رئيس جامعة المنوفية يتفقد سير الامتحانات بكلية الهندسة ويهنئ العميد باعتماد 5 برامج دراسية    النيابة تطلق دورة تدريبية لتسهيل حصول المحامين على صور المحاضر والأحكام إلكترونيا    غير قادر علي المشي، فيديو جديد يظهر تردي الحالة الصحية للرئيس الأمريكى    شكري والصفدي يبحثان الاستعدادات لمؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة    لكثرة إصابات فتوح، الزمالك يكثف مفاوضاته لضم لاعب طلائع الجيش    حالة الطقس غدا الخميس 6-6- 2024 بوادي النطرون    مفيش كده، محمد رمضان يروج ل أحدث أغانيه (فيديو)    تجهز "كحك العيد".. صورة نادرة للنجمة هدى سلطان    روبوت طبي يجري عملية قلب مفتوح في السعودية    القومي لحقوق الإنسان والأعلى للثقافة يناقشان تعزيز قيم المواطنة    رئيس هيئة الدواء المصرية يستقبل نظيرته بجمهورية غانا    تحديد موعد عيد الأضحى لعام 2024: انتظار معرفة توقيت الفرحة والتأمل    رحلة البحث عن الوقت المناسب: استعدادات وتوقعات لموعد عيد الأضحى 2024 في العراق    تجديد تكليف سامية عبدالحميد أمينا عاما لجامعة بنها الأهلية    المنتدى الاقتصادي في بطرسبورج تجمع عالمي يتخطى الحدود السياسية    استقبال رائع لحجاج القرعة في الروضة الشريفة بالمدينة المنورة| فيديو    آخرهم أحمد جمال.. نجوم الفن في قفص الاتهام    "معلومات الوزراء": التقارير المزيفة تنتشر بسرعة 10 مرات عن الحقيقية بمواقع التواصل الاجتماعي    البابا تواضروس: الصين تسمح بطباعة الكتاب المقدس باللغة العربية    لابورتا: تغير "لهجة" تشافي سبب إقالته من برشلونة    قبل طرحة بالسينمات.. كل ما تريد معرفته عن فيلم «عصابة الماكس» ل أحمد فهمي    فوز الدكتورة هبة علي بجائزة الدولة التشجيعية عام 2024 عن بحث حول علوم الإدارة    لهذا السبب.. مي عمر تتصدر تريند "جوجل" في السعودية    أكرم القصاص يكشف موعد تشكيل الحكومة ومعايير اختيار الوزراء الجدد    الامارات تلاقي نيبال في تصفيات آسيا المشتركة    سن الأضحية وشروطها وما يجزئ منها.. 10 أحكام شرعية مهمة يجب أن تعرفها    موعد مباراة بلجيكا والجبل الأسود الودية استعدادا ليورو 2024 والقنوات الناقلة    «القومية للأنفاق» تعلن تركيب بوابات زجاجية على أرصفة مترو الخط الرابع    ڤاليو تطلق منتجها التمويلي الجديد «Ulter»    لطلاب الشهادة الإعدادية.. كل ما تريد معرفته عن مدارس التكنولوجية التطبيقية    وزير الري يبحث مشروعات التعاون مع جنوب السودان    وزير المالية: حققنا مراكز متقدمة فى 3 مؤشرات دولية للموازنة بالشفافية والإفصاح والمشاركة    لليوم الثاني.. استمرار البحث عن جثة شاب غرق في نهر النيل ببنها    تكريم الطلاب الفائزين فى مسابقتى"التصوير والتصميم الفنى والأشغال الفنية"    وزارة العمل تعلن بدء اختبارات الشباب المتقدمين لفرص العمل بالإمارات    اعتماد 32 مدرسة جديدة بالغربية من الهيئة القومية للاعتماد    لبحث التعاون.. جامعة الإسكندرية تستقبل وفد "جون مولان الفرنسية" (صور)    حزمة أرقام قياسية تنتظر رونالدو في اليورو    محافظ القليوبية: تطوير ورفع كفاءة 15 مجزرًا ونقطة ذبيح    مندوب فلسطين الدائم ب«الأمم المتحدة» ل«اليوم السابع»: أخشى نكبة ثانية.. ومصر معنا وموقفها قوى وشجاع.. رياض منصور: اقتربنا من العضوية الكاملة بمجلس الأمن وواشنطن ستنصاع لنا.. وعزلة إسرائيل تزداد شيئا فشيئا    يتناول نضال الشعب الفلسطيني .. عرض «علاء الدين وملك» يستقبل جمهوره بالإسماعيلية    حزب الجيل :فرض أمريكا عقوبات ضد الجنائية الدولية يؤكد أنها شريكة إسرائيل فى الإبادة    رئيس النواب الكازاخى: ندعم جهود السيسى لوقف إطلاق النار الفورى فى غزة    مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح الأحكام المتعلقة بحج المرأة (التفاصيل)    6 أركان للحج لا يكتمل إلا بها.. معلومات وأحكام مهمة يوضحها علي جمعة    لإحياء ذكرى عمليات الإنزال في نورماندي.. الرئيس الأمريكي يصل فرنسا    محافظ كفر الشيخ يتفقد موقع إنشاء مستشفى مطوبس المركزي    هيئة الاعتماد والرقابة الصحية: نستهدف توسيع نطاق الاعتماد وشهادات التميز    بتقرير الصحة العالمية.. 5 عناصر أنجحت تجربة مصر للقضاء على فيروس سي    رئيس إنبي: اتحاد الكرة حول كرة القدم إلى أزمة نزاعات    محافظ الفيوم يتابع أعمال لجنة وضع الضوابط والاشتراطات البنائية بقرية تونس    عبد الله السعيد: أتمنى انضمام "حجازي ورمضان صبحي" للزمالك.. والأهلي أفضل تجاربي الكروية    فليك يمنح قبلة الحياة لفيتور روكي مع برشلونة    مسئول فلسطيني: مسيرة الأعلام الاستعمارية بالقدس ستؤجج الأوضاع    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 5-6-2024 في المنيا    ل رجل برج الجوزاء.. كيف يمكن أن تكون جوزائيًا وناجحًا؟    صحة الوادى الجديد: تنفيذ قافلة طبية مجانية بقرى الفرافرة ضمن مبادرة حياة كريمة    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في الدستور الأصلي يوم 25 - 07 - 2014

منذ ثورة 25 يناير، كتب العبد لله بدل المرة عشرًا على الأقل، عن كيف تكون «أخلاق الثوار»، واستعنت بحكايات من التاريخ الإنسانى فضلا عن روايات وقصص من الأدب العالمى تؤيد وتبرز معنى أن السلاح الأقوى والأمضى للثورى والمناضل وكل من يقاوم العدوان والظلم واغتصاب الأوطان هو تفوقه الأخلاقى على الطغاة والمحتلين وقوى الشر عموما (مثل الجماعة المجرمة إياها).
