ارتبط اسم الأميرة البريطانية الراحلة ديانا سبنسر، بالأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإيدز، والتخلص من الألغام حول العالم، ورغم مرور 17 عامًا على رحيلها في أواخر أغسطس من العام 1997، إلا أن أخبارها مازالت تستحوذ على اهتمام الناس ووسائل الإعلام، لاسيما فيما يتعلق بتفاصيل حياتها الخاصة. عاشت الأميرة ديانا، المولودة في الأول من يوليو عام 1961 في ساندرينجهام نورفولك بشمال الريف البريطاني، فترة طفولة مضطربة بسبب المشاكل بين والديها، التي انتهت بطلاقهما، وبعدها انتقلت للعيش مع أمها في شقة في لندن، وذلك عندما أخذت أمها أصغر اثنين من أطفالها بعد الانفصال وعاشوا هناك، وفي إحدى احتفالات الكريسماس ذهب الأولاد للاحتفال مع أبيهم، ولكنه لم يسمح لهم بالعودة مرة أخرى لأمهم في لندن، فرفعت الأم دعوى حضانة للطفلين، ولكن الأب حصل على حكم قضائي بحضانة ديانا وأختها. «ديانا» الزوجة الأولى للأمير تشارلز ولي العهد البريطاني، ووالدة الأمير وليام والأمير هنري (هاري) -وهما بالترتيب الثاني والثالث على خط تولي العرش الملكي البريطاني- لم تحصل على أي مؤهلات دراسية؛ مما دعاها أن تطلب من أبويها السماح لها بالانتقال إلى لندن قبل أن تتم السابعة عشرة من عمرها، واشترت شقة هناك عاشت فيها حتى عام 1981، وفي خلال تلك المدة سعت للحصول على دبلوم الطبخ، بالرغم من أنها كانت تكره الطهي. وأصبحت الأميرة ديانا (20 عامًا) وقتئذٍ، مادة غنية للصحافة العالمية عندما أُعلن رسميًا عن خطبتها للأمير تشارلز (33 عامًا)، في 24 فبراير من العام 1981، وإتمام مراسم زواجهما في كاتدرائية القديس بولس، في 29 يوليو من نفس العام، وسط احتفال أسطوري، قدّم خلاله الأمير تشارلز لعروسه ديانا خاتمًا مرصعًا ب14 ماسة «سوليتير» مرصوصة حول قطعة بيضاوية من الياقوت الأزرق الموضوع فوق 18 قيراطًا من الذهب الأبيض، فيما ارتدت الأميرة ديانا فستانًا مطرزًا من حرير «التفتا»، وصل طول ذيله إلى نحو 762 سنتيمترًا.
ومنذ ذلك الوقت، أصبح الجميع مهتمون بأدق تفاصيل حياة الأميرة ديانا، حتى قيل إن الحادثة التي أودت بحياتها مع صديقها (عماد) دودي الفايد، كانت أثناء هربهما من كاميرات المصورين. وقبل الزواج، كان الأمير تشارلز، على علاقة عاطفية مع الكثير من النساء، على رأسهن الأخت الكبرى للأميرة ديانا «سارا سبنسر»، وبالرغم من أن تشارلز التقى ديانا للمرة الأولى عام 1977 عندما كان يزور منزلها مع أختها سارا، إلا أنه لم ينظر لها بمنظور عاطفي إلا عام 1980، عندما جلسا سويًا في حفلة شواء بمنزل صديق مشترك «حينئذٍ بدأ يفكر بها كعروس محتملة»، إلا أن ابن عمه نورتن كناتشبول، شقيق الليدي أماندا الأكبر خطيبة الأمير تشارلز سابقًا، اعترض وزوجته على العلاقة، قائلاً: «إن تشارلز لم يكن يحب ديانا، وإنها مهتمة بمنصبه أكثر منه»؛ ما أثار حفيظة تشارلز، ودفعه إلى الاستمرار في الظهور علنًا والخروج مع ديانا، حتى تم الزفاف.
«أريد أن أخرج من هذا الجحيم» بعد نحو عام بدأت تتغير صورة الزواج السعيد، بظهور كاميلا باركر بولز في الصورة، وخيانة تشارلز لديانا معها، رغم أنها كانت متزوجة آنذاك، فيما أصيبت الأميرة ديانا باكتئاب نفسي قاسٍ، خصوصًا بعد إنجابها ابنها البكر الأمير ويليام، كما عانت من اختلال في قابليتها للطعام، أو ما يعرف طبياً باسم الشراهة المرضية، ما أصابها بهزال شديد. بدأت الأميرة ديانا تكتشف أن بروتوكول الحياة الملكية القاسي لا يُحتمل، خصوصًا ذلك الجانب الذي يفرض عليها أن تكتم مشاعرها وتلبي واجباتها كأميرة، وكلما ثارت وتمردت، وجدت نفسها تقابل بالنفور من قبل زوجها ومن قبل أفراد العائلة المالكة؛ ما دفعها إلى القول: «أنا أفكر بشكل مختلف، لأنني لا ألتزم بالقوانين المتبعة داخل هذه القصور، فأنا أتلقى الأوامر من قلبي وليس من رأسي».
