وأنها لا تستهدف أي أبرياء. ويقول موسي الدلح أحد قيادات البدو بوادي العمرو وهو من ضمن المطلوبين للشرطة أن الموضوع لا يتعلق بالقبض علي أشخاص مطلوبين أو هروب سالم لافي من عربة الترحيلات فقط، وأن البدو لهم مطالب منذ فترة خاصة بالإفراج عن المعتقلين وعدم مداهمة البيوت. ونفي الدلح علاقاتهم بالأنباء التي ترددت حول تفجير خط الغاز، وأن هناك تلميحات كانت تشير إلي أن البدو هم المسئولون عن الواقعة. وقال الدلح إن هذه الأنباء لو صحت فليس للبدو أي علاقة به، وإنه يشكك في حدوثها. وأضاف أن البدو لا يمكن أن يصلوا إلي هذه المرحلة وأنه كانت هناك تهديدات من قبل البعض صدرت تحت الضغط الأمني عليهم إلا أنه تم التراجع فيها. وتابع أن البعض حاول إلصاق بعض التهم الباطلة بهم ومنها ما أعلنه أحد مواقع الانترنت عن قيامه بإحراق شاحنات مساعدات خاصة بالفلسطينيين وأنه ليس لهم أي علاقة بمثل هذه الأمور. وتوترت العلاقات بين البدو والشرطة منذ تفجيرات سيناء التي وقعت بين أعوام 2004 و2006 وألقت فيها الشرطة باللوم علي مجموعة من أهالي سيناء والذين شكلوا تنظيم التوحيد والجهاد

سالم لافي: هربت لأن «الداخلية» كانت تنوي تمديد اعتقالي.. واستثمارات سيناء ستكون «مستهدفة» إن لم يشعر الأهالي بالأمان
منذ 5 أشهر مضت وتحديدا في الطريق من مدينة القنطرة شرق إلي العريش، كان سالم لافي، أبرز المطلوبين أمنيا في سيناء والصادر بحقهم أحكام غيايبة وفقا لوزارة الداخلية، جالسا داخل إحدي سيارات الترحيلات التي تنقله إلي العريش لاستكمال التحقيقات في إحدي القضايا المتهم فيها. لكن لافي الذي قرر أن بقاءه في السجن لا يجب أن يستمر أكثر من ذلك، كان ينتظر حدًا أكثر أهمية، وتحديدًا عند قرية «التلول» الهادئة علي الطريق إلي العريش، حيث خرجت من وسط الصحراء 3 سيارات دفع رباعي تحمل عددًا من المسلحين، هاجموا سيارة الترحيلات والقوة المرافقة - القليلة عددًا مقارنة بأهمية الشخص المرحل بداخلها - بوابل من الرصاص. انتهي الهجوم علي سيارة الترحيلات بعد تبادل إطلاق أكثر من 700 رصاصة واستشهاد ضابط شرطة ومجند وإصابة عدد آخر من جنود القوة المرافقة، بينما نجح المسلحون في إخراج سالم لافي من سيارة الترحيلات ونقله بواسطة إحدي سيارات الدفع الرباعي إلي داخل الصحراء.. الآن بعد كل تلك المدة من هروب سالم واختفائه، يتحدث ل «الدستور» من أحد مواقعه السرية بوسط سيناء:
لماذا قررت الهروب رغم قضائك معظم فترة العقوبة التي لم يكن يتبقي منها وقتها إلا 11 شهرا فقط؟
- مبدئيا كنت أتعرض بشكل مستمر للتعذيب والتهديدات أثناء قضاء فترة عقوبتي سواء في سجن الزقازيق أو بورسعيد، وكانت إدارة السجن تضعني في الحبس الانفرادي لفترات طويلة كنوع من العقاب، بالإضافة إلي تعرضي للتعذيب والضرب والإساءات اللفظية والإهانات.
لكن لماذا جاء قرار هروبك حاسمًا قبل أشهر قليلة من انقضاء مدة عقوبتك؟
- قررت الهروب في اللحظة التي وصلتني فيها معلومات من مصادر أن وزارة الداخلية ستصدر قرارًا باعتقالي بعد انقضاء فترة عقوبتي، وأن النية مبيتة لإبقائي في السجن إلي أجل غير مسمي، لذا قررت الهروب.
