إنشاء فرع لمستشفي علاج سرطان الأطفال في وسط الدلتا، وفي مدينة طنطا بالتحديد، هو خطوة رائعة، تنقل ذلك المشروع الخيري العظيم إلي منطقة جديدة، في امتداد هو الأول من نوعه، ربما في تاريخ مصر كله، ولقد أسهم العديدون في هذه النقلة العملاقة، بدءاً من الدكتور عاصم غلاب، مدير مستشفي هلال طنطا، والذي أفرد جناحاً كاملاً للمستشفي الكبير، واللواء عبد الحميد الشناوي، محافظ الغربية، الذي منح المشروع كل الامتيازات والتسهيلات اللازمة، ومروراً بكل من تعاون في هذا الشأن، حتي يقترب العلاج من المرضي كخطوة أولي لإنشاء فروع أخري، في جنوب مصر، ونشر مظلة العلاج الخيري، في ربوع مصر كلها، من أقصاها إلي أقصاها، خاصة أن مظلة التأمين الصحي مازالت غير قادرة علي تغطية نفقات العلاج الباهظة، في تلك الأمراض الخبيثة .. وكالمعتاد، أتوقع أن تلقي هذه الخطوة هجوماً غير مدروس من البعض، خاصة أننا في هذا الزمن، صرنا نهاجم كل شيء، وأي شيء، ونرفض أيضاً كل شيء وأي شيء ..... تحية لكل من صنع صرحاً ملأ نفسي فخراً، وأنا أبعد بمئات الآلاف من الكيلو مترات عن أرض الوطن، من أوًَّل الفكرة، وحتي الاستعداد لبناء الفرع الجديد ... تحية لكل من تبرع ويتبرع وسيتبرع مستقبلاً، لعلاج طفل مصاب بذلك المرض الخبيث، ولمسح دمعة ألم عن عينيه، ودمعة قهر ومرار من عيون ذويه ... تحية من القلب لكل من وضع لمسة رحمة علي كتف طفل مريض بأخبث أمراض الكون، ولكل من بذل جهداً، لرفع نسبة الشفاء من وحش كاسر .... ودعوة لكل من هاجم المشروع ؛ ليذهب لزيارته، وليقضي فيه يوماً واحداً، مع أطفال مرضي يبتسمون، ويتماثلون للشفاء، وبعدها فالأمر متروك لضميره .... وهذا يكفي .