أعلنت حركة طالبان اليوم الخميس غداة اقالة قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال، عزمها على مواصلة القتال حتى رحيل الجنود الاجانب، في وقت بات يونيو منذ الان الشهر الاكثر دموية في صفوف قوات الحلف الاطلسي. واكد المتحدث باسم طالبان في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس عدم اكتراث حركة التمرد لمن يعين قائدا للقوات الدولية في افغانستان. وقال يوسف احمدي في اتصال هاتفي من مكان مجهول "لا يهمنا من هو القائد، أكان ماكريستال ام بترايوس. موقفنا واضح. سوف نقاتل المحتلين حتى رحيلهم". وعينت واشنطن الاربعاء الجنرال ديفيد بترايوس القائد الحالي للقوات الاميركية في العراق وافغانستان، خلفا لماكريستال. واقال الرئيس باراك اوباما ماكريستال الاربعاء اثر مقالة صحافية وجه فيها مع بعض مساعديه انتقادات ساخرة الى مسؤولين كبار في الادارة الاميركية. وحرص اوباما على الاشارة الى انه لم يقرر اقالة ماكريستال بسبب "اهانات شخصية" بل لان سلوكه "لا ينسجم مع المعايير المطلوبة من جنرال". وشدد في كلمة القاها في البيت الابيض على ضرورة "وحدة الجهود" في صفوف فريقه. وقال "مهما كان من الصعب علي ان اخسر الجنرال ماكريستال، فانني اعتبر انه القرار الصائب من اجل امننا القومي"، منوها في الوقت نفسه بسيرة الجنرال "اللافتة". من جهته اعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي مساء الاربعاء انه يحترم قرار اقالة ماكريستال مبديا استعداده للتعامل مع خلفه بترايوس "الجنرال المحنك". وياتي هذا التغيير المفاجىء على رأس القوات الدولية في وقت تسجل اعلى خسائرها منذ اجتياح افغانستان العام 2001 وقد قتل 79 جنديا في ثلاثة اسابيع، ما يجعل من يونيو الشهر الاكثر دموية في صفوف القوات الاميركية والاطلسية منذ ثماني سنوات ونصف سنة. ويوم الاربعاء وحده قتل 10 جنود من القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) بينهم اميركيان وخمسة بريطانيين، وقد سقطوا في عمليات تفجير بواسطة قنابل يدوية الصنع وتبادل اطلاق نار وحوادث. وهي ثالث مرة هذا الشهر يقتل عشرة جنود في يوم واحد. ويقدر متوسط القتلى من الجنود الدوليين الذين يسقطون يوميا في افغانستان في الاونة الاخيرة بثلاثة الى اربعة جنود.وباتت خسائر الحلف الاطلسي حتى الان هذا الشهر تتخطى حصيلة الفترة الممتدة من يوليو الى اكتوبر 2009 التي كانت الاشهر الاقل دموية بالنسبة للقوات الدولية في افغانستان. وبحسب تعداد تجريه فرانس برس استنادا الى موقع "آي كاجولتيز.اورغ" المستقل على الانترنت، فقد قتل 299 جنديا في اطار العمليات العسكرية في افغانستان، ما ينذر بتسجيل اعلى حصيلة للقتلى في صفوف القوات الاجنبية خلال العام 2010، بعدما كان العام 2009 قياسيا على هذا الصعيد (520 قتيلا). وصعدت حركة طالبان عملياتها الى حد بعيد خلال السنوات الثلاث الاخيرة رغم انتشار القوات الدولية التي تتلقى تعزيزات قدرها 30 الف عسكري اميركي اقرها اوباما، سترفع عديدها من 142 الف عنصر حاليا الى اكثر من 150 الفا بحلول اغسطس. ويسجل هذا التصعيد فيما تشن القوات الاطلسية منذ اسابيع عدة هجوما في قندهار معقل حركة طالبان في جنوب البلاد، مع توقع تكثيف الحملة خلال الصيف. وردا على هذا الهجوم، اعلنت طالبان في منتصف مايو اطلاق سلسلة من العمليات "الجهادية" من هجمات واغتيالات وتفجيرات تستهدف القوات الاطلسية وبصورة عامة الاجانب في افغانستان.