بالأسماء، "الصحفيين" تعتمد نتيجة لجنة القيد الأخيرة للانتقال لجدول المشتغلين    فضيحة اسمها الانتخابات    تطبيق خارطة الطريق في أسرع وقت.. رئيس الوزراء: ملف الإعلام أولوية قصوى    متى يزيد إنتاج الغاز المحلي ومصير حقل ظهر؟ رئيس الوزراء يرد    "تراجع المستعمل لا يتوقف".. بيجو 301 موديل 2020 ب570 ألف جنيه    ما الجدوى الاقتصادية من استيراد الغاز الإسرائيلي؟ رد حاسم لرئيس الوزراء    شوبير أم الشناوي، من يحرس مرمى الأهلي أمام فاركو؟    ضبط مدير مطبعة بتهمة نسخ الكتب الدراسية دون تصريح في بدر    مصرع مسن صدمته سيارة على طريق السويس بالإسماعيلية    إبراهيم نجم: الفتوى رسالة حضارية تواجه فوضى التطرف وتخدم السلام    مؤتمر الإفتاء يحذر: فتاوى الذكاء الاصطناعي تشوه الدين    "إيه الجمال ده".. ميرنا جميل تخطف الأنظار في أحدث ظهور لها    محافظ الإسماعيلية يوجه فرع الرعاية الصحية بتخصيص الفترة الصباحية لكبار السن (صور)    مجلس الوزراء يستهل اجتماعه بدقيقة حدادا على روح الدكتور علي المصيلحي    الاحتلال يستهدف منتظري المساعدات ويواصل قصف المناطق السكنية    رغم انخفاض الأمطار وسد النهضة.. خبير يزف بشرى بأن مياه السد العالي    وزارة الرياضة: نسعى لمنظومة خالية من المنشطات.. ونراقب عقوبات الجماهير وعقود اللاعبين    بعد صرف 800 مليون إسترليني.. هل نشهد أقوى سباق على الإطلاق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي؟    عارضة أزياء عن أسطورة ريال مدريد السابق: «لا يستحم».. ونجم كرة القدم: انتهازية (تفاصيل)    «غربلة وتغييرات».. إعلامي يكشف قرار ريبيرو المفاجئ تجاه هؤلاء في الأهلي    نور وغزل تحرزان ذهبية تتابع ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 سنة بالإسكندرية    رئيس الوزراء ينعي الأديب المصري الكبير صنع الله إبراهيم    جامعة الجلالة توجه الشكر لأول مجلس أمناء بعد انتهاء بعد دورته    "المتحدة" تطلق حملة توعية بمخاطر حوادث الطرق للحفاظ على الأرواح    3 أيام من البحث.. انتشال جثة مندوب أدوية غرق بعد انقلاب سيارته في ترعة بسوهاج    فكك 6 شبكات تجسس.. قصة خداع «ثعلب المخابرات المصرية» سمير الإسكندراني للموساد الاسرائيلي    مجلس الوزراء يوافق على إعفاء سيارات ذوى الإعاقة من الضريبة الجمركية    القائمة بأعمال وزيرة البيئة تتابع آخر مستجدات العمل بمصرف المحيط بالمنيا    رئيس الوزراء يوجه الوزراء المعنيين بتكثيف الجهود لتنفيذ الوثائق التي تم توقيعها بين مصر والأردن وترجمتها إلى خطط وبرامج على الأرض سعياً لتوطيد أطر التعاون بين البلدين    "هيلعبوا بالفلوس لعب".. 4 أبراج على موعد مع الثراء وتحول مالي كبير    أكاديمية الفنون تكشف عن موعد انطلاق «مهرجان مسرح العرائس».. بالتفاصيل    حقق إجمالي 141 مليون جنيه.. تراجع إيرادات فيلم المشروع X بعد 84 يومًا    «مصر وطني الثاني».. راغب علامة ينهي أزمته مع نقابة الموسيقيين بعد لقاء مصطفى كامل    "خايف عليك من جهنم".. مسن يوجه رسالة مؤثرة لشقيقه من أمام الكعبة (فيديو)    كيف نخرج الدنيا من قلوبنا؟.. علي جمعة يضع روشتة ربانية للنجاة والثبات على الحق    بشروط صارمة.. «الإدارة الروحية الإسلامية» بروسيا يُجيز استخدام حقن «البوتوكس»    أوقاف سوهاج تختتم فعاليات الأسبوع الثقافى بمسجد الحق    ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا التي اشترتها أمريكا من روسيا.. فما قصتها؟    تخفيف الزحام وتوفير الأدوية.. تفاصيل اجتماع رئيس "التأمين الصحي" مع مديري الفروع    محافظ المنوفية يفاجئ مكتب صحة الباجور ويحيل عاملا للتحقيق- صور    رئيس منطقة سوهاج الأزهرية يتفقد اختبارات الدارسين الخاتمين برواق القرآن    وزارة الزراعة: إجراء التلقيح الاصطناعي لأكثر من 47 ألف رأس ماشية    "قيد الإعداد".. الخارجية الأمريكية تقترب من تصنيف الاخوان منظمة إرهابية    وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2025    إنهاء إجراءات فتح حساب بنكى لطفلة مريضة بضمور النخاع الشوكى بعد تدخل المحافظ    جهاز تنمية المشروعات وبنك القاهرة يوقعان عقدين جديدين بقيمة 500 مليون جنيه لتمويل المشروعات متناهية الصغر    اتصالان لوزير الخارجية مع نظيره الإيراني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية    رئيس جهاز مدينة دمياط الجديدة يتفقد أحد مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص    وزير الخارجية يبحث مع نظيره السعودي تطورات الأوضاع في غزة    وزير التربية والتعليم يكرم الطلاب أوائل مدارس النيل المصرية الدولية    "الشناوي في حتة تانية".. تعليق ناري من الحضري على مشاركة شوبير أساسيا مع الأهلي    الصحة: حريق محدود دون إصابات بمستشفى حلوان العام    قافلة المساعدات المصرية ال 14 تنطلق إلى قطاع غزة    شجرة أَرز وموسيقى    البيضاء تواصل التراجع، أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 13-8-2028 بالفيوم    مواعيد مباريات اليوم.. قمة باريس سان جيرمان ضد توتنهام بالسوبر الأوروبي    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    إخماد حريق نشب في محول كهرباء تابع لترام الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرى الأقباط فى الصعيد.. لا مانع اليوم من التصويت
نشر في الدستور الأصلي يوم 24 - 05 - 2014