لقد قلت وكررت كثيرا أن عنف الأعداء وإجرامهم وسفالتهم لا يجب مواجهتها بأفعال من الجنس نفسه، وحذرت من إطلاق العنان لتفكير بدائى وغرائزى يبرر اللجوء إلى العنف المجانى الأعمى أو استسهال التوسل بارتكابات وسلوكيات فظة بحجة أن العدو همجى ومتوحش ومنحط، وأوضحت أن التفكير بهذه الطريقة عادة ما يخلف كوارث ويصنع أسلحة فاسدة، سرعان ما ترتد قذائفها القاتلة إلى صدور الثوار أنفسهم، وشعوبهم ومجتمعاتهم أيضا.
واليوم أعيد التذكير بأن الحفاظ على حدود وروادع أخلاقية والإبقاء عليها مرعية ومقدسة فى أثناء ممارسة أفعال المقاومة والثورة، هى أصلا ضرورة عملية وليست مجرد التزام معنوى بقيم ومبادئ سامية، تؤكد أن الثوار والمقاومين يناضلون لبناء نموذج حياة إنسانية أرقى وأكثر تحضرا، ويسعون لرسم مستقبل بملامح نقيضة تماما لمشروع جماعة الشر الفاشية، الذى ينزّ بالفحش والظلم والقهر والقسوة والجلافة.
لكن لماذا التفوق الأخلاقى للثوار الحقيقيين هو ضرورة عملية؟! لسببين، أولهما الاختلال الفادح فى توازن القوى بين الثورة وأعدائها، إذ دائما وأبدا ما يتمتع العدو بقوة قمع وآلة بطش مادى رهيبة، ومن ثم هناك استحالة مطلقة أن ينجح الثوار فى مجاراة عنف العدو ومواجهته بمثله، فضلا عن هزيمته بهذا السلاح، لذلك فالسبيل الوحيد لتعويض هذا الفارق الرهيب فى القوة المادية هو تعظيم قوة الأخلاق، التى تبدأ بعدالة قضية الثوار ونبل مقاصدهم، وتصل إلى ذروتها بصرامة الالتزام بالمعايير والروادع الأخلاقية.. عندئذ ينسحق العدو رويدا رويدا ولا تعود لآلته الإرهابية أى قيمة، سوى أنها تفاقم أزمته وتزيد من ثقل جرائمه وتقرب يوم هزيمته واستئصال شأفته.
أما السبب الثانى فهو أن التوسل بالعنف الأهوج واستباحة الخروج على معايير الأخلاق واستسهال ارتكابات وممارسات واطية ومنفلتة من عقال القانون، بذريعة أن العدو واطى ولا أخلاق له ولا ضمير، هو أمر إذا ما بدأ وسمحنا بمروره مرور الكرام فلن يتوقف وينتهى بهزيمة الأعداء، ولكنه سيفتح كل أبواب الجحيم وستطال نيرانه وقذارته حتما صفوف إخوة الثورة ورفاق الكفاح، فيأكل بعضهم بعضا، بحجج وتعلّات لا أول لها ولا آخر.. هذا هو درس تاريخ الثورات وحركات التحرر التى تسامحت قياداتها مع العنف المجانى والانفلات الخلقى.
وبعد.. فهل لهذا الكلام مناسبة أو ذريعة معينة؟! الحق أنه لا يستند إلى أى ذريعة أو واقعة محددة، وإنما ينبع من مخاوف تجاوزت حدود مجرد الشعور بالقلق المبهم، وبدأت تجد ما يبررها فى عشرات الوقائع المادية المخزية، بل وكوارث مروعة تشى بنمو بذرة ثقافة بائسة جلفة وغبية تنزّ بالجهل وتستسهل خلط الأوراق واختزال قضايانا الكبرى فى فسافس تافهة عابرة، لعل من أسوأ نماذجها تلك المحاولة المخبولة التى يقوم بها هذه الأيام بعض المعوقين عقليا وأخلاقيا (يحسبون أنفسهم بالعافية على ثورة 30 يونيو)، لجعل العدو صديقا وتسويغ جرائمه البشعة ومشاركته فحش أفعاله بالبذاءة وفحش القول.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.