هل صحيح أنك تعرضت لإصابات أو أن أحد المسلحين الذين ساعدوك علي الهرب توفي نتيجة إصابته أثناء عملية الهروب؟
- لا.. لم أتعرض لأي إصابة لكن عددًا ممن نفذوا عملية الهروب تعرضوا لإصابات خطيرة لكنها لم تؤد إلي وفاة أحد منهم.
كنت علي علاقة جيدة بعدد من القيادات الأمنية، وفي كثير من الأحيان كنت تذهب لزيارتهم في مديرية أمن شمال سيناء رغم وجود أحكام عليك.. لماذا انقلبت عليك تلك القيادات وقررت اعتقالك؟
- هذا صحيح حيث كانوا يستعينون بي في كثير من الأحيان لتهدئة أبناء القبائل في الأزمات السابقة أو لحل مشاكل عرفية، لكن يوجد الآن صراع بين قيادات أمنية جديدة وأخري قديمة علي ملف سيناء، واعتقالي كان واحدة من حلقات هذا الصراع حيث إنني اعتقلت غدرًا أثناء إحدي زياراتي لمديرية أمن شمال سيناء.
ما تفاصيل عملية إلقاء القبض عليك في مديرية الأمن بشمال سيناء؟
- في ذلك اليوم طلب مني اللواء محمد الخطيب، المسئول عن ملف شمال وجنوب سيناء والقناة، الحضور إلي مديرية الأمن في تمام الساعة 9.30 مساء لحل إحدي المشاكل العرفية، ورغم أنني كنت أحل معظم تلك المشاكل بالهاتف فإنه أصر علي حضوري. وصلت في الموعد وبمجرد دخولي لمديرية الأمن فوجئت بعدد من الضباط يهاجمونني ويلقون القبض عليّ.
وما التهم التي وجهت إليك في التحقيقات؟
- وجهوا لي تهم خطف ضباط وجنود شرطة علي الحدود، وسرقة السلاح والذخيرة الخاصة بهم، وتحريض أبناء القبائل علي الاعتصام علي الحدود، لكنني لم أفعل ذلك بل العكس تماما فالقيادات الأمنية كانت ترسلني لتهدئة المحتجين من أبناء القبائل علي الحدود، كما أرسلتني للتوسط والإفراج عن ضباط وجنود الشرطة المحتجزين لدي أبناء القبائل بعد مقتل بدويين اثنين علي الحدود برصاص الشرطة، ودفنهما في مقلب للقمامة.
ما الدليل علي أنك كنت وسيطًا للأمن لتهدئة أبناء القبائل ولست طرفًا مشاركًا في الأحداث؟
- الجميع يعلم أنني كنت أتدخل للتهدئة، خاصة في الأزمات التي كانت تحدث بين الأمن وأبناء القبائل، ومحضر التحقيقات في أحداث احتجاز ضباط وجنود الشرطة علي الحدود يثبت ذلك حيث يقول نص المحضر إنه تم الاتصال بشيوخ وعواقل قبيلة الترابين، وبينهم سالم لافي وإبراهيم العرجاني - الأخير لا يزال معتقلاً - لتخليص الجنود والضباط، ووفقًا للتحقيقات تدخلنا ونجحنا في الإفراج عن جنود الشرطة. وبعد أسبوعين من مقتل البدويين واحتجاز الجنود حضر أعضاء لجنة الأمن القومي بمجلس الشعب إلي سيناء لتقصي الحقائق، وسلمناهم صور جثث البدويين وتقرير الطب الشرعي الذي أثبت إصابتهما بالرصاص إلا أن الأمن اعتقلني واعتقل العرجاني عقابًا لنا علي تسليم تلك الأدلة للجنة تقصي الحقائق التي أصدرت تقريرًا جاء لصالح أبناء القبائل.
هل تعرف أي أخبار عن إبراهيم العرجاني؟
- مازال معتقلا ويعاني منذ 20 يومًا من جلطة أدت إلي إصابته بالشلل نتيجة للتعذيب الذي تعرض له في سجن برج العرب.