عانى الأقباط خلال فترة حكم الإخوان من التهميش، ومن قبلُ عانوا من المنع والتحرش بهم فى أثناء الإدلاء بأصواتهم. الآن أمام أقباط مصر فرصة للاندماج والمشاركة فى اختيار الرئيس السادس لجمهورية مصر العربية، والتأكيد على هويتهم الوطنية.

بنى سويف : هدوء.. استقرار.. مشاركة
كتب- أشرف مصطفى:
شوارع بنى سويف تسودها حالة من الارتباك والترقب بين المواطنين قبل انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية، خصوصا الأقباط، وسط معاناة عدد من القرى ببنى سويف، خصوصا جنوب المحافظة بالفشن وببا بالجنوب من حالة احتقان، وأحيانا تنتقل تلك المناوشات إلى شمال المحافظة أيضا بقرى الغروب.


من ناحيته قال مصدر قبطى بمطرانية بنى سويف «هناك محاولات لمنع الأقباط من المشاركة فى الانتخابات الرئاسية القادمة، التى ستجرى يومى 26 و27 مايو، فالبعض يتوعدهم فى حال خروجهم يومى الانتخابات»، وأضاف المصدر «معظم الأصوات من المقرر أن تخرج من المناطق التى يتمركز بها الأقباط، حيث يوجد ببنى سويف نحو 27 كنيسة، وتكثر فى مدينة ناصر، التى يوجد بها اثنان من الأديرة التابعة للأقباط وقرية بنى بخيت التابعة لمركز بنى سويف والفشن جنوب بنى سويف»، لافتا إلى أن الانتخابات الماضية شهدت خروجا كبيرا من السيدات والفتيات والفئة المثقفة والمتعلمة، وفضل عدد كبير من الفئات البسيطة وغير المتعلمين الجلوس بالمنازل، ولم يذهبوا للإدلاء بأصواتهم، لافتا إلى أن امتناع الأقباط عن الخروج قد يكون بالقرى التى تعانى احتقانا فى الأساس، ومن أبرز تلك القرى الديابية وماركو وجرجس وموريس والزرابى، لافتا إلى أن تلك القرى مرشحة للانفجار، خصوصا فى أيام الانتخابات.

