بكل فرحة وانشكاح أقدر أقول إني من القلائل اللي يقدروا يقولوا (أنا عشت طفولتي صح) وهذا الانشكاح مصدره كوني بنت! وده معناه اني لعبت في الشارع وجريت في مسابقات اوليمبية حوالين المربع السكني واستخبيت في لعبة (برطوس واستغماية) تحت عربية عمو فلان اللي راكنة.. ونطيت سرقة في بلكونة طنط مش عارفة مين في الدور الأرضي عشان انقذ الكورة اللي وقعت عندها قبل ما تعثر عليها وتشقها بالسكين زي البطيخة... وكان ليه أصحاب ولاد اكتر من البنات وياما اتعورت من وقعاتي بالعجلة لما حد يستظرف وبكل (براءة) يزنّق عليه.. وكله كوم ولذة الجري مذعورين والاختباء بسرعة في أي (زنقور) واحنا بنكتم الضحكات الخبيثة عشان عمو فلان (النكدي) فتح البلكونة وأطلق بصوته الجهوري الخشن صيحات الغضب عشان نفرنقع من قدام بيته بعد ما صدعناه من الصراخ واللعب والجري... إلخ - وطبعا لا يسلم الأمر من السباب بأولاد (الايشي) - كوم تاني. للأسف ذكريات جميلة بافتكرها كل ما باسمع أغنية حنان (كنا زمان ساكنين هنا)... والأسف لأني بزعل اوي علي بنتي لما ألاقيها زهقانة لأني مش هاقدر اخليها تتمتع بلعب الشارع زي ما لعبت ويادوب هاسمح لها تلعب في النادي (اللي مش هاروحه كل يوم) تحت سمعي وبصري وشمي إن لزم الأمر. والسبب ببساطة أن الشارع بتاعي غير الشارع بتاعها ؛ الشارع بتاعي كان كله دفا ومحبة وترابط وشقاوة بدم خفيف.. وكل الناس كانت تعرف بعض وبتخاف علي بعض وكان الجدع من دول مصري وابن بلد حتي النخاع.. والاهم من ده كله كان الشارع أمااااااان! أما الشارع بتاعها فكله غموض وخوف وجفاء ولامبالاة ولا حد بيعرف حد ولا لازمه المعرفة أصلا، ده بقي غير انعدام الأمان وموضة خطف الأطفال... وغياب الجدعان لحين إشعار آخر! لهذه الأسباب أخاف عليها من الشارع ولهذه الأسباب أقول... ابنتي العزيزة.. سوري.. انا عشت طفولتي بالطول والعرض..ايوه.. بس انتي تعيشيها زييي.. لأ!!