قرية سندسيس بمركز المحلة الكبري كأغلب قري مصر لم تكن يوما محور اهتمام أي مسئول لا تنفيذي ولا شعبي، يزورها أعضاء مجلس الشعب مرة قبل الانتخابات، وتنافس فيها علي مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات الأخيرة مرشح إخوان وآخر مستقل واثنان من الحزب الوطني فنجح مرشح الإخوان ولم يره أحد في القرية منذ إعلان النتيجة، ونجح المستقل وانضم إلي الحزب الوطني فكانت صدمة الأهالي الكبيرة والأولي، أما الصدمة الثانية فكانت أن هذا النائب ضابط الشرطه السابق لم يلتفت إلي القرية التي كانت سبباً رئيسا في نجاحه أمام مرشح الوطني. سندسيس قرية لها طابع خاص في كل شيء قرية ريفية حاولت التحضر لكنها عجزت عن ذلك فوقفت في المنطقة المحصورة ما بين جمال الريف وبساطته وزحمة المدينة وتلوثها، يعمل أهلها إما في أعمال الخرسانة أو في صناعات لها علاقة بالغزل والنسيج، حتي تحولت القرية إلي ما يشبه منطقة صناعية، تنتشر بها المصانع التي دمرت مساحات زراعية كانت مستغلة في الماضي أفضل استغلال، دارت بالقرية الماكينات فقتلت ما تبقي بها من هدوء وبساطة، ورغم أن سندسيس وهو اسم فرعوني في الأساس من أكبر قري مركز المحلة الكبري من حيث المساحة وعدد السكان فإنها أيضا من أكثر القري حرمانا من الخدمات، بل من كل شيء، فهي حتي الآن تعيش بلا صرف صحي ولا مياه نظيفة، وكل ما قامت به الوحدة المحلية أن رصفت عدداً من شوارع القرية لكن سرعان ما كسرتها من جديد. القرية بها معهد أزهري متهالك كيانا وتعليما، ومدرستان.. إحداهما للمرحلة الابتدائية والأخري تضم المرحلتين الإعدادية والابتدائية التي أنشأتها الدولة منذ فترة قريبة فكان تلاميذ المرحلة الإعدادية يضطرون للسفر إلي قرية أخري لعدم وجود مدرسة إعدادية في القرية، وحتي الآن يضطر طلاب الثانوي إلي السفر إلي المحلة أو إلي قرية سامول التي تبعد عن القرية 7 كيلومترات لعدم وجود مدرسة ثانوي بالقرية. مشكلة سندسيس ليست في المدارس فقط، فمنذ خمس سنوات تقريبا تم تجديد الوحدة الصحية الموجودة بالقرية لكنها مغلقة منذ افتتاحها، لا يستفيد منها سوي النساء الراغبات في تنظيم الأسرة أو تطعيم أبنائهن فقط، حتي مركز شباب القرية تحول إلي سبوبة يسترزق منها كلُُّ قدر استطاعته فلا أنشطة يشارك فيها ولا فعاليات يقوم بها ولا خدمات يقدمها، وتحول إلي ما يشبه الخرابة رغم أنه حديث البناء لكن الإهمال عبث به. مؤخرا حاول بعض من شباب القرية التفكير في حال قريتهم بعد أن هانت علي الجميع فأنشأوا جروبا علي الفيس بوك اختاروا له اسم «سندسيس إلي الأفضل» لكن كل حواراتهم مازالت تدور حول كيفية تحويل القرية إلي الأفضل وهي ساقطة تماما من حسابات المسئولين.