وأضاف المصدر أن «المحافظة كانت من أعلى محافظات الجمهورية مشاركة من جانب الأقباط مقارنة بباقى محافظات الجمهورية، حيث بلغت نسبة مشاركة الأقباط 35% من كتلتهم التصويتية فى الانتخابات الماضية».

وأوضح الأنبا غبريال أسقف بنى سويف وتوابعها قرار تأجيل الاحتفال بموسم مار جرجس، الذى كان سيقام بدير مار جرجس بسدمنت الجبل بمركز إهناسيا بمحافظة بنى سويف فى الفترة من اليوم 17 مايو حتى 29 مايو الجارى، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية فى الفترة من 31 مايو وإلى 9 يونيو القادم.

من ناحيته أكد القمص فرانسيس فريد، وكيل مطرانية بنى سويف، أن الكنيسة تسعى للابتعاد عن النزاع السياسى ليخلو الخطاب الدينى من التدخل فى الشأن السياسى بوجه عام دون أى توجيه للناخبين، وأضاف «ليس لنا دخل بالصراع السياسى، ونحاول الابتعاد عنه داخل الكنيسة، وفى نفس الوقت لسنا ضد أن يقوم أحد بممارسة حقه السياسى حتى يكون إيجابيا، ويمارس دوره بفعالية، ولا شك أن الحوار الجماهيرى خلال ثورة 30 يونيو كان كبيرا».

وأشار فرانسيس، فى تصريحات ل«الدستور الأصلي»، إلى أن الحكومة الحالية تسير فى الطريق الصحيح نحو تنفيذ خارطة الطريق وحل المشكلات مثل المساواة والمواطنة وعدم التمييز وإحداث تحسن حقيقى، وعدم إشعار أى من المواطنين أنه درجة ثانية.

من جانبه قال المستشار مجدى البتيتى، محافظ بنى سويف، «المحافظة على استعداد تام لهذا اليوم التاريخى والفارق، الذى تشهده مصر لأول مرة فى تاريخها بإعلان رئيس منتخب بإرادة شعبية، فتم تأمين جميع المرافق والأماكن الحيوية بالمحافظة بقوات الأمن والجيش، وأيا كان الرئيس القادم فسوف يتولى المهمة، ويتعاون معه الجميع».وأصدر البتيتى تكليفات مشددة لجميع التنفيذيين بالمحافظة، بضرورة الالتزام بالحياد التام بين مرشحى الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها مايو المقبل، وعدم اتخاذ أى مواقف تتضمن شبهة الانحياز إلى أى طرف على حساب طرف، مؤكدا «المحافظة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، والانتخابات ستتم بكل نزاهة وشفافية، تحت الإشراف القضائى الكامل، ودور الأجهزة التنفيذية بالمحافظة يقتصر على الجوانب التنظيمية والإدارية المتمثلة فى تجهيز المقرات الانتخابية واللجان وإمدادها بالتجهيزات اللازمة، وهو ما سينعكس على إتاحة الفرص المتساوية أمام المتنافسين دون التأثير على إرادة الناخبين أو توجيههم للتصويت لمرشح على حساب مرشح آخر.


المنيا: لجان التصويت فى قلب الأحداث
كتب- محمد الزهراوى:
على الرغم من الوجود القوى للأقباط داخل محافظة المنيا، حيث تصل نسبتهم إلى 35% تقريبا من تعداد سكان المحافظة، الذى يتخطى الخمسة ملايين نسمة، لكن يبدو أن غالبية تلك الأصوات سوف تذهب هباء، فعشرات العزب ذات الأغلبية المسيحية الواقعة داخل المحافظة، توجد لجان تصويتها داخل القرى ذات الأغلبية المسلمة، حيث يكثر عدد أعضاء جماعة الإخوان والتيارات الدينية المتشددة.

