أزعجني كثيراً هذا الخبر المنشور علي صفحات جريدة «الأهرام» مؤكداً علي لسان الأديب الكبير «محمد سلماوي» رئيس اتحاد الكتاب المصريين والعرب أنه ينتظر أن يتقدم أبناء الكاتب الكبير «إحسان عبد القدوس» محمد وأحمد باتهام عن سرقة إسرائيل لقصة إحسان «أين عمري» لكي يتصل بالسفير الإسرائيلي بالقاهرة للحصول علي حقوق الورثة.. الحكاية كما أشارت الجريدة تعود إلي عام 1960 عندما اكتشف الكاتب الكبير «أحمد بهاء الدين» أن قصة «أين عمري» أعيد نشرها بالعبرية وليس العربية في كتاب يتم توزيعه في إسرائيل.. إنها بالطبع لصوصية ولكن ما تريده إسرائيل هو تحديداً ما قرر أن يفعله «محمد سلماوي» وهو أن تبدأ مصر في المطالبة بالحصول علي مستحقاتها مقابل السرقة وبالتالي فإننا نتحدث عن تطبيع ثقافي يبدأ بأن تطرق شخصية لها حجمها الأدبي وقيمتها الاعتبارية باب سفير إسرائيل في القاهرة.. إسرائيل لم تسرق فقط «أين عمري» لإحسان المؤكد أنها سرقت أغلب أعمال «إحسان» وعدد من الكبار أمثال «نجيب محفوظ»، «يوسف السباعي»، «بهاء طاهر»، «جمال الغيطاني»، «علاء الأسواني».. إسرائيل تسرق أيضاً أفلامنا عن طريق الأردن حيث إن بعض الموزعين العرب في الأردن يبيعون نسخة لإسرائيل ولكن غرفة السينما المصرية ملتزمة بألا تقيم أي علاقة مباشرة مع إسرائيل ولهذا فهي لا تطالب بحق بيع هذه النسخ لكي لا يعد تطبيعاً ثقافياً مع إسرائيل.. سبق أن طلبت إسرائيل مباشرة من الشاعر «أحمد شفيق كامل» أن ترسل له أي مقابل مادي يرضاه لكي يتم طبع C.D لأغنية «أنت عمري» التي كتبها «شفيق» ولحنها «محمد عبد الوهاب» وغنتها «أم كلثوم» لكنه رفض تماماً أي تعامل مباشر قائلاً عبارته الشهيرة: «يغوروا هما وفلوسهم».. تكرر الأمر مع أغنية «زحمة يا دنيا زحمة» لأحمد عدوية ورفض أيضاً الملحن «هاني شنودة» تقاضي أي مقابل رغم أن إذاعة إسرائيل لا تكف عن إذاعة هذه الأغنية بصوت «عدوية» وأصوات آخرين.. الملحن «محمد رحيم» مؤخراً رفض ملاحقة مطربة إسرائيلية قضائياً تقدم له أغنية «إيه اللي بيحصل ده» التي لحنها لمريام فارس.. إسرائيل تسعي لمثل هذه الاتفاقات وهي بالمناسبة واحدة من الدول - مثل مصر - الموقعة علي قانون حماية حقوق الملكية الفكرية ولكننا نرفض العلاقة المباشرة التي تريدها إسرائيل.. ولهذا تعجبت من تصريح رئيس اتحاد الكتاب المصريين والعرب لأنه حتي الآن لم يكذبه ولا أدري كيف لم يستشعر الأستاذ «سلماوي» تلك الخطورة لا أزال أنتظر أن أسمعه يقول مثل «شفيق كامل» يغوروا هما وفلوسهم؟!