خالد سعيد.. شاب مصري سكندري مثل فلقة القمر، عمره 28 سنة، يعشق الموسيقي وخاصة الراب..أنيق، لبق، ذكي، مرح، محب لأهله وأصدقائه ومحبوب من الجميع. إذا نظرت إلي وجهه الجميل تمنيت من الله أن يرزقك بابن في شبابه وجماله أو علي الأقل يرزق ابنتك بعريس يشبهه. مازلت أنظر إلي صورته التي نشرتها الصحف وهو في كامل بهائه ونضرته وإلي جوارها صورة أخري لشخص لا يصدق أحد أنه خالد نفسه..الصورة الثانية لشخص مخلوع الفك مهشم الأسنان محطم الجمجمة متورم الوجه والعينين، الزرقة تكسو صفحته والدماء المتخثرة تضع حداً لحياة الشاب التي انتهت بعد أن تعرض لعدوان وحشي وقع عليه بواسطة اثنين من حيوانات السلعوة المفترسة المنطلقة في الطرقات. كان خالد يجلس في كافيه للإنترنت عندما دخل اثنان من السلعوة قاما بتفتيش الشباب الجالس واستوليا علي نقودهم كما يفعلون في هجماتهم اليومية. اقترب أحدهما من خالد وتعامل معه بالسفالة المعهودة. لم يقبل خالد أن يتعرض للإهانة وهو الذي يجلس في حاله فطلب من السلعوة أن يتكلم بأدب..لم يحتمل الوحشان أن يريا شخصاً يرفض الإهانة ويرفض دفع الإتاوة فقاما علي مشهد من كل الناس بسحبه للخارج وأخذا يضربان رأسه في الرخام والحديد بمنتهي العنف ثم أنشبا فيه مخالبهما وأعملا فيه أنيابهما وظلا ينهشان لحمه ويطحنان عظامه لمدة عشرين دقيقة متصلة كانت فيها الفريسة تئن وتتوجع وتطلب الرحمة لكن أياً من الوحشين لم يتوقف لثانية واحدة عن نهش خالد الشاب المهذب الوسيم ابن الناس بكل التوحش والبدائية، ولم يتركاه إلا بعد أن تحطمت جمجمته واختفت ملامحه وصار وجهه مثل العجينة المعجونة بالدماء وفارقت روحه الجسد الذي تهشم وصعدت إلي بارئها تشكو لله إجرام المجرمين وسفالة السفلة وتوحش حيوانات السلعوة الطليقة.مات خالد مقتولاً علي يد الوحشين لأنه ارتكب ذنباً فظيعاً هو أنه اعترض علي الإهانة ورفض أن يقوم كلب مسعور بسب أمه وأبيه وطالب بأن تتم معاملته كإنسان. إنني أطلب من كل أب وكل أم أن ينظر إلي صورتي خالد المنشورتين بالصحف قبل القتل وبعده ثم ينظر إلي صور أبنائه ليتأكد أن كل شاب جميل يشبه خالد هو قتيل محتمل، كل قمر يزين بيوتكم ويعد بتحقيق أحلامكم قد يكون الفريسة التالية، كل ولد ترونه فخر أبيه وعز أمه وسند أخواته البنات من الوارد أن تتسلموا أشلاءه من علي الرصيف، كل عريس تعدونه للفرح وللدخول علي عروسة من المحتمل أن يسبقوكم ويزفوه للموت مقتولاً، كل شمعة تضيء بيوتكم قد تُصدر الكلاب المسعورة حكماً بإطفاء نورها إلي الأبد، وكل ولد رباه أبواه علي العزة والكرامة واحترام النفس هو علي لائحة الموت التي وضعتها حيوانات السلعوة الطليقة المنفلتة.لا أحد من أبنائكم بمأمن طالما تتركون الوحوش ترتع بجوار بيوتكم. إياكم أن تناموا مطمئنين إلي أن أبناءكم في أمان لأن أهل خالد أيضاً كانوا يظنون أن ابنهم المهذب الذي يمشي جنب الحيط لا يمكن أن يصيبه أذي، إلي أن أفاقوا علي جثة ابنهم ممزقة وغارقة في الدماء ملقاة علي الأسفلت!. أتمني أن يقوم أصحاب السلعوة الذين أطلقوهم علي الناس بلم حيواناتهم وجمعها من الشوارع قبل أن يخرج عليهم الناس يمزقونهم ويشربون من دمائهم.