«الدستور الأصلي» ألقت الضوء على هذا الواقع المرير الذى يعيشه الآلاف من أقباط المحافظة، خصوصا قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتهديدات التى يواجهها الأقباط بسبب تأييدهم المرشح المشير عبد الفتاح السيسى، فهناك عديد من العزب المسيحية يواجه سكانها صعوبة ومرارة كبيرة فى المشاركة فى العمليات الانتخابية، وعلى رأس تلك العزب عزب «دير الملاك، أبو حنس، المجيدى، بشرى، الإسماعيلية، الشيخ تلادة»

فعزبة أبو حنس التابعة لمركز المنيا يصل تعداد سكانها إلى نحو 10 آلاف نسمة، معظمهم من الأقباط، منهم 4 آلاف صوت انتخابى، لا يتمكنون من المشاركة فى العملية الانتخابية، لإحجامهم عن المشاركة تجنبا لأى اشتباكات بينهم وبين إسلاميين متشددين، كما حدث فى استفتاء 19 مارس لعام 2011 فى عهد المجلس العسكرى.

نفس الأمر أيضا تعرض له أقباط عزبة المجيدى التابعة لمركز المنيا، بحرمان نحو ألف صوت تقريبا من المشاركة فى أى استحقاقات انتخابية ضد التيار الإسلامى، بسبب وجود لجانهم الانتخابية بقرية زهرة ذات الأغلبية المسلمة المطلقة، حيث الوجود المكثف للتيار السلفى وأعضاء جماعة الإخوان بها.

وفى مركز ملوى جنوب المنيا، يعانى أهالى عزبة دير الملاك ذات الأغلبية المسيحية، التى تبلغ نحو 4 آلاف نسمة، معاناة شديدة فى المشاركة فى العملية الانتخابية، سواء كانت برلمانية أو رئاسية، أو مشاركة استفتائية، وذلك بسبب وجود اللجان الانتخابية الخاصة بهم داخل قرية الريرمون ذات الأغلبية المسلمة.

وفى مركز سمالوط، شمال محافظة المنيا، نجد عزبة بشرى مثالا صارخا لمعاناة الأقباط فى المشاركة فى الانتخابات، حيث يؤكد أهالى القرية أن ما يقرب من 800 ناخب، لم يتمكنوا من المشاركة فى استفتاء مارس 2011، وكذا فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية، لتخوفهم من تعرضهم لأضرار، خصوصا أن لجانهم الانتخابية تقع بقرية إطسا البلد ذات الأغلبية المسلمة.

أهالى العزب المسيحية المقرر تصويتهم فى لجان بقرى مسلمة، أشاروا إلى المعاناة الكبيرة التى يتعرضون لها خلال العملية الانتخابية، سواء من ناحية العامل النفسى، والضغط الذى يمارس عليهم للتصويت لمرشح بعينه، أو من الناحية البدنية، وما يلاقونه من متاعب كبرى، خصوصا التنقل بين تلك القرى سيرا على الأقدام، من أجل الوصول إلى لجانهم الانتخابية الموجودة بالقرى المسلمة.


أسيوط: أين تذهب أصوات 6 قرى؟
كتب- طارق عبد الجليل:
من الصعب معرفة العدد التقريبى للأقباط فى أسيوط لعدم وجود إحصائية فى ذلك، لكنهم يمثلون كتلة تصويتية مهمة تسعى القوى السياسية دوما إلى استقطابها فى الانتخابات والاستفتاءات، وكل شأن سياسى، وظهر ذلك جليا فى الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2012، حين سعى أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق لاستخدامهم، باعتباره ممثلا للقوى المدنية، أمام مرشح جماعة الإخوان المسلمين.

بدت الكتلة التصويتية لأقباط أسيوط فى التصويت على استفتاء دستور 2012 غير واضحة المعالم، خصوصا أن المناطق المعروفة بارتفاع النسبة العددية لهم صوتت ب«نعم» رغم أنه كان معروفا أن الأقباط سيتجهون إلى التصويت ب«لا» فى الاستفتاء لتأكيد موقف الكنيسة، التى أعلنت انسحابها من الجمعية التأسيسية للدستور، اعتراضا على المادة رقم 220 المفسرة للمادة الثانية.

قراءة بسيطة لنتائج دستور 2012 «دستور الإخوان» تجد فيها عدم ظهور واضح لكتلة الأقباط، خصوصا فى محافظة أسيوط المعروفة بارتفاع عدد الأقباط بها خرجت للتصويت بنعم، حيث بلغ عدد المصوتين بنعم نسبة «77%» بعدد يبلغ 450 ألفا و773 صوتا.

