"كل العناصر التي سبقت الانتفاضة الثانية متوفرة".. كانت هذه رؤية صحيفة "الجارديان" البريطانية للمشهد الفلسطيني الآن؛ موضحة أن الفترة التي سبقت تلك الانتفاضة تميزت بفشل واضح في عملية السلام، ومع غياب أي عملية دبلوماسية لا يجد الفلسطينيون أمامهم إلا الغضب، لافتة إلى فشل مساع السلام التي تبناها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
قالت الصحيفة إن "حوادث القتل الانتقامية التي راح ضحيتها صبي فلسطيني و3 مستوطنين إسرائيليين قد تشعل فتيل انتفاضة ثالثة"، مضيفة أن "القتلى الأربعة بينهم عنصر مشترك هو أن حياتهم وضع نهايتها أشخاص يعتقدون أن ذبح طفل بريء فعل نبيل".
ميدانيًّا استمرت الاشتباكات بين الفلسطينيين من ناحية وبين قوات الاحتلال والمستوطنين اليهود من ناحية أخرى؛ ففي القدس أسفرت المواجهات عن إصابة عشرات الفلسطينيين برصاص الاحتلال الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع، وتجددت المواجهات بعد ساعات من تشييع آلاف الفلسطينيين من بلدة شعفاط، والأحياء المجاورة لها، جثمان الفتى أبو خضير الذي قام مستوطنون إسرائيليون فجر الأربعاء الماضي باختطافه من أمام منزله في البلدة وحرقه حتى الموت.
وقال النائب العام الفلسطيني محمد عبد الغني العويوي إن التشريح الأولي لجثمان الفتى أثبت أن السبب المباشر للوفاة هو الحروق النارية ومضاعفاتها"؛ موضحًا بقوله "تبين من خلال التشريح وجود مادة (شحبار) بمنطقة الرغامة (المجاري التنفسية) بالقصيبات الهوائية في كلتا الرئتين مما يدل على استنشاق هذه المادة أثناء الحرق وهو على قيد الحياة."
في السياق نفسه أصيب عدد من المستوطنين بحروق متفاوتة فجر، اليوم السبت، إثر إحراق الشبان الفلسطينيين المنتفضين سياراتهم على مدخل قلنسوة - جنوب غرب طولكرم بالضفة الغربية، وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الفلسطينيين الغاضبين رشقوا مستوطنًا كان يقود دراجته النارية بالحجارة ما أدى إلى إصابته بجراح، كما رشقوا شرطة الاحتلال والمستوطنين بالحجارة بعد أن أغلقوا منذ ساعات الفجر شوارع المدينة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجراح مختلفة.