وقعت منذ أيام عدة اشتباكات بين مسلحين من أبناء القبائل والشرطة أدت لإغلاق منفذ العوجة.. ما أسباب تلك الاشتباكات؟
- قوات الشرطة بدأت بمهاجمة منطقة الوسط بالمدرعات، وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي علي عدد من المنازل وتسببت في مقتل عدد من الماشية والإبل ودمرت خزانات للمياه وداهمت الكثير من البيوت وكسرت محتوياتها، لذا رددنا عليهم بإعطاب إحدي المدرعات المتوجهة إلي منفذ العوجة لنقول لهم إننا نملك القدرة علي إصابة تلك المدرعات وقتل من فيها، لكننا أردنا توصيل رسالة أننا غير راضين عن طريقة تعامل الأمن مع أبناء القبائل.
هل هناك مطالب محددة لأبناء القبائل؟
- اجتمع يوم الاثنين الماضي شيوخ وعواقل قبائل سيناء والشباب وبحضور الشيوخ الحكوميين، واتفقوا علي المطالبة بتدخل جهة سيادية لتكون مسئولة عن التعامل مع أبناء القبائل بدلا من وزارة الداخلية التي تسببت في كثير من التوتر في العلاقة مع أبناء القبائل. وطالب الشيوخ أيضًا بإطلاق سراح جميع المعتقلين بموجب قانون الطوارئ وعلي رأسهم مسعد أبو فجر ويحيي أبو نصيرة وإلغاء الأحكام الغيابية.
من المعتاد ألا يحضر الشيوخ الحكوميون الاجتماعات التي تعارض وزارة الداخلية.. ما تفسيرك لحضورهم الاجتماع الأخير؟
- حضر الشيوخ الحكوميون الاجتماع لنقل رسالة من أبناء القبائل إلي الجهات المسئولة، وطلبنا منهم أن يبلغونا خلال أسبوعين بالتوصل إلي حل أو إخبارنا بأن الطريق بات مسدودًا، بالإضافة إلي أن الشيوخ الحكوميين شعروا لأول مرة بأنهم وأهلهم في الوسط معرضين للخطر والأذي من تعامل الأمن.

موسي الدلح: نطالب باستبعاد الداخلية من مناطق البدو وإسناد الملف ل «الأجهزة السيادية»
موسي الدلح، منسق شئون القبائل بمصنع أسمنت سيناء وأحد أهم الداعين إلي مؤتمرات القبائل التي عقدت بوسط سيناء خلال العامين الماضيين، والتي دعت إلي الإفراج عن المعتقلين من أبناء سيناء وإلغاء الأحكام الغيابية والاهتمام بتنمية وسط سيناء وتمليك الأراضي لأبنائها وتوفير فرص عمل لهم. وقد نجح موسي خلال مؤتمراته في جمع أبناء القبائل وحشدهم، مما تسبب له في الكثير من التوترات مع الأمن وصلت إلي حد مطاردته ومحاولة اعتقاله ومداهمة منزله أكثر من مرة كان آخرها منذ 3 أيام، وأخيرًا تدمير منزله مع 3 بيوت أخري في منطقة وادي العمرو. يضاف إلي ذلك أن الدلح يعد واحدًا من آلاف أبناء سيناء الذين تعرضوا للاعتقال علي أيدي قوات الأمن بعد تفجيرات طابا وشرم الشيخ دون أن توجه لهم أي تهم.
الهدوء عاد إلي حياة موسي لفترة وجيزة خلال الأشهر الماضية، لكن الأحداث تأبي أن يستمر الهدوء، حيث اكتشف موسي أن اسمه مدرج ضمن قائمة المطلوبين أمنيًا عندما داهمت الشرطة منزله منذ يومين، وهو ما دفعه إلي الانضمام إلي مجموعة من أبناء القبائل الذين صدرت بحقهم أحكام غيابية، ويطالبون بوقف تلك الأحكام والإفراج عن المعتقلين وإبعاد الشرطة عن ملف التعامل مع أبناء القبائل وإسناد تلك المهمة إلي إحدي الجهات السيادية.
