علي الرغم من دعاوي هيئة التأمين الصحي المتكررة بعدم وجود أي شبهة لإهدار المال العام في مشروع تطوير مستشفي التأمين الصحي بالسويس العام الذي تكلف نحو 62 مليون جنيه رغم أن المستشفي حديث الإنشاء ولا يعمل بكامل طاقته فإن هناك العديد من النقاط الغامضة الجديرة بالاهتمام بمشروع تجربة التأمين الصحي بالسويس والذي يديره الدكتور عصام أنور -مدير فرع القاهرة للتأمين الصحي- العقل المدبر للهيئة كما يحلو لرئيس الهيئة تسميته. ففي مفاجأة من العيار الثقيل حصلت «الدستور» علي عدد من المستندات الصادرة عن هيئة التأمين الصحي بتاريخ 3 يناير عام 2009 تشير إلي أن الميزانية التي كانت مرصودة لتطوير مستشفي التأمين الصحي بالسويس هي 12 مليون جنيه فقط مع إصرار الهيئة في بداية الأمر وبقرار من نائب رئيسها الدكتور محسن عزام علي عدم إقامة أي أعمال جديدة ابتداء من الأول من يناير 2009، إلا أن المكتب الهندسي الاستشاري الذي يقوم علي عملية تطوير المستشفي (حديث الإنشاء ) طالب بتغيير المصاعد والتكييف المركزي بالمستشفي ووحداته المنفصلة مع العلم بأن ذلك المكتب الاستشاري الهندسي لمشروع السويس ذو السمعة المرموقة يديره (للصدفة البحتة) المستشار الهندسي لرئيس الهيئة، والذي أكد أن التكييفات والمصاعد الموجودة بالمستشفي كثيرة الأعطال ولا تصلح، مطالبا بتغيير تلك المصاعد والتكييفات بأخري جديدة بتكلفه تبلغ 15 مليون جنيه فقط!! علي الرغم من أن إجمالي الميزانية المخصصة للتطوير بشكل إجمالي كانت 12 مليون جنيه. والمثير أن رئيس الهيئة وافق علي طلبات مستشاره الهندسي ليتم إنفاق 15 مليون جنيه في أعمال التكييف!! وكانت المفاجأة الحقيقية في الخطاب الذي حصلت عليه «الدستور» المرسل من إدارة المشروعات بهيئة التأمين الصحي بتاريخ 20 يناير الماضي إلي الدكتور سعيد راتب -رئيس الهيئة- والذي طالبت فيه الإدارة بمراجعة الأسعار الواردة لشراء أجهزة التكييف والمصاعد الجديدة لأنها مبالغ فيها !! وكانت النتيجة الإطاحة بمديرة الإدارة ونقلها إلي فرع التأمين الصحي بقنا !! بدعوي حاجه العمل لها هناك!! و المفاجأة الأخري تتمثل في الخطاب الصادر عن إدارة الشئون المالية بالهيئة والذي صدر بموافقة رئيس الهيئة علي اقتراح الدكتور عصام أنور التكييف القديم الذي كان ملحقًا بمستشفي السويس للتأمين الصحي والذي قيل إنه معطل إلي عيادة أسوان الشاملة لتركيبه، وهو ما يعني أنه صالح للعمل وإلا لماذا وافقت عيادة أسوان للتأمين الصحي علي تركيبه بها. تتبقي معلومة أخيرة وهي إنفاق نحو 6 ملايين علي أعمال الواجهات والديكورات لمستشفي التأمين الصحي بالسويس وتجديد لافتة المستشفي.