الأمر نفسه حدث بانتخابات الرئاسة فى نفس المحافظة، حيث أعطت المحافظة النسبة الكبرى لرئيس الإخوان محمد مرسى، فحصل على إجمالى أصوات وقتها يقترب من 554 ألف صوت مقابل 347 ألفا لمنافسه أحمد شفيق.

الأمر الذى يفسره البعض بارتفاع نسب الفقر فى المحافظة والأمية والبطالة، لكنه فى نفس الأمر يطرح تساؤلات حول هذه الكتلة، أين ذهبت؟ وهل تأثرت، بسهولة، بأمور الاستقرار وعدم التطوير فى المحافظات أم أن القوى المدنية وجدت صعوبة فى اختراق هذه المناطق؟ وهل النسبة العددية للأقباط هناك ليست كبيرة أم تم التأثير عليهم من قبل الإسلاميين فلم يخرجوا للتصويت؟

الناشط السياسى والنائب البرلمانى السابق عن دائرة القوصية جمال أسعد يقول إن الإسلاميين فى الصعيد يستغلون مشاركة الأقباط فى الاستفتاء والانتخابات للحشد بالتصويت بعكس ما يصوتون به، وظهر هذا فى استفتاء مارس بالتصويت بنعم ضد الكنيسة والمسيحيين، وهو نفس ما فعلوه فى الاستفتاء على الدستور 15 ديسمبر بدعم المواطنين للتصويت بنعم باعتباره الخيار أمام المسيحيين المصوتين بلا.

أسعد قال «إذا حاولنا تحليل نتائج الاستفتاء، التى أتت أغلبيتها بنعم فى أسيوط، سنجد أن هذه المحافظة تمثل معقل الجماعة الإسلامية، كما أن عدد الأقباط ليس كبيرا، فنسبتهم هناك تتراوح ما بين 20% و30%، وحتى إن ذهب أغلبيتهم للتصويت فلن يمثلوا نسبة كبيرة للتصويت بلا».

أسيوط يوجد بها أكثر من 6 قرى ذات أغلبية مسيحية، منها قرية العزية التابعة لمركز منفلوط، التى تملك كتلة تصويتية تقدر بنحو 12 ألف صوت، وقرية الجولى بذات المركز، إضافة إلى قرية الحمام التابعة لمركز أبنوب وقرية «زرابى الدير» التابعة لدير المحرق التابع لمركز القوصية، وبها أكثر من 12 ألف نسمة من الأقباط وقرية السراقنة التابعة لمركز القوصية وقرية كودية النصارى التابعة لمركز ديروط.

ورغم أن أسيوط تعتبر من معاقل الجماعة الإسلامية، وحدث بها عديد من أحداث الفتنة الطائفية فى ثمانينيات القرن الماضى، فإن منع الأقباط من الذهاب للتصويت لم يحدث فى أسيوط إلا فترة الإرهاب فى التسعينيات. وتظل أسيوط هى المحافظة التى لا يمنع فيها الذهاب للتصويت غير إطلاق النار والحوادث الثأرية فقط.


سوهاج: محافظة قرية الكشح آمنة
كتب- وائل بدوى:
تعتبر محافظة سوهاج من المحافظات التى تشهد كثافة سكانية كبيرة، وتضم عددا كبيرا من الأقباط، يظهرون بكثرة فى المدن وعواصم المراكز ومدينة سوهاج، لكن فى الأرياف لا تكاد تخلو قرية من أقباط يتعايشون مع المسلمين بشكل عادى، ويظهر تجمع الأقباط فى قرى بعينها فى المراكز، ولهم تأثير كبير فى عمليات الانتخابات.

ولم تسجل المحافظة طوال كل الانتخابات الماضية، أى منع للأقباط من عمليات التصويت، ولم تسجل المحافظة أى اعتداء على حقوق الأقباط فى ممارسة حياتهم السياسية، وإن كان الوضع مختلفا فى الانتخابات المقبلة، ومن المتوقع حدوث مضايقات، ومنع للأقباط من النزول للإدلاء بأصواتهم، ويمكن أن نشهد مثل هذه الأحداث فى مناطق «ساحل طهطا»، الذى شهد خلال الأوقات الماضية ظهور تظاهرات من عناصر الإخوان لإرهاب أهالى الساحل.