ما أسباب التوترات المتجددة من حين إلي آخر بين أبناء القبائل والشرطة في سيناء؟
- بدأ التوتر مع الاعتقالات التي وقعت إثر تفجيرات طابا وشرم الشيخ واستمرت حتي عام 2007 عندما اعتصم البدو علي الحدود مطالبين بالإفراج عن معتقليهم لدي الأمن، وحينها تدخل اللواء عدلي فايد مساعد وزير الداخلية للأمن العام، ووعد بالإفراج عن المعتقلين وتحسين معاملة الشرطة للبدو وإلغاء الأحكام الغيابية بحضور قيادات المحافظة وشخصيات من جميع القبائل. وقد تم الإفراج عن عدد من المعتقلين بينما مازال حوالي ألف معتقل في سجون برج العرب وأبو زعبل ووادي النطرون والفيوم والوادي الجديد، وكلهم في السجون بأوامر اعتقال وبدون أي أحكام، وكلما اقترب موعد الإفراج عنهم يتم «تخزينهم» في سجون سرية بمعسكرات قوات الأمن حتي يتم إصدار أوامر اعتقال جديدة بحقهم. علي سبيل المثال، الروائي مسعد أبو فجر ويحيي أبو نصيرة حصلا علي أكثر من 20 حكم إفراج لم يتم تنفيذ أي منها، وهناك أيضا من تم اتهامهم وإصدار أحكام غيابية بحقهم لمجرد تقفيل القضايا مثل الطفل ياسر سليمان أبو زند (12 سنة) الذي فوجئ والده بأن عليه حكمًا غيابيًا ب 25 عاما في قضية مقاومة السلطات والاعتصام علي الحدود. وهناك أيضا رجل يدعي موسي مصلح أبو عريضة متوفي منذ 20عاما، ورغم ذلك تم اتهامه في قضية مخدرات وصدر بحقه حكم غيابي ب 20عاما.
ما المطالب المطروحة الآن؟
- لم يعد لدي أبناء القبائل أي ثقة في وزارة الداخلية، وقيادات الوزارة لم يوفوا بوعودهم التي قطعوها معنا منذ 2007 وحتي الآن، وعلي مدي السنوات الثلاث الماضية كانت كل وعودهم مجرد مسكنات وقتية لا تصل إلي حلول حقيقية لمشاكل البدو، لذا نطالب أن يتولي ملف أبناء القبائل أجهزة سيادية غير وزارة الداخلية، لأن تلك الأجهزة تفهم عادات البدو وتحترمها ولديها خبرة في التعامل معنا. نحن لا نريد المزيد من التعامل مع وزارة اعتادت استخدام القوة المفرطة ضدنا، فهي تهاجم الأهالي وتداهم المنازل باستخدام المدرعات وتطلق علينا الرصاص من عيار 500 مللي و250 مللي، مما أدي إلي قتل عدد من الماشية والإبل وتدمير بعض البيوت والعشش في وسط سيناء خاصة في منطقة وادي العمرو. نطالب أيضا بالإفراج عن المعتقلين من أبناء سيناء وعلي رأسهم الروائي مسعد أبو فجر ويحيي أبو نصيرة وإبراهيم العرجاني.
هل حدثت اتصالات ومفاوضات بينكم وبين القيادات الأمنية لحل الأزمة؟
- حاولت قيادات أمنية الاتصال بنا لتهدئة الموقف، لكننا ندرك جيدا أنها مجرد مسكنات ووعود وهمية سبق لنا أن جربناها واكتشفنا زيفها.
ما أسباب اشتعال الاشتباكات والمواجهات مع الأمن هذه المرة؟
- أجبرت الشرطة خلال انتخابات الشوري الأخيرة بالقوة عددًا من أصحاب السيارات النقل في وسط سيناء علي استخدام سياراتهم في نقل صناديق الانتخاب، مما أثار غضبهم، وترتب علي ذلك انتفاضة الأهالي ضد الأمن ومحاصرتهم لنقطة شرطة القسيمة ثم اقتحامها ليجدوا بداخلها مجموعة من الخرائط موضح عليها أماكن منازل قيادات من أبناء القبائل في وسط سيناء، وقائمة اعتقالات تضم أسماء أكثر من 60 شخصًا باعتبارهم عناصر شغب و200 شخص آخرين مطلوبين أمنيًا لاشتراكهم في التجمهر والاعتصام علي الحدود، بالإضافة إلي قوائم بالمتعاملين مع الأمن، مما أثار أهالي الوسط ودفع الوضع للاشتعال مجددا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.