أفادت مصادر صحفية وشهود عيان في محافظة صلاح الدين الى الشمال من العاصمة العراقيةبغداد أن القوات الأمنية العراقية تشن هجوما منذ فجر اليوم السبت على مدينة تكريت بالمدرعات والدبابات من عدة محاور. واضافت المصادر اشتباكات عنيفة اندلعت على الطريق الرئيس المؤدي الى تكريت بين المسلحين - وبينهم عناصر من الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) - الذين يسيطرون عليه و القوات الامنية.
وفي منطقة مكيشيفة في ناحية دجلة شمال سامراء، أكد شهود عيان من اهالي المنطقة وقوع اشتباكات بين مسلحين والقوات الأمنية التي تحاول السيطرة على الطريق المؤدي الى تكريت مما أسفر عن وقوع إصابات لدى الطرفين حسب شهود العيان.
من جانبه أكد مصدر في جهاز مكافحة الارهاب في العراق لبي بي سي أن "القوات التابعة له والمتجحفلة معها تشن هجوما الآن على مدينة تكريت من عدة محاور".
ونقلت وكالة فرانس برس عن احد قادة الجيش العراقي الفريق صباح الفتلاوي قوله "لمسلحي داعش خياران، اما الهرب او الموت."
وقال الجيش العراقي إن طائراته المروحية الحربية نفذت غارات في تكريت.
ونقلت وكالة اسوشييتيد برس عن الناطق العسكري العراقي الفريق قاسم عطا الموسوي قوله إن الغارات استهدفت مواقع للمسلحين في جامعة تكريت الواقعة شمالي المدينة.
وقال عطا إن ثمة تنسيق مع الولاياتالمتحدة "في مجال دراسة الاهداف المهمة" على حد تعبيره.
وكان المسلحون قد استولوا على تكريت مركز محافظة صلاح الدين في وقت سابق من الشهر الحالي.
وفي بغداد، أفادت مصادر أمنية وطبية صباح السبت بمقتل أربعة مدنيين وإصابة 11 آخرين بسقوط قذائف هاون على منطقة سبع البور، وهي من المناطق الفقيرة التي تسكنها غلبية شيعية شمال بغداد.
وكانت الولاياتالمتحدة قد أكدت في وقت سابق انها تستخدم طائرات مسيرة (بدون طيار) في العراق لحماية العسكريين الامريكيين الذين وصلوا مؤخرا الى البلاد لمساعدة القوات العراقية بصفة مستشارين في التصدي للمسلحين.
في غضون ذلك، قال رئيس اساقفة اربيل لبي بي سي إن اكثر من 40 الف مسيحي قد فروا من قراهم القريبة من الموصل في الايام الاخيرة، بعد ان هاجم مسلحون قريتي قره قوش وكرملش، ولجأوا الى اقليم كردستان العراق.
وفي وقت لاحق، نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر عسكرية وطبية عراقية قولها إن 20 من رجال الامن قتلوا واصيب 22 بجروح في اشتباكات مع مسلحين في ثلاث مناطق جنوب غربي العاصمة.
وفي دمشق، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغيه ريابكوف إن بلاده "لن تقف مكتوفة الايدي" فيما يواصل المسلحون الجهاديون تقدمهم في العراق.
وقال المسؤول الروسي للصحفيين بعد اجتماعه بالرئيس السوري بشار الاسد إن "روسيا لن تقف مكتوفة اليدين ازاء محاولات بعض المجموعات نشر الارهاب في المنطقة."
واضاف "ان الوضع في العراق خطير جدا، إذ تتعرض اسس الدولة العراقية للتهديد."
واكد على ان الحل في العراق - كما هو في سوريا - يجب ان يأتي "من خلال حوار وطني حقيقي."
وردا على سؤال عن قرار واشنطن تزويد المعارضة السورية "المعتدلة" بالاسلحة، قال ريابكوف "نرفض هذه السياسة الامريكية. ففي مصلحة الجميع، بمن فيهم الامريكيين، ان يتم التعامل مع سوريا بمسؤولية."