وإن كان المركز به أيضا قرية الشيخ مسعود التى تمتاز بتجمع للأهالى من الأقباط، لكن المؤشرات تؤكد مرور الانتخابات بها بشكل طبيعى، وتعتبر قريه الكشح بمركز دار السلام الأشهر فى المحافظة، حيث يبلغ عدد الأقباط بالنسبة لمجمل أهالى القرية أكثر من 90% من إجمالى السكان، الذى تخطى حاجز ال20 ألف نسمة، وتعتبر قرى نقنق والنغاميش من مراكز تجمع الأقباط فى مركز دار السلام، وإن كان العدد لا يساوى أقباط الكشح.

وفى مركز طما يعتبر أكبر مراكز تجمع القوى التصويتية للأقباط قرية المدمر، وقرية ساحل طما، وكوم غريب، ومن خلال الأحداث الماضية وكثافة وجود الإخوان بمركز طما، يمكن أن تشهد المنطقة مضايقات للأقباط خلال عمليات التصويت على اختيار رئيس الجمهورية المقبل.

وفى مركز البلينا تعتبر عزبة نضيف وقرية الشيخ مرزوق من القرى التى تشهد أغلبية السكان من الأقباط، وإن كانت الأوضاع المستقرة بالمركز، تشير إلى عدم وجود أى نية لمنع الأقباط من الخروج للتصويت، ومن مراكز المحافظة التى تمتاز بالطبيعة الصحراوية مركز جهينة، ومن أهم تجمعات الأقباط بالمركز، قرية نزة الحاجر، ولا يمكن أن تتم مضايقة الأقباط خلال التصويت، إلا إذا خرجت عناصر الإخوان من قرى الحرافشة، ويعتبر مركز المراغة، أحد مراكز شمال المحافظة الذى يضم مركزا من مراكز الكثافة التصويتية للأقباط



قنا: خطر السلفيين يتلاشى
كتبت- إسراء محارب:
تعد اللجان الانتخابية بمركزى قوص ونجع حمادى فى قنا، من أكثر اللجان التى يحدث بها مناوشات ومشاجرات بين الأقباط وأنصار المرشحين، بسبب كبر حجم الكتلة التصويتية للأقباط فى المدينة، خصوصًا فى قرى بهجورة والرحمانية، شرق النيل، حيث تبلغ الكتلة التصويتية فى المنطقتين نحو 20 ألف صوت فى الأولى، و18 ألف فى الثانية.

عدد كبير من أنصار المرشحين يصطنعون الفوضى وإثارة البلطجة، لتحجيم تصويت الأقباط، كما حدث فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية عام 2011، وهو الاستفتاء الذى سمى فى ما بعد ب«غزوة الصناديق»، حيث تعمد تأخير وتعطيل اللجان ذات الأغلبية القبطية بالمحافظة، فلم يتم فتح لجنة 81 مدرسة خالد بن الوليد، نجح حمادى، فى موعدها، وتأخيرها حتى منتصف اليوم الأول.

بالإضافة إلى ذلك قام عدد من البلطجية التابعين لمرشح معين أو حزب بعينه بقطع الطريق لمنع وصول القضاة أو الناخبين لأماكن الاقتراع، خصوصا فى قرى غرب بهجورة، عقب دمج اللجان لنقص القضاة المشرفين على العملية الانتخابية. من جانبها قالت سحر ميخائيل من مركز قوص، إنها تعرضت فى أثناء عملية الاستفتاء على الدستور فى 2013 للطرد والمنع من اللجنة ومنعها من الاستفتاء. وفى قرية الرحمانية يتم تأجير بلطجية من أماكن معروفة كما يؤكد مجدى موريس لترويع الأقباط وفرض الإتاوات عليهم.

وشاركه لطفى خليل، من قرية الرحمانية، بأنه فى الانتخابات الرئاسية الماضية قام مجموعة من السلفيين بمنع الأقباط من الخروج للانتخابات للإدلاء بأصواتهم من خلال التجمهر أمام كنيسة العذراء بالرحمانية، ومنع الصلاة بها، واحتجاز المصلين بداخلها. كما قاموا بحرق بعض منازل الأقباط بالقرية وتكسير سياراتهم ومحلاتهم التجارية كنوع من التهديد والترهيب.

