عجزت قنوات «الجزيرة» عن تصوير طوابير المصريين التى احتشدت أمام السفارة المصرية فى «الدوحة» للتصويت فى انتخابات الرئاسة!! كانت كاميرات هذه القنوات الفضائية (التى كان البعض يحمل لها ذات يوم بعض التقدير) مشغولة بمتابعة الحشود الجبارة التى ادعت أنها تخرج فى قرى مصر ومدنها، والتى هى فى حقيقتها لا يزيد أكبرها على عشرة من «الصايعين»، تخرج ليتم تصويرها وتقبض المعلوم ثم تختفى قبل أن يراها المواطنون ويلقنوها الدرس الذى تستحقه!! عجزت قنوات «الجزيرة» -يا ولداه- عن متابعة المصريين المحتشدين أمام سفاراتهم يهتفون لبلادهم ويسألون: «الجزيرة» فين.. المصريين أهم!! لكن «الجزيرة» كانت معذورة، كانت مشغولة بأحاديث زوبع «اسمه كده!!» وتهجيص القوادى «شغلته كده» وإفك القرضاوى الذى جعل الفتوى باسم الدين المفترَى عليه مجرد عمليه احتيال، الذمةُ فيها «أستك منه.. فيه»!!
عجزت قنوات «الجزيرة» عن نقل مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن لدى المصريين على بعد أمتار منها، لأن «السيناريو» المرسوم كان مختلفًا، بعد أن أدركوا أنهم بلا قيمة، وأنهم مجرد بوق لنظام عميل ساقط لا محالة، ولجماعة كتبت نهايتها بإرهابها أولًا، ثم بخيانتها للوطن وعمالتها التى افتُضحت، بعد أن نجحت فى سترها لسنوات طويلة.. بل -فى الحقيقة- منذ نشأت بأموال الاحتلال البريطانى فى مصر قبل ثمانين عامًا!!
عجزت قنوات «الجزيرة» عن مواجهة الحقيقة.. وهى أن كل ما أنفقه الحكام الصغار فى قطر للتآمر ضد مصر لم يسفر عن شىء وكل ما قدموه من دعم ل«إخوان الإرهاب» لم تكن نتيجته إلا استفزاز المشاعر الوطنية لمجموع المصريين.
وكل ما اقترفوه من جرائم أخلاقية وإعلامية وسياسية على شاشتهم الحقيرة لم يكن له من آثار إلا أنه فضح المؤامرة على مصر التى كان حكام قطر الصغار جزءًا منها!!
لم تستطع قنوات «الجزيرة» -يا ولداه- أن ترسل كاميرا واحدة لمتابعة ما يجرى على بعد خطوات منها، حيث يحتشد المصريون لانتخاب رئيسهم القادم، فيدوسون بأقدامهم دعوات «الجزيرة» ومن يملكونها لمقاطعة الانتخابات. ويقولون لمن يريد أن يسمع أو يرى «إن مصر ستظل محتفظة بكبريائها الوطنى.. حتى لو تطاول الصغار أو رقص العملاء على أنغام يعزفها أعداء الأمة أو يفرضها وجود أجنبى يقاتل هو الآخر». لأنه يعرف أن انتصار الثورة فى مصر، وعودة الدولة العربية الأكبر لدورها، سيضع الوجود الأجنبى (بنفوذه وقواعده) موضع التساؤل!!
ومع ذلك فعلينا أن نعذر «الجزيرة» ونقدر صعوبة موقفها. كانت مشغولة بمتابعة فتاوى «الشىء» القرضاوى، و«الشىء» البر، مفتى الإخوان، والتى لا تقتصر فقط على مقاطعة الانتخابات، بل تدعو إلى الخروج على الدولة وقتال المصريين جميعًا، باعتبارهم من الكفار الذين يرفضون الفاشية الإخوانية، ويؤمنون -والعياذ بالله- بالحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان.
****
لم أكن سأضيع الجهد والوقت فى الحديث مرة أخرى عن «الجزيرة» ودورها الحقير، لولا مكالمة هاتفية من صديق قطرى يؤكد لى فيها سعادة الشعب القطرى بما أنجزه أشقاؤهم المصريون، ويقول لى «إن الرسالة قد وصلت وإنهم -فى قطر- كانوا ينتظرونها.. ليس لأنهم يشكون فى شرعية ما حدث فى 30 يونيو وما بعدها، ولكن لكى يقولوا لنظام الحكم عندهم إنه قد أفلس، وإن كل سياساته قد فشلت، وإنه إذا كان المصريون قد خرجوا فى الدوحة ليقولوا رأيهم وهم يعرفون أن القاعدة الأمريكية ليست بعيدة عنهم، فإن شعب قطر كله لا يمكن أن يرضى بنظام تآمر على مصر وعلى أقرب الأشقاء فى الخليج، وتصور أن حماية أمريكا والتحالف مع إسرائيل من ناحية والإخوان والقاعدة من ناحية أخرى يمكن أن تؤمن وجوده»!!
عندما خرج المصريون فى الدوحة يشاركون فى الانتخابات ويهتفون: تحيا مصر، كانوا فى نفس الوقت يصوتون مع قطر جزءًا من الأمة العربية كما يريدونها، وليست جزءًا من المؤامرة على العرب كم يريدها الأعداء الذين تعبر عنهم «الجزيرة» بكل وضوح.. وبكل وقاحة!!