ديانا.. أسيرة زواج خالٍ من الحب ورغم ذلك، واصل الزوجان الظهور معًا في المناسبات العامة، من دون أن يدرك الناس الوضع الحقيقي لزواجهما، وبعد عام من ولادة ابنهما الثاني الأمير هنري (هاري)، بدأت الشائعات تنتشر في كل أنحاء العالم عن تدهور الزواج الملكي، بخاصة وأن كلاً من الزوجين كان يقضي إجازته بصورة منفصلة وكانا لا يظهران معًا في احتفالات أعياد الميلاد والمناسبات العائلية، وكان كل منهما يقضي وقته مع حلقة محدودة من الأصدقاء الذين قاموا بنشر أخبار الزواج الملكي المضطرب في الصحافة وفي الكتب.
كما كان الزوجان من النادر أن يتحدثا أو ينظرا إلى بعضهما البعض، وقيل إنهما كانا يطلبان غرفتين منفصلتين خلال إقامتهما في القصور أو الفنادق الفخمة، وكانت الأميرة تصف زواجها ب«التعيس»، قائلة: «كنت أسيرة زواج خالٍ من الحب».
ولم يكن البروتوكول الملكي سببًا وراء تمرد الأميرة الشابة، بل كانت غيرتها الشديدة من علاقة زوجها ولي العهد بالمدعوة كاميلا باركر باولز، ولقائهما المستمر في منزله الريفي، وعلقت بمرارة قائلة: «كان هناك ثلاثة أشخاص في عش الزوجية، ما جعل المكان ضيقًا إلى حد ما، لذا فضلت الرحيل»، وأضافت: «أريد أن أخرج من هذا الجحيم».
طلاقها من الأمير تشارلز وعام 1992، اتفق الأمير تشارلز والأميرة ديانا على الانفصال، وتم الطلاق في 28 أغسطس عام 1996، وحصلت ديانا على مبلغ مالي للتسوية قدره حوالي 17 مليون جنيه استرليني، فضلاً عن منعها من التحدث عن أية تفاصيل. وكان مشهد انفصال ديانا عن زوجها مصدر ارتياح للكثيرين من أفراد العائلة المالكة، الذين كانوا يشعرون بأنها مصدر ضيق تجتذب الدعاية المرفوضة، وبأن ولي العهد لن يبقى في الظل خلفها بعد الآن.
غراميات ديانا وبعد طلاقها من الأمير تشارلز، ارتبطت ديانا بعلاقات متعددة مع شخصيات من جنسيات مختلفة؛ ففي العام 1995، أشارت إحدى صديقات ديانا، والتي تدعى جيمينا خان، التي كانت متزوجة من الجراح الباكستاني قريب حسنات، والمقيم في لندن، إلى أن ديانا كانت مغرمة جدًا به، وأرادت البقاء معه مهما كلف الأمر، حتى لو اضطرت إلى العيش في باكستان، وهذا ما جعلها تحاول التقرب من عائلته، كما أنها حاولت التقرب من والدة الطبيب؛ بغيّة أخذ موافقتها على ارتباطها بابنها.
إلا أن تلك العلاقة الجارفة مع الطبيب الباكستاني بدأت تتلاشى وتتفكك عندما تعرفت الأميرة ديانا على دودي الفايد، بالرغم من أن تلك العلاقة انطلقت في البدء لكي تثير غيرة حسنات لا أكثر. ولعل أكثر ما دفع بتلك العلاقة إلى الموت، هو تمسك الجراح الباكستاني بالحفاظ على سرية علاقتهما وعدم المجاهرة بها، ما دفع ديانا إلى القول يومًا، «إنه الوحيد غير المستعد لبيعي أو لاستغلال علاقته بي من أجل الشهرة والأضواء».
أميرة القلوب وكانت آخر علاقات الأميرة الشابة الغرامية مع (عماد) دودى الفايد ابن رجل الأعمال والملياردير المصري محمد الفايد، والذي لقي مصرعه في ساعة مبكرة من 31 أغسطس 1997، وذلك في حادث اصطدام سيارتهما بالعمود الرابع من نفق جسر «ألما» في باريس، بينما فارق ديانا الحياة بعد نقلها للمستشفى، وقتل في الحادث الذي قامت حوله فرضيات كثيرة، سائق السيارة الفرنسي ولم ينج منه سوى مرافقها البريطاني، ومنذ ذلك التاريخ تحولت الشعلة الذهبية الموجودة عند مدخل النفق إلى مزار تتراكم عنده باقات الأزهار والشموع وبطاقات الحب ل«أميرة القلوب».
حادثة طبيعية أم اغتيال؟ ولم يستطع المحققون حتى الآن الإجابة عن تساؤل (ما إذا كان حادثة طبيعية أم اغتيال؟)، حيث إن هناك أدلة تشير إلى أن الحادثة اغتيال، ولكن لا يوجد دليل قاطع على ذلك، كما قيل الكثير من التصريحات والأسباب عن ذلك الحادث؛ فقد كانت هناك مسؤولية على المصورين بسبب ملاحقتهم للسيارة التي كانت أشبه بالمطاردة، بالإضافة إلى أن فلاش كاميرات التصوير الذي كان يخرج منها عند استخدامها من قِبل المصورين، والذي كان له تأثير على رؤية السائق، وأفقده التحكم في السيارة، وحتى الآن لا توجد رواية مؤكدة حول موت الأميرة البريطانية التي توفيت في نهاية أغسطس من العام 1997، ولم تتجاوز ال36 من العمر.