بينما أعلنت قبائل قنا مساندتها للجيش والشرطة فى تأمين العملية الانتخابية القادمة، ومن جانبه قال هشام الشعينى، منسق المجلس الأعلى لشورى القبائل العربية إن القبائل الغربية أعلنت مساندتها للجيش والشرطة منذ أن تأسس مجلس شورى القبائل العربية عقب «30 يونيو» المجيدة لتأمين كل المنشآت العامة والحيوية والمساعدة على تنفيذ خارطة الطريق التى وضعها الشعب فى «30 يونيو» وانحاز إليه المشير عبد الفتاح السيسى المرشح الرئاسى



أسوان: فتنة «السيل» تهدد بضعف الإقبال
أسوان- عوض سليم:
لا ريب أن النزاع القبلى بين «الهلايل» و«الدابودية» بأسوان مطلع أبريل الماضى، الذى حصد أرواح 26 شخصا بجانب عشرات المصابين، قد فرض حالة من القلق الأمنى والسياسى بالمحافظة قبل أيام من الانتخابات الرئاسية، وذلك خشية حدوث أى تداعيات أو تطورات جديدة، خصوصا أن الجراح لم تلتئم بعد فى نفوس أهالى الضحايا.

غير أن ما يضاعف من حساسية الأزمة أن منطقة السيل الريفى، التى شهدت حمام الدم الذى سال بين القبيلتين، تضم عشرات الأسر المسيحية، التى ينتظر أن تشارك بفاعلية فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن أجواء التشديدات الأمنية تثير بعض القلق، فى ظل أن الأجواء لا تزال مشحونة، حيث يشعر عدد كبير من الأسر المسيحية والمسلمة أيضا أن نزولها محفوف بالمخاطر للإدلاء بأصواتهم الانتخابية، وذلك على الرغم من نشر قوات الأمن والقوات المسلحة عشرات المدرعات وسيارات الشرطة والجنود فى كل أماكن المنطقة فى شكل حولها إلى ثكنة عسكرية.

الأهالى سواء كانوا من المنتمين إلى الأسر المسيحية أو المسلمة، عبروا عن تخوفهم من تجدد الأحداث الدامية بين طرفى النزاع، التى من الممكن أن تستغل ظرف انشغال البلاد فى الأجواء الانتخابية، ومن ثم العودة مجددا إلى الاقتتال والاحتراب القبلى فى ظل عدم توصل الفرقاء إلى تسوية نهائية للأزمة حتى الآن، وعدم إعلان المصالحة بشكلها النهائى.

وفى سياق متصل تعتبر محافظة أسوان من المحافظات الأكثر هدوءا على مستوى الجمهورية، ونادرا ما تشهد استهدافا للأقباط من قبل التيارات الدينية المتشددة فى مواسم الاستحقاقات السياسية والديمقراطية، لم تشهد المحافظة طيلة تاريخها الطويل أى أحداث عنف مرتبطة بتوجه الأقباط السياسى، ودائما ما تلعب القبلية دورا كبيرا فى إنهاء أى توترات دينية أو سياسية فى مهدها هناك.

إلا أن إحدى بؤر التوتر فى المحافظة تبرز فى قرية المريناب بمركز إدفو شمال المحافظة، التى شهدت منذ 3 سنوات مشكلة طائفية بين عدد من الأسر المسيحية والمسلمة، على خلفية النزاع على مبنى أراد المسيحيون تحويله إلى كنيسة، حيث تطورت الأمور بينهم لتصل إلى القاهرة، ومن ثم تندلع أحداث ماسبيرو الشهيرة بالقاهرة فى أكتوبر 2011 التى راح ضحيتها عدد من الشباب المسيحى. لكن سرعان ما عادت الأمور إلى طبيعتها داخل القرية ذات التعددية الدينية (الإسلامية والمسيحية)، حيث سيطرت أجواء المحبة والإخاء بين الطرفين، بعد أن أغلقوا صفحة الماضى، ونظروا سويا إلى صفحة المستقبل حرصا منهم على مستقبل الأجيال القادمة.

وبشكل عام المسيحيون بأسوان يتمتعون بالحرية الكاملة والمطلقة فى توجههم السياسى دون أى تدخل من أى تيار دينى أو سياسى فى الأمر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.