بوتين: اتخذنا قرار دخول المساعدات إلى أوكرانيا بسبب المماطلة تشوركين: القافلة تحت حراسة قوات الدفاع الشعبي المحلية
في خطوة حاسمة أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قرار إرسال القافلة الروسية عبر حدود أوكرانيا اتخذ بسبب المماطلة السافرة من قبل سلطات كييف في هذا الموضوع. جاء هذا التصريح في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بمبادرة من الجانب الألماني، حيث أشار بوتين إلى أنه كان من غير المقبول تأجيل إرسال هذه المساعدات إلى المنكوبين في جنوب شرق البلاد من جديد. وأوضح بوتين أنه نظرا إلى التأخير الواضح من قبل كييف في مسألة المساعدة الروسية لسكان المناطق الجنوبيةالشرقية من أوكرانيا الذين يعانون من كارثة إنسانية تم اتخاذ قرار إرسال القافلة. وأعرب بوتين عن قلق روسيا العميق من مواصلة كييف عملياتها العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا، ما يسفر عن سقوط ضحايا جدد بين المدنيين. وفي الوقت الذي بحث فيه الرئيس الروسي بوتين مع المستشارة الألمانية ميركل الخطوات التي يمكن أن تقوم بها موسكو وبرلين للمساهمة في وقف إطلاق النار وبدء حوار وطني أوكراني، أوضحت إدارة الإعلام في الكرملين أن الحديث جرى بمبادرة من الجانب الألماني عشية زيارة ميركل المقررة إلى كييف يوم السبت 23 أغسطس الجاري. وفي نفس السياق، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أنه لم يكن بمقدور روسيا الانتظار أكثر من ذلك لإرسال مساعداتها الإنسانية إلى من يحتاج إليها في جنوب شرق أوكرانيا. وأعرب عن أمله في أن تصل القافلة الإنسانية الروسية إلى المحتاجين إليها بسلامة، مشيرا إلى أن الشاحنات تحت حراسة قوات الدفاع الشعبي المحلية. هذا وتتجدد المخاوف من إمكانية قيام القوات الأوكرانية بقصف القافلة، أو مواصلة قصف الطرق والمناطق التي تمر منها الشاحنات، لا سيما وأن كييف أبدت امتعاضها من دخول القافلة، معتبرة أن ذلك تعديا علي سيادتها. هذا في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولو الصليب الأحمر الدولي أنهم قاموا بالتنسيق مع كل من موسكو وكييف حول دخول المساعدات. من جهة أخرى قالت كييف إن عبور قافلة المساعدات الإنسانية الروسية الحدود الأوكرانية يعد انتهاكا من قبل روسيا لمبادئ القانون الدولي المحورية الخاصة بالحدود وبعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأشارت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى أن واقعة سير السيارات الروسية في الأراضي الأوكرانية من دون إجراءات رسمية جمركية وحدودية، وعدم تسليم الشحنة حسب الإجراءات المتبعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، تدلّ على التعمد والطابع العدواني لعمل الجانب الروسي. من جانبه قال مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني إنه في حال القيام بأعمال خارج إطار إيصال المساعدات الدولية، على الرغم من أنها الآن انتهكت، وإذا ظهر أن محتويات القافلة لا تحمل طابعا إنسانيا موادا، سيكون هناك رد فعل آخر. أما الولاياتالمتحدة فقد أعربت عن قلقها من قرار روسيا إرسال سيارات محمّلة بمساعدات إنسانية إلى شرق أوكرانيا. وأعلن المتحدث باسم البنتاجون الأدميرال جون كيربي عن إدانة بلاده لهذا العمل، داعيا موسكو إلى إعادة القافلة، مشددا على أنه لا ينبغي لروسيا إرسال وسائل نقل أو أناس أو شحنات مهما كان نوعها إلى أوكرانيا من دون موافقة صريحة من كييف. هذا في ما رأي الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوج راسموسن في تحرك قافلة المساعدات الإنسانية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية مواصلة لتصعيد النزاع في أوكرانيا. وقال راسموسن إنه يندد بتقدم ما يسمى بقافلة المساعدات الإنسانية الروسية في الأراضي الأوكرانية من دون موافقة السلطات ومن دون مشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. هذا انتهاك للالتزامات الدولية التي أخذتها روسيا على عاتقها في جنيف وبرلين، واستمرار لانتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا. والمعروف أنه بعد أيام طويلة من وقوف قافلة المساعدات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، وتزايد العمليات العسكرية للقوات الأوكرانية في شرق البلاد، دخلت الجمعة المجموعة الأولى من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية الروسية لمناطق شرق أوكرانيا، متضمنة 70 شاحنة ضخمة دخلت عبر معبر "إيزفارينو" الحدودي وتوجهت إلى مدينة لوجانسك التي تقف منذ عدة أسابيع على حافة مجاعة وانهيار كامل. وأكد الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على علم ببدء تحرك القافلة باتجاه لوجانسك. وتتألف القافلة الأولي 262 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية توجهت إلى أوكرانيا من مقاطعة موسكو في 12 أغسطس الجاري. وتشمل المساعدات الإنسانية 200 ألف طن من الأغذية والمياه والأدوية والمستلزمات المنزلية وكذلك 69 مولدا للطاقة. وكان مدير عمليات الصليب الأحمر الدولي في أوروبا وآسيا الوسطى لوران كوربا قد دعا، الخميس، جميع الأطراف المعنية إلى الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المناطق المتضررة بشرق أوكرانيا. وقال إن الصليب الأحمر يأمل في أن تدخل قافلة المساعدات الإنسانية الروسية إلى أوكرانيا يوم الجمعة، مشيرا إلى أن المنظمة قد اتخذت كافة الإجراءات الإدارية والتحضيرية المطلوبة من أجل تأمين عبور القافلة الروسية الحدود مع أوكرانيا. وأعرب كوربا في الوقت نفسه عن أسفه لقيام الجانب الأوكراني بعرقلة إتمام الإجراءات الجمركية اللازمة لعبور القافلة الإنسانية. على صعيد متصل، حذرت موسكو من أية محاولة لإفشال إيصال المساعدات الإنسانية الروسية إلى سكان المناطق المتضررة في شرق أوكرانيا. وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها، اليوم الجمعة، على أن إرسال قافلة المساعدات الروسية كان يحضّر له خلال فترة طويلة بشفافية كاملة وبالتنسيق مع الصليب الأحمر والجانب الأوكراني. وحذر بيان الخارجية الروسية من أن المسؤولية عن العواقب المحتملة لأي استفزازات ضد قافلة المساعدات الإنسانية ستقع بالكامل على عاتق أولئك "المستعدين للتضحية بأرواح مواطنين من أجل تحقيق أطماعهم وخططهم الجيوسياسية، وذلك في خرق صارخ لقواعد القانون الإنساني والدولي". وأكد البيان، في لهجة حاسمة، على أن موسكو لا يمكن أن تقبل باستمرار الوضع الحالي وبالأكاذيب وبعدم قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاق، مشددا علي أن قافلة المساعدات الإنسانية الروسية بدأت سيرها باتجاه مدينة لوجانسك. كما أعرب عن استياء موسكو من المواقف والإشارات المتناقضة لخبراء غربيين تدل على وجود "لعبة ما وراء الكواليس" لا تمت بصلة إلى تحقيق مهمة البعثة الإنسانية، مذكّرا، ومحذرا في آن واحد، بأن الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي رفضت في 20 أغسطس الحالي تبني بيان تأييدا للهدنة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى مقاطعة لوجانسك شرق أوكرانيا.