الفشل الكبير من جانب «إخوان الإرهاب» فى حشد أى جماهير للمظاهرات التى دعوا لها فى ذكرى عزل مرسى وإسقاط الحكم الفاشى، هذا الفشل لا ينبغى أن يحجب عنا الوجه الآخر لإرهاب الإخوان وحلفائهم، حيث أصبح هذا الإرهاب يوجه للانتقام من الشعب الذى رفضهم وأسقط حكمهم وكتب نهايتهم بثورة شعبية أنقذت الوطن وحفظت هويته، ومنعت كارثة كانت مصر تساق إليها بتآمر الإخوان مع كل أعداء مصر. «إخوان الإرهاب» وحلفاؤهم أحيوا ذكرى سقوط الحكم الفاشى بمزيد من استهداف المواطنين الآمنين.. ربما يعتقدون أنهم سجلوا انتصارا عظيما بقتل طفل وإصابة آخرين بعد انفجار عبوة ناسفة زرعوها فى قطار أبو قير بالإسكندرية! وربما يعتقدون أنهم أحرزوا نجاحا كبيرا بتوزيع قنابلهم على بعض محطات المترو والسكك الحديدية حيث تم إبطال معظمها، وانفجر بعضها بلا ضحايا فى ظل إجراءات أمنية مشددة! هذا أسلوب تعودنا عليه من «الإخوان» على مدى تاريخهم، إلى جانب عمليات الاغتيال وخطط التدمير للمرافق والمنشآت العامة، ولأن الإرهاب غبى فهم يعودون لما بدؤوا به. قيادات «الإخوان» هى من القطبيين، الذين اعتنقوا أفكار سيد قطب، وبعضهم كان معه فى مؤامرة 65، وسمعوه وهو يطلب نسف الكبارى والسدود ومحطات الكهرباء والمياه، وإغراق الدلتا، ويعرفون أنه، وهو فى الطريق إلى تنفيذ حكم الإعدام، كان يصرخ بأنهم لو كانوا نفذوا ما طلبه من عمليات تدمير لما كانت هذه هى النهاية! بمثل هذا التفكير علينا أن نتوقع استمرار المعركة ضد الإرهاب، وأن نراقب جيدا توجه إخوان الإرهاب إلى الانتقام من جماهير الشعب، الذى أسقطهم وأدان خيانتهم، ويستوجب ذلك منا سياسة أمنية أكثر حزما، لا تترك مكانا لإهمال أو تقصير، كما يستلزم الأمر تطوير العمل بأجهزة الأمن ومدها بكل التجهيزات المطلوبة لمواجهة صعبة، لأنها ضد عدو يختفى بين المواطنين، وخلايا تتعدد فى تنظيمات عنقودية، ومجرمين بلا سجلات سابقة يتوافر لهم الآن المال والسلاح والفكر المجنون. على الجانب الآخر لا بد من التأكيد أن العلاقة الطيبة بين الشعب والشرطة هى السلاح الأساسى فى هذه المواجهة، ومن هنا فإن أى تجاوز فردى فى استخدام السلطة من جانب الشرطة أمر ينبغى التصدى له بكل حسم، وأظن أن الرئيس السيسى فى اجتماعه الأخير بقيادات الشرطة قد نبه إلى هذا الأمر، وعلى الجميع أن يأخذ ذلك بكل جدية. «إخوان الإرهاب» هم الذين وضعوا أنفسهم فى مواجهة مع الشعب كله، وليس مع جهاز شرطة أو حتى مؤسسات دولة، وقد قال الشعب كلمته حين أسقط حكمهم الفاشى قبل عام، وهو يؤكد ذلك الآن حين يواجه الإرهاب ويرفض أى محاولة من الإخوان وحلفائهم للعبث بأمن الوطن، ومهمتنا الأساسية الآن هى الحفاظ على وحدة الشعب مع الدولة «بكل مؤسساتها» فى وجه وباء الإرهاب الذى تقوده الإخوان، الذى أسقط عن نفسه كل الأقنعة وهو يوجه رصاصاته وقنابله نحو أطفال أبرياء ومواطنين لا ذنب لهم، إلا أنهم وقفوا ضد الإرهاب وانحازوا إلى الوطن الذى لا يعرفه الإخوان وحلفاؤهم فى مصر وغيرها! تخوض الشرطة معركة قاسية، وتحتاج إلى كثير من الدعم والإمكانات التى لا بد من توفيرها، لكن سلاحها الأساسى هو أنه لا مجال لتقصير أو إهمال، ولا مكان لمن يعتدى على حرية مواطن وحقوقه الأساسية مهما كان. ويبقى الإدراك بأن المعركة ستطول «خصوصا فى ظل ما يحدث حولنا من تمدد للإرهاب فى المنطقة»، وأن المواجهة الأمنية لها الأولوية الآن بلا شك، لكنها لا يمكن أن تمضى وحدها، فالمعركة شاملة تبدأ من تجديد الخطاب الدينى وإنقاذ أطفالنا من سيطرة التطرف على قطاع كبير من مدارسنا، ولا تنتهى بالإصلاح الاجتماعى بالعدل والإصلاح السياسى بترسيخ الديمقراطية. المطلوب هو استراتيجية لمواجهة الإرهاب تكون فى الوقت نفسه جزءا من رؤية شاملة لمستقبل مصر.. نرى إشارات هنا وخطوات إيجابية هناك، لكننا ننتظر الاستراتيجية الشاملة، ونرجو أن لا يطول الانتظار!